منبج.. سر المدينة التي دخلها الجيش السوري وتريدها تركيا
دخل الجيش السوري، مساء اليوم، رسميا إلى مدينة منبج في ريف حلب الشمالي لمواجهة العدوان التركي شمالي البلاد، وذلك بعد توصله إلى اتفاق أمس مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" الكردية يقضي بتسليمهم المناطق الخاضعة تحت سيطرتهم للجيش السوري من أجل مواجهة الزحف التركي على شمالي البلاد.
أعلن الرئيس التركي رجب طيب الأربعاء الماضي، بدء عملية عسكرية على شمالي سوريا بزعم مواجهة الجماعات الإرهابية والدخول بعمق 30 -35 كم داخل الأراضي السورية من أجل توفير منطقة آمنة لعودة اللاجئين، إلا أن هذا التحرك جاء لدعم أطماع تركيا في سوريا، فمنذ عدوان القوات التركية على شمالي سوريا استشهد مئات المدنيين بخلاف الجرحى إلى جانب نزوح أكثر من ربع مليون سوري هربا من آلة القتل التركية.
احتلت القوات التركية حتى الآن أكثر من 50 قرية شمالي سوريا وتهرول للسيطرة على منبج المدينة الاستراتيجية، إلا أن دخول الجيش السوري إليها سيقضي على طموحاته.
وتعتبر مَنْبِج من أهم مدن محافظة حلب في شمال سوريا، وتقع على بعد 30 كم غرب نهر الفرات و80 كم من مدينة حلب، وغالبية سكان منبج من العرب السنة بجانب بعض الأكراد والشركس، الأمر الذي يدحض دعاوى أردوغان بأن الجماعات الكردية تستغلها لإقامة دولة لها على حدود تركيا فغالبية سكانها من العرب.
وكانت المدينة منذ عام 2012 خاضعة لإدارة أهلها بعيدا عن الحكومة السورية حتى سيطر عليها داعش في يناير 2014م إلا أن قوات سوريا الديمقراطية وبدعم من التحالف الدولي والولايات المتحدة سيطرت على المدينة في أغسطس 2016م، والآن يريد أردوغان احتلالها وزرع جماعات مسلحة موالية له في هذه المدينة.
تعتبر منبج مدينة حدودية بين سوريا وتركيا وتكتسب أهمية استراتيجية لوقوعها على نهر الفرات، وتريد تركيا السيطرة على مياه سوريا وذلك ببسط سيطرتها على المدن الوقعة على ضفاف النهر، كما تعد حلقة وصل لربط حلب بطرفي نهر الفرات الشرقي والغربي منه.
ومثلت المدينة مأوى لمئات الآلاف من السوريين مع اندلاع الحرب الأهلية، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية تمسكت بها وسيطرت عليها بدعم أمريكي فهي تمثل دعما اقتصاديا لباقي المناطق الكردية فيه تربط محافظات حلب والقامشلي والرقة والحسكة وشرق دير الزور، والربط بين المدن على ضفتي نهر الفرات، وذلك باقي المدن السورية الحدودية مع تركيا مثل جرابلس وإعزاز.
ولأهميتها الاستراتيجية أقام التحالف الدولي ضد داعش والولايات المتحدة قواعد عسكرية بها من أجل مساعدتهم في حربهم ضد داعش ولأهداف أخرى غير معلنة.
ولأهمية منبج لأنقرة أكد أردوغان اليوم الإثنين، أن بلاده ماضية بخطتها في مدينة منبج، بعد الإعلان عن دخول الجيش السوري المدينة، لأن سيطرة الجيش السوري عليها يعني إفشال استيلاء الأتراك على مناطق عين العرب "كوباني" والقامشلي ورأس العين.
بخلاف ذلك استعادة الجيش السوري لمنبج يعني تسهيل عودة المناطق التي استولت عليها تركيا في عملية درع الفرات عام 2016 وغصن الزيتون في 2018 والسيطرة على المنطقة الحدودية الممتدة من جرابلس إلى إعزاز والباب ودابق وتل رفعت ومناطق أخرى تحتلها تركيا بالتعاون مع ميليشيات مسلحة.