تحية لنضال الشعب الفلسطينى البطل
وتستمر ملحمة مقاومة الشعب الفلسطينى ضد العدو الصهيونى الغاصب للأرض العربية الفلسطينية.. وتستمر الملحمة تعزف بأجساد الشهداء وتسطر بدمائهم الأرض لنا والقدس لنا، وتهتف بأصوات الكبار والصغار سنرجع يومًا إلى بيوتنا.
تستمر مسيرات العودة الكبرى منذ ٣٠ مارس عام ٢٠١٨ الجمعة من كل أسبوع حتى يومنا هذا، استكمالًا لمسيرة الشعب النضالية منذ وعد بلفور المشئوم، والتى قدم عبرها الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى والمصابين وعشرات الآلاف من الأسرى والأسيرات من الرجال والنساء والأطفال فى سجون العدو الصهيونى الغادر.
يقف الشعب الفلسطينى صامدًا ومقاومًا المخططات الأمريكية الصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية ومنها قانون «القومية اليهودية»، الذى يعتبر فلسطين الدولة القومية للشعب اليهودى وعاصمتها القدس الموحدة. ومن المخططات أيضًا ما أعلن عنه دونالد ترامب «التحالف الاستراتيجى للشرق الأوسط»، الذى يقوم على أساس اتفاقية أمنية واقتصادية وسياسية وعسكرية، إحدى مهامه إدارة الأزمات فى المنطقة العربية وحماية دول الخليج من التهديدات الإيرانية، وبالطبع هذا يرضى الكيان الصهيونى المستفيد الأول من معاداة إيران، وغض النظر عن أن عدونا الأول هو الكيان العنصرى المحتل لأرض فلسطين العربية، والمهدد لأمن مصر والأمن القومى العربى، هذا غير الإعلان عن ضم هضبة الجولان السورية المحتلة منذ عام ١٩٦٧ إلى الكيان الصهيونى، بل وضم المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية إلى الكيان الغاصب.
هذا غير مخطط صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية، وإسقاط حق عودة اللاجئين إلى ديارهم. ويستمر العدو الأمريكى والصهيونى فى محاولة عقد الصفقة سيئة السمعة، ويبدأ بمؤتمر فى المنامة، عاصمة البحرين، تحت مسمى ورشة عمل «من السلام إلى الازدهار»، مروجين دعاياتهم المسمومة حول تنمية قطاع غزة اقتصاديًا، مع ضخ استثمارات فى القطاع والدول المجاورة لإنعاش القطاع، وتوفير فرص عمل للأهالى، وكأن يا سادة قضية الشعب الفلسطينى هى قضية إنسانية واقتصادية، وليست قضية سياسية، قضية أرض محتلة من قبل الكيان الغاصب العنصرى الصهيونى، وقضية شعب تم طرده وتهجيره بالقوة تحت نيران ومذابح العدو الصهيونى، وكأن القضية ليست قضية سياسية بالأساس، هى قضية دحر المحتل واسترجاع الأراضى المحتلة عام ١٩٦٧ وتفكيك المستوطنات اليهودية القائمة على الأراضى الفلسطينية فى الضفة الغربية، والتمسك بحق العودة للاجئين، ومحاربة نظام الأبارتايد «التمييز العنصرى»، الذى تمارسه الحكومة الإسرائيلية ضد كل فئات الشعب الفلسطينى عبر الحصار الخانق، وهدم المنازل والطرد والعقوبات ومنع الفلسطينيين من العودة لديارهم.
ويزيد الطين بلة أن من سيقوم بالتمويل الأساسى للمشروعات الاقتصادية هى الدول الخليجية العربية.. من قال لكم يا سادة إن الشعب الفلسطينى الحر يمكن أن يقايض حقه فى التحرير والعودة، ويقايض الأرض والمقدسات والعزة والكرامة بحفنة من الدولارات؟. من قال لكم يا سادة إن الشعوب العربية الداعمة للحق الفلسطينى ستوافق على صفعة العار، صفعة القرن؟. لقد رفض الشعب الفلسطينى بكل فئاته وهيئاته وفصائله تلك الصفقة، ورفض ممثلوه الذهاب إلى مؤتمر «المنامة»، معلنين بذلك ولادته ميتًا. إن القوى الوطنية المصرية، تعلن رفضها كل المخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية والتى هى- قضية أمن قومى مصرى وعربى- وترفض تكوين وإنشاء أى حلف صهيونى أمريكى عربى، كما تؤكد على مساندة ودعم المقاومة الفلسطينية الشاملة ضد جرائم ومجازر العدو الصهيونى، وتؤيد إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها الأبدية القدس الشريف، وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم. وتدعو الشعوب العربية وشعوب العالم المدافعة عن الحق والعدل والسلام، إلى الاستمرار فى مقاطعة العدو الصهيونى، اقتصاديًا وثقافيًا ورياضيًا وفنيًا، ومقاطعة البضائع الأمريكية والدول والشركات الداعمة للمستوطنات الصهيونية.
كما تطالب القوى الوطنية المصرية، بإنهاء الانقسام الفلسطينى فورًا، مع الحفاظ على وحدة ولحمة الشعب الفلسطينى والفصائل الفلسطينية المقاومة والصامدة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، على أساس المقاومة الشاملة وتحقيق النصر واستعادة الأرض وعودة اللاجيئن. لقد علمنا التاريخ أن النصر للشعوب وأن الاحتلال إلى زوال.. التحية لمقاومة الشعب الفلسطينى البطل.. التحية لآلاف الأسيرات والأسرى فى سجون الاحتلال.. والتحية لأرواح شهداء الوطن العربى ضد إرهاب الكيان الصهيونى، وضد إرهاب الجماعات المتطرفة المتشددة.