«لا نريد سوى الحياة».. «فاطمة» مكافحة مصرية تحلم بغرفة لا تطرد منها
سعت لتربية أولادها بعد أن قهرتها الظروف وضاق بها الحال، ولم يبق لها إلا صحتها، تعمل ليلا ونهارًا؛ كي توفر لأسرتها قوت يومهم، الذي ربما تتحصل عليه وربما تعجز عن عنه، إلى جانب محاولتها البحث عن مكان للمعيشة به أدنى مقومات الأمان لها ولأولادها، لتصبح هذه السيدة بطلة، بعد أن حملت على عاتقها عبء 4 أفراد، يعيشون بالإيجار في حجرة صغيرة جدا في إحدى قرى محافظة القليوبية، هذه السيدة هي فاطمة عبدالله، التي تبلغ من العمر 31 عامًا.
حاولت فاطمة البحث عن رزقها عن طريق العمل في المنازل باليومية، قائلة: "أنا أرزقية يوم بشتغل وعشر أيام مش بلاقي شغل.. بشتغل في البيوت وبقبض باليومية"، بهذه الكلمات تحدثت فاطمة لـ"الدستور"، مؤكدة أنها تعرضت لأذى جسدي ونفسي خلال عملها في المنازل، لكنها تحاول –على حد تعبيرها- إخفاء همومها قبل أن تذهب إلى منزلها؛ كي يراها أطفالها مبتسمة، معقبة: "مش عايزة أحسسهم بالفقر.. أنا بحارب فقرنا بالابتسامة في وشهم لحد ما ربنا يعدلها".
واجهت فاطمة عبدالله، صعوبات كثيرة في الحياة، لعل أقساها على نفسها تهديدها كل يوم بالطرد من حجرتها التي تعيش فيها هي وأولادها إذا لم تدفع الإيجار، قائلة: "كل شوية بتطرد بسبب إني معييش فلوس.. بحلم بأوضة ليا ولعيالي نعيش فيها مستورين من غير ما نتطرد في البرد كل شوية".
يوم بعد يوم تزداد مأساة فاطمة، فزوجها الذي يعمل عاملا في مصنع سيراميك، يدفع راتبه ثمن إيجار الغرفة وأحيانًا ينتهي الراتب على إطعام صغارهم قبل دفع الإيجار، فتتواصل تهديدات أصحاب الغرفة لهم، تروي فاطمة لـ"الدستور" أنها لم تتمكن من إلحاق أولادها في التعليم العام الماضي، لعدم إمكانيتها دفع مصاريف المواصلات اليومية، رغم بيعها وزوجها بعض الأساسيات في المنزل كي يطعموا أطفالهم.