ثورة شعبية كاسحة ضد الإرهاب
تسلم يا سيسى... ويسلم الجيش المصرى
أفتخر أننى شاركت فى الثورة الشعبية الكاسحة التى تفجرت يوم ٢٦ يوليو ٢٠١٣ ضد الإرهاب الأسود الذى يواجه المصريين منذ عام، لقد احتشد فى شوارع مصر فى مختلف محافظاتها ما لا يقل عن ٥٠ مليون مصري، حيث قدر تقرير جوجل أن العدد بلغ ٣٩ مليونًا
بينما أرى أنه أكثر من ذلك، لأنه فاق ثورة ٣٠ يونيو بكثير، ولكن المشترك بين اليومين هو أن المشهد فى كليهما كان يجمع الشعب والجيش يدا واحدة فى سبيل مصر، ففى ٣٠ يونيو استجابت القوات المسلحة لثورة الشعب لإسقاط النظام، فحماه وأيد مطالبه، وبالفعل تم تغيير النظام السابق المتأسلم إلى غير رجعة، وفى ٢٦ يوليو دعا الفريق عبد الفتاح السيسى الشعب إلى النزول لتفويضه فى مواجهة الإرهاب والعنف، وفى المرتين كان الهدف هو إنقاذ مصر وفى المرتين كان لدينا بطل قومى التف حوله الشعب المصرى، هو الفريق عبد الفتاح السيسي، ووضع فيه ثقته لأنه يتحلى بصفات الزعيم الوطنى الذى لا يتكرر كثيرا فى التاريخ.
لقد خرجت لأشارك فى الحشد لتفويض الجيش والذى بدأ منذ فترة الظهيرة، وبالفعل وصلت إلى ميدان التحرير الساعة ٥ مساء، وفى الطريق من منزلى امتلأ شارع النيل بمنطقة جاردين سيتى فى اتجاه ميدان التحرير بالآلاف من الأسر التى تحمل أعلام مصر وتتجه سيرا على الأقدام فى مسيرات شعبية حاشدة، وقبل الإفطار لم تكن تجد موطئ لقدم حيث امتلأ ميدان التحرير عن آخره بملايين يحملون الأعلام ويلوحون بفرحة لطائرات الهليكوبتر التى تمر فى السماء وسط تهليل الآلاف فى هتافات « الجيش والشعب إيد واحدة»، كما امتلأت الشوارع المحيطة بالميدان - مرورا بكوبرى قصر النيل ومنطقة الأوبرا وكوبرى الجلاء بالدقى - بالأسر المصرية المشاركة فى هذا الحدث التاريخى المبهر، الذى ذكرت وسائل الإعلام أنه الأكبر فى تاريخ البشرية بعد ٣٠ يونيو، وإذا كانت بعض وسائل الإعلام قد حاولت التشويش على هذا التلاحم التاريخى الفريد بين شعب مصر وقواته المسلحة بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسي، فإن الحقيقة ساطعة كالشمس لا يمكن إنكارها، فلقد كانت المشاهد فى الفضائيات واضحة جلية حتى لأكبر الكاذبين والمضللين.
وحين سمعنا آذان المغرب أفطر الجميع معا المسلم والمسيحى، والمتعلم والأمي، والعامل والفلاح، والفنان والمثقف، والمهندس والطبيب، والشباب والشيوخ، كل فئات الشعب كانت تشارك فى أكبر مائدة إفطار سجلها التاريخ البشرى .
إن عبقرية المصريين إنهم لا يزالون يبهرون العالم بثورة تكررت فى شهر واحد مرتين، مرة لإسقاط نظام فاسد فاشى وقمعي، ومرة ثانية لمحاربة الإرهاب الأسود والممارسات العنيفة للإخوان المتأسلمين، والقتل والترويع والتعذيب فى المساجد والجوامع، وترويع الأطفال والأسر الآمنة، وإلقاء الأطفال من فوق أسطح لمنازل بلا رحمة...
لقد وجدت نفسى أردد فى ساعة الإفطار «تحيا مصر» مع الملايين من أهل مصر الشرفاء الذين ينشدون تنفيذ مطالب ثورتهم بكل سلمية، والثورة ضد الإرهاب تحولت إلى كرنفال محبة يؤجج الوحدة الوطنية بين المسلم والمسيحى، ويشعل الشعور الوطنى بالانتماء لهذه الأرض الطيبة.
لقد قرر الشعب المصرى أن يكون هو السيد وهو الحاكم فى مصيره وهو الذى يختار أسلوب حياته ومستقبله وخارطة طريقه.
إن الإرهاب لايفرق بين مسلم ومسيحى، ولابد من وقف نزيف الدم، والقبض على القتلة والمحرضين بالقانون، ونحن لا نطالب بقتل أبرياء لكننا أيضاً نريد أن تتوقف الممارسات الإجرامية، وقتل الشعب المصرى بلا رحمة، إننا نطالب بالإسراع فى حماية بيوتنا وشوارعها، وسرعة إقرار الأمن فى مصر.
كما أننى من ناحية أخرى أطالب قواتنا المسلحة بقيادة الفريق البطل عبد الفتاح السيسى بسرعة تطهير سيناء الحبيبة لتصبح آمنة من الميليشيات التى تروع الأهالى.
كما نطالب بسرعة القبض على كل من سفكوا دماء الشعب المصري، فلقد استمعت إلى شهود عيان يروون قصصا مفزعة عن مدافع وأسلحة فوق بيوت رابعة العدوية، وميليشيات تتخفى فى زى مدنيين بملابس كاچوال، وآخرين يتحدثون بلغة غير عربية يندسون وسط مصر لترويع أهلها الآمنين.
إن الشعب المصرى قد نادى قواته المسلحة وجاء النداء هادرا كاسحا، يكتب صفحة من نور فى تاريخ مصر المستقبل، فلا تهاون بعد الآن فى حقوق شعب مصر، أو فى أرضها، أو فى حريتها.
فامض أيها القائد البطل، وأيها القادة الأبطال يا خير أجناد الأرض، لأننا نصنع معا صفحة جديدة ناصعة البياض فى تاريخ الوطن.
- قناة CNN الأمريكية بثت الحشود المصرية للملايين فى الاتحادية ليلة ٢٦ يوليو باعتبارها مع المعزول، ولم تعتذر أو تصحح المشهد الخاطئ، لذلك فإنه من الضرورى أن تقوم جهة رسمية مصرية برفع قضية ضد هذه القناة التى تبث أكاذيب وتخفى الحقائق عن عمد عن تفاصيل ما يحدث بداخل مصر.