«إعلان برلين».. تفاؤل حذر ومخاوف من مصير «موسكو والصخيرات»
تعهد المشاركون في مؤتمر برلين، أمس الأحد، في الإعلان الختامي لمؤتمر برلين، بعدم التدخل في الشئون الداخلية الليبية، أو دعم الإرهاب، إلا أن شكوكًا محيطة بنجاح المؤتمر ومخاوف بأن يلقى المؤتمر نفس مصير مؤتمر الصخيرات السياسي ومؤتمر دبي ولقاء موسكو خيمت على الموقف.
وكانت من أبرز النقاط التي توصل إليها المشاركون في مؤتمر برلين حول ليبيا، أمس الأحد، أن مسئولي 11 دولة، خاصة روسيا وتركيا اللتين تلعبان دورًا محوريًّا في ليبيا، اتفقوا أن لا حل عسكريًا للنزاع، كما وعد المجتمعون باحترام حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2011 على ليبيا.
وتأمل الأمم المتحدة في أن تعزز هذه القمة اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ عند أبواب طرابلس في 12 يناير الجاري، ومن المتوقّع عقد لقاء قريبًا بين ممثّلين عسكريين عن الطرفين بهدف تحويل هذه التهدئة إلى وقف إطلاق نار "دائم"، كما تمنى المشاركون في القمة.
من جانبه، أعرب رئيسا الوزراء الإيطالي والبريطاني بشكل خاص عن استعدادهما للمساهمة في مراقبة وقف إطلاق نار دائم في ليبيا في حال تم التوصل إليه.
أما الاتحاد الأوروبي فيناقش اليوم الاثنين، في بروكسل مساهمته في وقف إطلاق النار في ليبيا.
وأوضح خوسيب بوريل، مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الاثنين، أن التكتل سيناقش كل الخيارات لدعم وقف رسمي لإطلاق النار في ليبيا، إذا تم إبرام اتفاق بهذا الشأن، لكن أي تسوية سلمية ستحتاج إلى دعم حقيقي من الاتحاد كي تستمر.
وأضاف بوريل "يحتاج وقف إطلاق النار لمن يراقبه، ولا يمكن قول هذا وقف إطلاق نار ثم تنسى أمره.. ينبغي أن يراقبه أحد ويديره".
من جانبها، تسعى ألمانيًا لتطبيق مقررات برلين، فقد قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، اليوم الاثنين، إن من المقرر عقد مؤتمر آخر بشأن ليبيا على مستوى وزراء الخارجية، مطلع فبراير المقبل.
واعتبر ماس أن مؤتمر برلين أعطى أمس إشارة البداية للتهدئة ووقف إطلاق النار.
فيما أشاد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بمؤتمر برلين، مشيرًا إلى أن القمة كانت مفيدة جدًا، لافتًا في الوقت ذاته أن الفجوة بين طرفي النزاع لا تزال واسعة.
واعتبر لافروف أن اجتماع برلين حقق تقدمًا إلى الأمام، لكن لا يزال هناك عمل كثير ينبغي إنجازه قبل الوصول إلى السلام.
على جانب آخر، يخشى كثيرون من فشل مؤتمر برلين فقط ذكرت شبكة "دويتشه فيلله" الألمانية، أنه على الرغم من الاتفاق بوقف العمل العسكري في ليبيا، والالتزام بالهدنة بين طرفي النزاع في ليبيا، فإن تداعيات الهدنة لا تزال غامضة، مشيرة إلى أن الهدنة هشة بين طرفي النزاع.
وجرت مساء أمس بعد إعلان بيان برلين اشتباكات بين الميليشيات التابعة لحكومة فائز السراج وقوات الجيش الوطني في عدة مناطق بالعاصمة طرابلس.