الرقة.. رحلة محافظة سورية حلم بامتلاكها كثيرون
أعلن الجيش السوري اليوم، بدء دخول قواته إلى محافظة الرقة، التي فقدها بالكامل في 2014 على يد تنظيم داعش الإرهابي، إلا أنه يعود إليها اليوم من أجل مواجهة العدوان التركي على شمالي سوريا ولإعادة سيطرته على جميع الأراضي السورية.
تعتبر الرقة من المحافظات الاستراتيجية السورية شمالي البلاد، وتقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، على بعد حوالي 160 كم شرق مدينة حلب، وتتميز بأراضي زراعية خصبة إلى جانب احتوائها على حقول نفطية وغازية كانت محل أطماع من الجميع.
وتبلغ مساحتها حوالي 20 ألف كم مربع، وهي رابع محافظة من حيث المساحة من أصل 14 محافظة سورية، وتمتد الرقة على مساحة أكثر من 150 كم من الغرب للشرق، وعلى مساحة 200 كيلومتر من الشمال إلى الجنوب، وتصل حدودها إلى قلب بادية الشام، كما تشكل نقطة التقاء مهمة واستراتيجية مع العراق.
مع قيام الثورة السورية في مارس 2011 شاركت في التظاهرات إلى أن بدأت الثورة تأخذ المسار المسلح ليخرج معظمها عن سيطرة النظام السوري في مارس 2013، وتغلغل تنظيمي جبهة النصرة وداعش وجماعات القاعدة بها وأقصوا فصائل المعارضة حتى قضى داعش على الجميع بها معلنا في اغسطس 2014 سيطرته التامة عليها وطرد آخر قوات للجيش السوري بها والاستيلاء على معسكراته.
ومع التحركات الدولية للقضاء على داعش في المناطق التي يتواجد بها أطلقت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في نوفمبر 2016 عملية "غضب الفرات" وظلت حتى أكتوبر 2017 للسيطرة على الرقة نفسها بدعم من التحالف الدولي ضد داعش وظلت العمليات مستمرة وتراجع وتقدم بين الطرفين، لكن بعد حوالي 10 أشهر من القتال أحكمت قسد سيطرتها على الرقة إلى أن أعلنت "قسد" في مارس 2019 القضاء بشكل نهائي على أي وجود لداعش في الرقة.
وخلال الفترة من 2017 بعد طرد معظم قوات داعش ظلت الرقة تحت حكم الإدارة الذاتية الكردية، ومع شن القوات التركية عدوانا على شمالي سوريا في 9 أكتوبر 2019 تحت مسمى عملية "نبع السلام"، وقع مجلس سوريا الديمقراطية مع الجيش السوري اتفاقا يقضي بتسليم المناطق الواقعة تحت سيطرتها إلى الجيش السوري لمواجهة العدوان التركي، وكانت الرقة من ضمن هذه المناطق التي بدأ الجيش السوري يرجع إليها بعد طرده منها في 2014 على يد داعش.