تعرف على الدلالات النفسية والاجتماعية لوقائع التحرش الجماعى
كشفت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الزقازيق، عن الدلالات النفسية والاجتماعية لواقعة التحرش الجماعي بفتاة المنصورة في ليلة رأس السنة.
وقالت هدى، خلال مداخلة هاتفية مع الدكتور محمد الباز، في برنامج "90 دقيقة" المذاع عبر فضائية "المحور"، إن ما حدث يدرس تحت عنوان الفسيولوجيا الاجتماعية، موضحة أن قديمًا كان الشارع آمن، وكان المتحرش فردًا يشعر بالخزي والعار ويهرب عندما يكتشفه الشارع.
وأضافت أن:"الملاحظ من حالة التحرش الجماعي أن المتحرشين يمارسون نوعًا من الانتقام، لأن لديهم أمراض الشعور باحتقار النفس والشعور بالدونية، فهم ليسوا شبابًا ناجحًا، وإنما لديهم تاريخ من المعاناة من العار الاجتماعي، فينتقموا من الضمير الجمعي بالاتجاه إلى منطقة القداسة الاجتماعية وهي أجساد النساء".
وردت أستاذ علم الاجتماع السياسي، على الجدل الدائر بين الكاتب خالد منتصر، والداعية الإسلامي عبد الله رشدي حول السبب في الواقعة حيث يرى الأول أنه الخطاب الديني، بينما يرى الثاني أنه ثياب الفتاة.
وقالت هدى:" هذا التبرير المقدس الذي يقدم من بعض المنابر البعيدة عن الأزهر الشريف تحريض بشكل غير مقصود ضد النساء، بدعوى أنهن الكاسيات العاريات اللاتي تمارسن الإغواء الجسدي".
ونفت، وجود أي علاقة بين الكبت الجنسي والتحرش، قائلة:"هذا عنف موجه ضد الشئ المقدس الاجتماعي والذي رمزه أجساد النساء، ووسيلته التربية الموازية".
واردفت أن:"ضحايا جميع الجرائم يدافع عنهم، إلا ضحايا التحرش تدان وتعد مذنبة"، مشيرة إلى أن الحديث عن الكبت الجنسي رؤية سطحية جدًا للمشكلة، وآن الأوان أن نشخص المشكلة بشكل صحيح، لأننا لن نعالج المشكلة ما لم نقدم تشخيصًا حقيقيًا".
ولفتت إلى أن الشارع المصري أفلت من هيمنة الطبقة الوسطى التي كانت تفرض الضمير الجمعي على الشارع، مردفة:"يجب أن نعود لدراسات معمقة قدمت عن الشارع، والشباب الذي يبرر لنفسه الفعل الإجرامي".
لفتت إلى أنهم سألوا الشباب إن كانوا يعاكسون البنات، فأجابوا نعم، وبرروا ذلك، مردفة:"قالوا هي عاوزة، وكانت لابسة كذا والشيخ على المنبر قالنا إنهن كاسيات عاريات وحطب جهنم، فيتصور أنه يعاقبها عقابًا مقدسًا من خلال التحرش".