فى ذكرى القصف.. نبيل شعث: ضرب "بحر البقر" ردًا على تدمير مصر "إيلات"
قطعت الإذاعة المصرية بثها وقالت: «إليكم البيان العاجل: أيها الأخوة المواطنون، جائنا البيان التالي.. أقدم العدو في تمام الساعة التاسعة و20 دقيقة من صباح اليوم علي جريمة جديدة تفوق حد التصور، عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الإبتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية وسقط الأطفال بين سن السادسة والثانية عشر تحت جحيم من النيران».
وعلق نبيل شعث، - الذي شغل رئيس المفاوضين الفلسطينين ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية بالإنابة ووزير الخارجية بالتعاون ووزير التخطيط في السلطة الوطنية الفلسطينية - في كتابه "حياتي.. من النكبة إلى الثورة: سيرة ذاتية" على حادث استهداف الكيان الصهيوني على قصف المدرسة، قائلا: "لم تتوقف المناوشات بين القوات المصرية والإسرائيلية على جانبي القناة التي بدأت عقب حرب يونية 1967، بدء من معركة رأس العش ثم الإشتباك بالمدفعية على امتداد القناة مرورًا بتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في أول أكتوبر 1976 ما دفع اسرائيل إلى شن هجمات انتقامية على أهداف مدنية داخل مصر".
ويروي، أن مصر لم تستطع التصدي للهجمات الإسرائيلية نتيجة لضعف الدفاعات الجوية المصرية، فكانت مجرزة بحر البقر التي قصف فيها العدو مدرسة إبتدائية، قتلت أطفالًا وخرجت عنها صور بشعة مؤلمة.
وأضاف: "أدت تلك العمليات الجوية الإسرائيلية إلى دفع مصر لتطوير سلاح الدفاع الجوي كقوة مستقلة في عام 1976، وتبعه إنشاء حائط الصواريخ الشهير بالإعتماد الكلي على الصواريخ السوفيتية سام، الذي حمى السماء المصرية وأضعف التفوق الجوي الإسرائيلي".
وتابع: "في مصر كان التعامل مع نتائج النكسة صعبًا: الأوضاع الإنسانية والإقتصادية والأمنية في سيناء ومنطقة القناة وخصوصا في السويس، لاجئي القناة في القاهرة، وضع مصر الأقتصادي، الإعداد لمقاومة عبر القناة وفي سيناء، البدء في إعادة بناء الجيش المصري وإعادة ثقة الناس في جيشهم، كلهم كانت مهمات صعبة يجري تنفيذها بينما الإحباط يطبق على أعناق الناس والنكات المرة الساخرة من الهزيمة ومن الجيش المصري تدمي القلوب".