4 قروش أول أجر.. أقدم مصوري قنا يروي قصة 60 عاما مع الكاميرا
لا يزال يمارس مهنته المفضلة، بعد أن تعلمها خلال مشاركته في حرب اليمن، ليكون صاحب أقدم استوديوهات التصوير الفوتغرافي بمحافظة قنا، بعدما عمل في عدة أماكن مخصصة للتصوير بمحافظة قنا، لمدة تخطت نصف قرن من الزمان.
المصور عبد القادر أحمد إسماعيل البعيري، البالغ من العمر 71 عاما، صاحب استوديو "البعيري" بمركز قفط جنوب قنا.
قال "البعيري" في حديثه لـ"الدستور" إنه بدأ تعلم التصوير منذ أن كان جنديا في الجيش المصري خلال حرب اليمن، وازدادت خبراته بعدما تعلم على يد كبار المصورين حي الحسين، ثم زاول المهنة في مسقط رأسه بقرية القلعة أمام منزله، ثم افتتح الاستوديو الخاص به في يناير 1970.
ذكر أنه قضى في الجيش 5 سنوات "أثناء الخدمة العسكرية، وفي فترة الأجازات، كنت انزل في فندق بمنطقة الحسين وبجواره استوديو عدلي، وهو من أقدم الاستوديوهات في القاهرة آنذاك، وتعلمت بفضل الله وبفضل صاحب الاستوديو مهنة التصوير وكانت في أواخر الستينات".
أوضح أن البدايات كان بسيطة، فهي عبارة عن ستارة على حائط وماكينة تصوير أبيض وأسود، "وقتها كنا نرسل الصور عبر مندوب يسافر إلى القاهرة لتحميض الصور وطبعها وإعادتها إلى الاستوديو مرة أخرى، ومع مرور الوقت تم افتتاح معامل لطبع الصور الملونة في محافظة قنا، وهذا سهل الأمر علينا ووفر الوقت والمال".
وأشار إلى أن عشقه للمهنة لم يشعره بالتعب أو المشقة، لافتًا إلى أنه كان يسعد عندنا يأخذ الزبون صورته وتعجبه، وكان أبرز من قام بالتقاط الصور لهم، هو أحد محافظ قنا عبد المنصف حزين، وأعجب بتصويره جدًا.
اختتم "البعيري" أن أول مبلغ تقاضاه كان 4 قروش، والمبلغ كان قيمة 4 صور شخصية، وعليها كارت مجاني، وحرص على أن يرث أبناؤه وأحفاده مهنة التصوير، وافتتح كل واحد منهم استوديو تصوير خاص به.