عبدالسلام البدرى: علاقة مصر بليبيا تاريخية منذ زمن الفراعنة
أكد عبدالسلام البدري، نائب رئيس وزراء الحكومة الليبية المؤقتة، أن لديهم خطة لمرحلة ما بعد "مؤتمر برلين" بشأن ليبيا، مشددًا على أن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر مستمر فى محاربة الإرهاب، وأن الجيش يسيطر الآن على 90% من الأراضي الليبية.
وكشف "البدري" في حوار خاص لـ"الدستور" عن أن عمليات إعادة الإعمار في ليبيا ستتكلف كثيرًا بتكلفة قدرت بأكثر من 500 مليار دولار، مشيرًا إلى أن الأولوية لليبيين والشركات المصرية فى تولي عمليات إعادة الإعمار، وإلى نص الحوار:
*هل يقبل الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بدمج أفراد القوات الأخرى في صفوفه تلبية لأحد مقترحات مؤتمر برلين بشأن ليبيا؟
الحكومة والجيش والشعب الليبي ليس لديهم اعتراض على هذا الأمر، بل يجب أن يكون هناك جيش واحد وقوات أمنية واحدة للدولة الليبية، بعيدا عن الميليشيات الإرهابية وغيرها من أشكال الجماعات المسلحة.
*هل تقبل الميليشيات التابعة لحكومة فائز السراج بالانضمام إلى الجيش الليبي والعمل تحت إمرته؟
هذه الميليشيات لن تقبل بهذا الأمر، لأنها عبارة عن مجموعة من العصابات والإرهابيين يسرقون ويعتدون على الليبيين ولديهم الكثير من الأموال التي حصلوا عليها عنوة من موارد الشعب الليبي، كما أن لديهم عقارات في الداخل والخارج بخلاف الأموال المهربة في الخارج عبر حسابات بنكية خاصة بهم، وأمثال هؤلاء لا يمكن أن ينضموا للجيش لليبي، فهم أصحاب عقليات عصابات سرقوا ونهبوا الليبيين واعتدوا عليهم.
*ما هي الجماعات التي يمكن أن يقبل الجيش الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر ضمها إلى صفوف القوات المسلحة؟
الجيش الليبي سيقبل فقط بالأفراد الذين سيتخلون عن تبعيتهم وانتمائهم للميليشيات المسلحة ولن يقبل بضم أسماء الميليشيات أو الجماعات كما هي، بل سيتم حل كل هذه التنظيمات ومن سينضم سيكون بشكل فردي بعيدًا عن أي انتماء. فمثلًا العصابات والميليشيات مثل ميليشيا هيثم التاجوري وميليشيا البقرة وغيرها لا يمكن أن تنضم للجيش الليبي، فأمثال هؤلاء سيفسدون الجيش.
ومن سينضم إلى الجيش الليبي سيتم إجراء عمليات إعادة تأهيل وتدريب له، أما اللصوص وقادة الميليشيات هم من دمروا ليبيا وسرقوا أموالها لن ينضموا، بل ستتم محاكمتهم بخلاف الكثير من الأفراد المنضمين لهذه الميليشيات الذين لا يعلمون شيئًا عما يجري، فهؤلاء قد يتم قبولهم بالجيش، وبعضهم بحاجة إلى علاج نفسي للتخلص مما رأوه وتلقوه على يد قادة هذه الميليشيات، وقد نستعين بأطباء نفسيين من الدول العربية، خاصة من مصر لدعمنا في هذا الأمر، وإجراء عمليات إعادة تأهيل لأمثال هؤلاء، الذين تعرضوا لأعمال عنف وحرب وتعاطي للمخدرات.
*ما هي أهم المطالب التي ركز عليها المشير خليفة حفتر خلال مشاركته في مؤتمر برلين بشأن ليبيا؟
أكد على ضرورة حل جميع الميليشيات المسلحة، فلا يمكن إقامة دولة بها ميليشيات تقتل وتنهب، كما أكد على ضرورة معالجة المنطق الذي اتبعته الأمم المتحدة من قبل في اتفاق الصخيرات السياسي الموقع عام 2015، فمنطقه مغلوط وكاذب لا معنى له، ففائز السراج الذي أتت به رئيسًا لحكومة الوفاق لا يعلم أى شىء، فهو شخصية مغمورة من جذور تركية لا يمكن له أن يرعى جاموسة، فكيف له أن يوضع على رأس الدولة.
*كيف ترون العدوان التركي وأطماع رجب أردوغان في ليبيا؟
أردوغان شخصية غريبة يريد أن يجعل من نفسه إمبراطورًا عثمانيًا على ليبيا، كما عمل على دعم جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من الجماعات الإرهابية في ليبيا، ونحن ليست لنا علاقة بتركيا، لكن مصر هي الأقرب لنا، فأردوغان يريد تهديدًا للأمن المصري وكذلك الليبي.
وأردوغان ومعه الإخوان يسعون للسيطرة بشكل كبيرة على المنطقة الممتدة من قرية البمبة الليبية التي تقع على خليج البمبة حتى مدينة السلوم المصرية الغنية بالموارد النفطية، فأردوغان يحلم بالسيطرة على هذه المنطقة، لكن هذا لن يحدث ولن نسلمه شبرًا واحدًا من أرضنا، وهذا الأمر خطر على ليبيا كما هو خطر على مصر بالدرجة الأولى، وإذا أصبحت هذه المنطقة تحت سيطرة أردوغان وإرهابيه فسيكون خطر كبير، حيث ستكون بمثابة صندوق تمويل كبير للإخوان.
وعلاقة مصر بليبيا تاريخية حتى من أيام من الفراعنة وليست وليدة الأمس.
*أجريت سيادتك من قبل زيارة إلى الجزائر مؤخرًا لبحث موقفها مما يجري في ليبيا.. كيف ترى موقفها مما يجري فيها؟
خلال زيارتي للجزائر أبدى مسئولوها استعدادًا كبيرًا لدعم ليبيا والعمل على عدم المساس بحرية ليبيا واستقلالها وعدم السماح للأتراك بالإضرار بليبيا.
*ما هي خطة الحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني لمرحلة ما بعد مؤتمر برلين؟
مجلس الوزراء حريص على أن تأخذ الدولة مسارها الطبيعي والديمقراطي عبر البرلمان، وحينما يتم تشكيل حكومة من قبل مجلس النواب سنسلمها كل الملفات والصلاحيات، ونحن ملتزمون بهذا، فالبرلمان هو من يعتمد الحكومة أو يرفضها.
*كيف سيتم التعامل مع المرتزقة والإرهابيين الذين أرسلهم أردوغان إلى ليبيا؟
هذا الأمر لا يهمنا ولا نخاف منهم، فهم لا يعرفون الشعب الليبي المقاوم عبر التاريخ، وهذا الغدر ليس بجديد على الأتراك، ففي عام 1912 تخلوا عن ليبيا وسلموها لإيطاليا مقابل 120 مليون ليرة ذهبية وجزيرة مهجورة في بحر إيجة.
فنحن سنجاهد ضد الأتراك معتمدين على الله وعلى الشعب الليبي وبدعم مصر التي قامت بدور جيد قوي مع ليبيا وكذلك السعودية والإمارات.
والحوار مع المرتزقة والإرهابيين لن يكون إلا بالرصاص وسيتم قتلهم، بل لن يتم دفنهم في الأراضي الليبية أو حتى إلقائهم في البحر قبالة المياه الليبية بل سيتم إلقاؤهم خارج مياهنا الإقليمية، وهؤلاء المرتزقة ليسوا بسوريين حقيقيين، فالشعب السوري عربي أصيل لدينا معه علاقات جيدة، أما المرتزقة هؤلاء تركمان جندهم أردوغان لخدمة أهدافه.
*هل تتعامل الحكومة الليبية المؤقتة أو الجيش الليبي مع سوريا لمنع وصول هؤلاء المرتزقة إلى ليبيا؟
ليس لدينا مانع من هذا الأمر، لكن سوريا لديها الآن مشاكل، لكن حينما تتعافى سنتعاون معها، فسوريا دولة عربية شقيقة.
*كيف ترون وقف القبائل والشعب الليبي لمنع تصدير النفط إلى الخارج بسبب سرقة الميليشيات وحكومة الوفاق مقدرات الشعب الليبي؟
أنا طالبت بالتحقيق في سرقة موارد الدولة خاصة النفطية منذ عام 2011، وعمليات السرقة التي تمت طوال هذه السنوات من السهل تتبعها إذا تعاونت الدول معنا، فهناك أثرياء الميليشيات هربوا أموالهم للخارج وهم معروفون، وبالتعاون الدولي سيتم إرجاع هذه الأموال للشعب الليبي، فترك هذه الأموال لهؤلاء الخونة والعصابات سيضر ليبيا بل والعالم.
ومن الواجب على الدول العربية وغيرها مساعدتنا في هذا الملف كثيرا، وحتى الآن لا يوجد رقم واضح عن حجم السرقة التي تمت، فهناك إشكالية مهمة وهي دخول دول في هذا الأمر، وبمجرد استعادة الدولة عافيتها ستقوم بهذا الأمر وسنلاحق اللصوص والخونة.
* كيف ترون دور قطر في ليبيا؟
قطر لها دور قذر تجاه ما يجري في ليبيا ولعبت دورًا كبيرًا في سرقة مقدرات الشعب الليبي وتدمير دولته، فهذا الأمر عادة قطر، ويجب إبعاد قطر من الجامعة العربية ومن مجلس التعاون الخليجى، فهي بمثابة "السوس" الذي ينخر في المنطقة، فهي دولة قذرة بشكل لا يمكن تخيله.
*ما هي خطتكم فيما يتعلق بعمليات إعادة الإعمار وإعادة بناء المدن التى دمرها الإرهاب وميليشيات حكومة السراج؟
لدينا خطة بشأن هذا الأمر، فالكثير من المدن تعرضت لتدمير كبير، مثلا مدينة بنغازي تعرض 50 % منها إلى تدمير كلي ومدينة درنة نفس الأمر، أما مدينة سرت فأعتقد أن حجم التدمير بها بلغ 80%، أما مدن مصراتة وطرابلس غير معروف حجم التدمير بشكل واضح، لأنها ما زالت تحت سيطرة الميليشيات الإرهابية.
بالنسبة لنا لدينا برنامج وهناك لجنة لإعادة الإعمار، لكن لن تشارك الدول التي شاركت في تدمير ليبيا في إعادة الإعمار، وعلى رأسها تركيا وقطر، لكن من ساعدنا هو من سيشاركنا في هذا الأمر، والأولوية لليبيين ثم الشركات المصرية التي لديها خبرات قوية ومعرفة في هذا المجال، بخلاف قرب الموقع مع مصر والتفاهم الكبير بيننا.
*ما هي تقديراتكم لتكلفة عمليات إعادة الإعمار؟
التقديرات كبيرة جدًا بشأن إعادة إعمار ما تم تدميره من البنى التحتية، حيث قدرت تكلفة هذا الأمر بـ500 إلى 600 مليار دولار في عموم ليبيا، فمثلا بنغازي وحدها بحاجة إلى 200 مليار دولار، فالبنية التحتية دمرت سواء خطوط المياه والطرق وشبكات الكهرباء والبيوت، بخلاف إعادة تأهيل البشر ومن تعرض لأعمال عنف لها تكلفة وحدها بعيدًا عن التكلفة المرصودة لإعادة الإعمار.
*إلى أين وصلت عمليات الجيش الوطني الليبي؟ وهل هناك خطة أمنية لإدارة المناطق المحررة؟
الجيش يسيطر الآن على 90% من إجمالي أراضي ليبيا، ونحن لدينا خطة أمنية لإدارة البلاد وجميع المناطق المحررة، ونعرف جميع الإرهابيين وأفراد الميليشيات وسيتم ملاحقتهم، وسنستعين بكل الأجهزة الأمنية وخبراء الأمن في هذا الأمر.