أكاديمي جزائري لـ"الدستور": الحكومة مصرة على إتمام انتخابات الرئاسة.. و"تبون" الأقرب للمنصب (حوار)
ساعات وتغلق أبواب الترشح في انتخابات الرئاسة الجزائرية التي تجرى يوم 12 ديسمبر المقبل، وسط تقدم عشرات المرشحين من بينهم وزراء ورؤساء حكومات سابقين، في ظل إصرار الحكومة الحالية وقيادة الجيش على إجراء أول انتخابات رئاسية بعد استقالة الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة أبريل الماضي إثر احتجاجات عارمة طالبت بسقوط نظامه.
وفي حوار خاص لـ"الدستور" مع الدكتور عصام بن الشيخ، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة قاصدي مرباح ورقلة بالجزائر، أكد أن الجيش والحكومة مصرون على إتمام الانتخابات، مستبعدا سيناريو تونس وهو فوز مرشح غير معروف بالرئاسة كما فعل قيس سعيد المرشح المستقل وإلى نص الحوار:
•هل تتوقع إتمام الانتخابات الرئاسية في موعدها 12 ديسمبر المقبل أم قد تحدث تغيرات تدفع الحكومة؟
- الانتخابات لن تؤجل لأن الجيش مُصرّ عبر القيادة على موعد 12 ديسمبر المقبل لحسم الموعد الانتخابي بعدها سيحيل أول رئيس منتخب وزير الدفاع على التقاعد.
كما أن الوضع الإقليمي حول الجزائر خطير لأن الجزائر تمتلك 6000 كلم من الحدود مع دول ضعيفة إلى منهارة وحماية الحدود لسبعة دول جوار قائم على الجزائر وهي كلفة القيادة الإقليمية لذلك الشعب واعي لهذا التحدي. وجيشنا حريص على استقرار أوضاع بلدنا لذلك الانتخابات ستنجح وفي موعدها ضمانا لعدم التأثير على الدور الإقليمي لبلدنا.
• من هم أبرز المرشحين المرتفعة حظوظهم في الانتخابات المقبلة؟
- أبرز المرشحين عندي علي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات وعبد المجيد تبون رئيس الوزراء السابق وعز الدين ميهوبي وزير الثقافة السابق لكن التنافس ثنائي القطب سيكون بين تبون وبن فليس، فيما يعتبر ميهوبي أرنب سباق سيشتت أصوات بن فليس في منطقة شرق البلاد.
وتبون ينحدر من مدينة جنوبية غربية والجنوب أهله محبوبون وهو أول من تصدى للعصابة (رموز نظام الرئيس السابق بوتفليقة الفاسدين) لما كان وزيرا للسكن ثم رئيسا للوزراء لمدة ثمانين يوما فقط.
وفي نظري تبون سيفوز لأن بن فليس لديه مشكلات في مدينة باتنة مسقط رأسه ومسقط رأس الرئيس السابق اليامين زروال. وتبون هو الأوفر حظا ويحوز على إعجاب واسع من قبل الجزائريين.
• ما هي أهم التحديات التي ستواجه الرئيس الجزائري الجديد؟ وكيف سيتعامل مع استمرار تظاهرات بعض المواطنين إن حدثت؟
- أهم التحديات التي ستواجه الرئيس المقبل هي تماسك الجيش، نجاح شركة سوناطراك في استغلال النفط والغاز بعقود دولية جديدة، استقرار الرئاسة وإنقاذ حزب الأغلبية حزب جبهة التحرير الوطني إن أمكن، مع الاستمرار في اليقظة المالية لاسترجاع الأموال المنهوبة.
والرئيس المقبل سيتعامل مع معارضة مشتتة وحراك الشارع فقد زخمه وهو يتدهور، سيحاول أشرس المعارضين عبر الاحزاب أو الشارع أن يحصلوا على دعم فرنسي سري٠ إذا فاز المرشح عبد المجيد تبون سيميل الجيش إلى تعزيز التعاون مع موسكو وواشنطن وبكين.
والآن الشارع يعتمد على الإعلام والصحافة تعيش أزمة ثقة في الجزائر فقد كثرت الأخبار الزائفة والشائعات في وسائل التواصل الاجتماعي خاصة على موقع فيسبوك٠
• هل تتوقع أن تسير الجزائر في الانتخابات المقبلة على درب تونس وتحقيق مرشح غير معروف لنتيجة مفاجئة مثل قيس سعيد؟
- لن تحدث في الانتخابات المقبلة أية مفاجأة كما حدث في تونس، لأن وزن بقية المترشحين ضئيل.
• ما هي توقعاتكم لتعامل الرئيس الجديد مع رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة هل يتم إجراء مصالحة خاصة مع المتورطين في قضايا فساد أم قد يتجنب هذا الأمر حتى لا يؤثر على شعبيته في بداية حكمه؟
- القضاء صارم جدا تحت قيادة وزير العدل بلقاسم زغماتي، واسترداد الأموال المنهوبة سيتم بالتفاوض وأحكام القضاء ستكون صارمة. كما أن رموز النظام السابق ممن ربط المال بالسياسة انتهى مستقبلهم السياسي. لذلك أرى أن المترشح مجيد تبون الذي يرفع شعار فصل المال عن السياسة. أرى أنه الأشجع والجيش لن يدعمه رسميا لأن ذلك ممنوع بتأسيس السلطة المستقلة لتنظيم والإشراف على الانتخابات لكن قادة الجيش والضباط والجنود يصوتون بإمكانهم التأثير بالانحياز له.
• هل سيقدر الرئيس الجديد على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الجزائر بجانب ملف الفساد؟
- النقابات المهنية والمجتمع المدني متحمس عكس الأحزاب المنقسمة. كذلك وزارة الداخلية تراقب الأوضاع السياسية والاجتماعية بدقة لكنها لن تتدخل في حسم الانتخابات لشبهة التزوير. نحن في أول تجربة انتقال من إدارة العملية السياسية الديمقراطية إلى ديمقراطية الإدارة.
أما مسألة منطقة القبائل حيث الأمازيغ فهي نزعة شوفينية تكشف التحريض الفرنسي لممارسة الضغوط على صناع القرار في الجزائر ودول المغرب العربي بورقة الأقليات. الكثير من رجال المال ينحدرون من تلك المنطقة أبرزهم حداد وربراب. لكن المهم في المرحلة المقبلة تهدئة الأوضاع واسترجاع الثقة وتعزيز هيبة الدولة فالحراك الجزائري أبهر الخارج بسلميته.
• هل ما زال دور الأحزاب في الجزائر قويا أم تأثر نتيجة الاحتجاجات التي خرجت ضد نظام الرئيس السابق بوتفليقة؟ وهل تنشأ أحزاب جديدة أو تبرز شخصيات جديدة على الساحة؟
- ننتظر بعد الرئاسيات تعديل الدستور، حل البرلمان بغرفتيه، والتفكير في الانتقال من نظام الغرفتين إلى الغرفة الواحدة وسيتم تعديل قانون الأحزاب بما يتيح إنشاء أحزاب جديدة. اللافت في هذا الاستحقاق أن الحراك أفرز أسماء بارزة لشباب مؤثر يبرز كقوة اقتراحية ما يعني إمكانية تأسيس أحزاب للشباب.