كواليس 21 يومًا تفصل إسرائيل عن كابوس الانتخابات الثالثة

يعلن رءوفين ريفلين، رئيس الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن فشل بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، المنتهية ولايته وحزب "الليكود"، وبيني جانتس، رئيس تحالف "أزرق أبيض"، في تشكيل ائتلاف حكومي جديد، ومن ثم يُبلغ يولي إدلشتين، رئيس الكنيست الإسرائيلي، منح الأعضاء، البالغ عددهم 120 عضوًا، مهلة 21 يومًا، تنتهي في 11 ديسمبر المقبل، من أجل التصويت على أحد الأعضاء لتشكيل حكومة جديدة، على أن يحصل على 61 صوتًا على الأقل.

المرة الأولى
وتعد هذه المرة الأولى التي ينقل فيها الاحتلال الإسرائيلي، سلطة اختيار رئيس حكومة جديد، إلى الكنيست، وأن يفشل مرشحان اثنان في تشكيل حكومة.

وجاءت خطوة ريفلين، بعد إعلان جانتس، رسميًا، عن فشله في تشكيل حكومة جديدة، ومن ثم إعادة التفويض إلى رئيس إسرائيل، متهمًا نتنياهو بأنه المتسبب في جر تل أبيب إلى انتخابات ثالثة في أقل من عام، فيما رد الأخير بأنه مستعد للتفاوض المباشر، حسبما نشر موقع "واللا" الإسرائيلي.

وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الخميس، وجود خلافات ضخمة داخل تحالف "أزرق أبيض"، وذلك لعدم قدرة جانتس على تشكيل حكومة جديدة يقودها.

وهاجم ليبرمان، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، اليوم، كلا من جانتس، ونتنياهو، لفشلهما في تشكيل حكومة، موضحًا أنه تم تقديم تنازلات كثيرة من أجل التوجه لحكومة وحدة، ولكنهما فشلا.

محاولات إنقاذ من "الانتخابات الثالثة"
ورغم أن التوجه لانتخابات ثالثة أصبح شبه مؤكد، إلا أن التقييمات السياسية لدى الاحتلال، ترجح أن الفترة المقبلة ستشهد محاولات لتشكيل حكومة وحدة، أو أي حكومة أخرى، من أجل منع التوجه لانتخابات ثالثة.

ويمكن لنتنياهو العمل على كسب الأصوات لترشيحه، بأن يروج لأنه يسعى لمنع التوجه لانتخابات ثالثة، خاصةً أن لديه 55 صوتًا داعمًا، ما يعني أنه يحتاج إلى 6 أصوات فقط، ومن ثم يمكن ترشيحه لتشكيل الحكومة بشكل مباشر، وهو ما قد يلجأ إليه جانتس أيضًا، الذي يحتاج لـ7 أصوات.

وتظل حكومة الاحتلال، وكذلك الكنيست، غير قادرين على اتخاذ أي قرارات، فالكنيست لا يمكن أن يشكل لجانًا أو سن مشاريع قوانين خاصة أو حكومية، كما أن حكومة تسيير الأعمال ووزرائها سيجدون صعوبة في اتخاذ قرارات عملية، ما يسبب صعوبات عديدة، ويصيب إسرائيل بشلل في كافة إجراءاتها.

تفاصيل مهلة الكنيست
ويحق لأي عضو داخل الكنيست، خلال الـ21 يومًا، أن يوقع على توصية لترشيح أحد الأعضاء دون الحصول على موافقة هذا المرشح، ولكن عند تقديم كتاب الترشيح لرئيس الاحتلال، فتلزم موافقة العضو الذي تم التوافق عليه، كما أنه يسمح لأي عضو سحب ترشيح لأي شخص طالما لم يتم تقديم كتاب الترشيح لريفلين.

وفي حال تم اختيار مرشح لتشكيل الحكومة بشرط الحصول على 61 صوتًا، يتم تكليفه بها في خلال يومين من تاريخ انتهاء المهلة، ويتم منحه مهلة 14 يومًا منذ تكليفه، لتشكيل حكومة يلتزم بها الكنيست، وفي حال فشله في تكوينها يتم التوجه مباشرة لانتخابات ثالثة.

وفي حال انتهت المهلة الممنوحة للكنيست، دون تقديم أي تشريحات لعضو يشغل منصب رئيس وزراء لريفلين، فحينها يعلن إدلشتين حل الكنيست، والتوجه لانتخابات جديدة.

تاريخ الانتخابات الثالثة
وفي حال التوجه لانتخابات ثالثة، سيكون موعد إقامتها هو 10 مارس المقبل، وفق تشريعات الكنيست، وهو ما قد تعارضه الأحزاب الدينية، نظرًا لأنه موعد بدء عيد البوريم "المساخر" لدى اليهود، ومن ثم فإنه من المرجح أن تتم إقامة الانتخابات إما في 3 مارس المقبل، أو في يوم 17 من الشهر ذاته.

وفي حال لجأ الاحتلال إلى تقديم أو تأخير موعد الانتخابات، فيلزم إجراء تغييرات تشريعية، أو التقدم بقانون لدى الكنيست، يشرع أن تجرى الانتخابات في موعد متفق عليه.

وبدأت أزمة تشكيل الحكومة لدى الاحتلال، بعد حل الكنيست في 27 ديسمبر الماضي، وإجراء الانتخابات في 9 أبريل الماضي، فيما فشل المرشحون في تشكيل حكومة، ما أدى إلى حل الكنيست مرة ثانية في 27 مايو الماضي، وإجراء انتخابات في 17 سبتمبر الماضي، بينما أعلن جانتس ونتنياهو فشلهما في تشكيل حكومة للمرة الثانية.