"أوجست مارييت".. فرنسى رفض متحف اللوفر للعمل فى مصر
عكف المسيو أوجست مارييت على التنقيب عن آثار سقارة، وأجرى حفائر عظيمة حتى كشف مدفن العجول "السرابيوم"، وأسند إليه سعيد باشا والي مصر من سلالة الأسرة العلوية، وظيفة مدير الأثار المصرية التي تولاها للمرة الأولى في مصر، ليفاجأ بأن "مارييت" كان يرفض هداياه التي يوزعها من الآثار المصرية وكنوز الفراعنة وأعتبرها تسيب وإهدار للتراث الفرعوني.
وقالت الكاتبة رشا عدلي، في كتابها القاهرة "المدينة والذكريات": إن مارييت وضع حجر أساس مشرع إنشاء متحف يضم الآثار المصرية، حيث افتتح المتحف المصري للجمهور عام 1863م، في حي بولاق القديم بالقاهرة.
ووصف الفيكونت ديقوجيه الكاتب الفرنسي، مارييت بك بأنه شخصية عابسة صامتة يرتدي الطربوش والبالطو الأبيض، مشيرًا إلى أنه حينما يقوم زائر بالمرور عبر الحديقة كان يرفع حاجبيه بطريقة متعجرفة تنم عن استيائه ويتابع بعين غيور، وبعدما يزول اندهاشه يصطحب المشاهد ليريه أحجاره القديمة.
وذكر "الفيكونت"، أن مرض السكر بدأ يؤثر على نشاط عالم الآثار النشط الذي أقام صداقات وأزال الحواجز بين سكان القرى والفلاحين وأعضاء بعثته الإستكشافية، حتى أنه بعد استكشاف معبد أبيدووس التف سكان القرية حوله لرؤية سور كبير مزين بالنقوش والحفر، فاقترب رجل عربي كبير السن منه ليسأله كم عمرك حتى تتذكر موقعة كتلك، فأنا لم أغادر القرية طيلة العمر ولم أسمع عن وجوده إطلاقا؟ فأجاب مارييت: "عمري ثلاثة آلاف سنة".
وتابع، أن متحف اللوفر تذمر ضد "مارييت"، ووضعه أمام خيارين إما الاستمرار بالعمل في متحف اللوفر التابع له، أو تركه للعمل بالمتحف بالمصري، مشيرًا إلى أنه رفض ضغوط اللوفر واختار أوجست المتحف المصري.
ويتوافق اليوم مع وفاة أوجوست مارييت باشا، عالم المصريات الفرنسى الذى أسس المتحف المصري.