عيدروس الزبيدي.. ابن جنوب اليمن يصنع السلام باتفاق الرياض
وقعت الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس الزبيدي، اليوم، "اتفاق الرياض" في السعودية من أجل حل الخلافات بين الطرفين وتوحيد الجهود لمجابهة الانقلاب الحوثي المستمر منذ عام 2014 على الشرعية اليمنية.
لعب عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي دورا مهما في هذا الاتفاق الذي سيساهم في وحدة اليمن بعد أن كانت على شفا الانقسام، فعبر قيادته للمجلس الانتقالي ساعد بالتعاون مع السعودية والإمارات في وضع صيغة سياسية ملائمة تعيد التفاهم بين الجيمع.
ولد الزبيدي في محافظة لحج عام 1967م، وتلقى تعليما عسكريا ليصبح أحد القيادات الأمنية البارزة بدولة اليمن الجنوبي فقد التحق بكلية القوى الجوية، وتخرج عام 1988م، وقبل وحدة اليمن في مايو 1990 على يد الرئيس السابق علي عبد صالح كان الزبيدي من الرافضين دمج اليمن الشمالي والجنوبي، ليؤسس عام 1996 مؤسسة سرية باسم حركة حتم، (حق تقرير المصير) في دولة جيبوتي لدعم عودة دولة الجنوب مجددا لكنه فشل في هذا الأمر.
وتوقف نشاط حركة "حتم" التي يقودها الزبيدي عام 2002 بعدما أدين عدد من قادة الحركة وعلى رأسهم الزبيدي بالتورط في قتل عدد من مسؤولي الدولة وتمت محاكمتهم محاكمة عسكرية وحُكم عليهم بالإعدام غيابيا.
ومع اندلاع ثورات الربيع العربي التي امتدت إلى اليمن عاد الزبيدي إلى اليمن عام 2011، وبدأ في إحياء حلمه بعودة اليمن الجنوبي وحينما انقلب الحوثيين على الرئيس منصور هادي في سبتمبر 2014 شارك الزبيدي في التصدي لقوات الحوثيين ومنعها من الاستيلاء على الجنوب ونجح في هذا الأمر بالتعاون مع قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية.
ولدور الزبيدي في مواجهة الحوثيين ونفوذه القوي في الجنوب عينه الرئيس عبدربه منصور هادي في ديسمبر 2015، محافظًا لعدن لكنه أقيل في مايو 2017، بعد إعلانه تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي وتولي رئاسته للعمل وتعيين هاني بن بريك نائبا له من أجل دعم عودة اليمن الجنوبي.
لم يكتف الزبيدي بتشكيل مجلس سياسي لدعم عودة دولة الجنوب بل شارك في تأسيس قوات "الحزام الأمني" التي ساعدت في مواجهة الحوثيين والجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش، وأصبحت اليوم من أهم القوى العسكرية في اليمن، ويعول عليها لعب دور كبير في التصدي لجماعة الحوثي خلال الفترة المقبلة بعد توقيع اتفاق الرياض.
وسبق أن تعرض عيدروس الزبيدي لأكثر من 4 محاولات اغتيال، منها 3 محاولات بعربات مفخخة، تبناها تنظيم داعش الإرهابي.