"الحرس الثورى".. رأس حربة إيران داخليًا وخارجيًا
حذر الحرس الثوري الإيراني، خلال الفترة الماضية، بالرد الحاسم لمحاربة الاحتجاجات الإيرانية ضد رفع أسعار الوقود، والتي اندلعت منذ الجمعة الماضية في البلاد.
وكانت قد قررت السلطات الايرانية، يوم الخميس الماضي رفع أسعار الوقود في إيران، مما أدى إلى المزيد من الاحتجاجات.
ووفقًا لوكالة رويترز، أدت التهديدات من قبل الحرس الثوري الايراني إلى قمع الاضطرابات والاحتجاجات بشكل كبير في البلاد.
وكان قد أعلن الحرس الثوري عن تكثيف حملة القمع ضد المتظاهرين الإيرانيين أمس الثلاثاء، فضلًا عن حشد أكثر من نصف مليون من قوات الباسيج شبه العسكرية.
وتتدخل قوات الحرس الثوري الإيراني في الأوقات الحاسمة للبلاد، أو بعد إعلان القوات الأمنية عن فشل السيطرة على الفوضى التي تعم البلاد.
-قصة الحرس الثوري الإيراني
يعتبر الحرس الثوري الإيراني القوى العظمى الإيرانية، فضلًا عن أنه الذراع الأيمن للمرشد الإيراني داخل إيران وخارجها.
وهي قوة ملتزمة دائمًا بأهداف النظام الإيراني والدفاع عن قيمه ومبادئه الثورية، وذلك منذ سقوط الشاه الإيراني عام 1979.
تأسس الحرس الثوري الإيراني في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979، بقرار من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية وقتها، الإمام الخميني، وذلك بهدف حماية النظام الناشئ، وخلق نوع من توازن القوى مع القوات المسلحة النظامية.
وحينها صاغ رجال الدين قانونا جديدا يشمل كلا من القوات العسكرية النظامية، وتُناط بها مهمة الدفاع عن حدود البلاد، وحفظ الأمن الداخلي، وقوات الحرس الثوري وتكلف بحماية النظام الحاكم.
-كيف يسيطر الحرس الثوري على الاقتصاد الإيراني
تحول الحرس الثوري الإيراني إلى قوة عسكرية كبيرة فضلًا عن قوى سياسية واقتصادية كبيرة في إيران في الداخل والخارج أيضًا.
اللواء محمد علي جعفري هو القائد العام للحرس الثوري الإيراني حاليا، يقوم بدور كبير في تنفيذ المهام التي يكلف بها من قبل المرشد الأعلى الإيراني.
على الرغم من تدهور الاقتصاد الإيراني ومشارف انهياره إلا أن الحرس الثوري الإيراني يستحوذ على المؤسسات الاقتصادية العملاقة، حيث يسيطر على أكثر من 815 مؤسسة تجارية شبه حكومية ومساهمة في كل المجالات.
-تشكيلات الحرس الثوري
تتشكل "قوات حرس الثورة الإيراني قوات برية وبحرية وجوية، كما لها السيطرة على كل الأسلحة الاستراتيجية لإيران، ويقدر عدد أفرادها بـ 120 ألفًا قوات نظامية وقرابة 500 ألف جنود احتياط.
وهذا التنظيم الميليشياتي الذي يعمل خارج وزارة الدفاع الإيرانية هو عبارة عن قوة اقتصادية ضخمة في إيران؛ إذ تتحكم بقرابة 20 – 40% من الاقتصاد.
فهو من المفترض أن يقوم بإصلاح البنية التحتية ويقوم ببناء مستشفيات خاصة متخصصة ويعمل في تصنيع السيارات والسكك الحديدية، إلا أنه يستغل ذلك في توريد الأسلحة وتنشيط الصواريخ الباليتسية وتمويل المليشيا الإرهابية له في الخارج.
ولذلك يعاني الاقتصاد بفعل "الحرس الثوري" الذي يستحوذ على أكبر المؤسسات الاستثمارية في البلاد، بحجج محاربة التغول الغربي للسيطرة على الاستثمارات القادمة والتصدير للخارج.
- هيئة فيلق القدس
يمثل فيلق القدس هيئة خاصة في الحرس الثوري الإيراني ويضطلع بمسؤولية تنفيذ العمليات العسكرية والاستخباراتية خارج الأراضي الإيرانية.
فقد برز قائد فيلق القدس، الذي كان يعيش خلف ستار من السرية لإدارة العمليات السرية في الخارج، لتحقيق الأهداف الإيرانية في الخارج والسيطرة على المزيد من الدول في المنطقة.
وقد نجح فيلق القدس بالفعل في تحقيق أهداف إيران وأصبحت الأذرع الايرانية في المنطقة ومن بينها العراق وسوريا والبحرين ولبنان واليمن.
-من هو قاسم سليماني؟
ولد سليماني في مدينة قم في عام 1957 ونشأ في قرية رابور، التابعة لمحافظة كرمان، جنوب شرقي إيران، من أسرة فقيرة، وكان يعمل كعامل بناء، ولم يكمل تعليمه سوى لمرحلة الشهادة الثانوية فقط.
ثم عمل في دائرة مياه بلدية كرمان، حتى نجاح الثورة الإيرانية في عام 1979.
بعدها انضم سليماني إلى الحرس الثوري الذي تأسس لمنع الجيش من القيام بانقلاب ضد الزعيم الخميني، وتدرج حتى وصل إلى قيادة فيلق القدس عام 1998.