رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أميرة العناني تكتب: شيخ الأزهر.. والأخ والصديق

أميرة العناني
أميرة العناني


بالأمس القريب، وقف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في كاتدرائية "ميلاد المسيح" بالعاصمة الإدارية، ليلقي عظة تاريخية، ويؤكد عظمة الإسلام وشريعته السمحاء، وسعيه لبث روح المحبة والأخوية بين أبناء مصر.

ولم يكن ذلك الحدث الاستثنائي فقط، لكن وقف قداسة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، في صحن مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدراية، وربما لم تحدث تلك الواقعة من قبل على مدار تاريخ المسيحية والإسلام، ليسطر التاريخ ذلك الحدث في كتب الحضارة المصرية.

وأعلن فضيلة الإمام الأكبر، "إمام المسلمين" على الملأ، من قلب كاتدرائية ميلاد المسيح، أن موقف الإسلام من الكنائس، محسوم قائلا: "وأن الإسلام أو دولة الإسلام ضامنة شرعا لكنائس المسيحيين وهذا حكم شرعي، وإذا كان الشرع يكلف المسلمين بحماية المساجد فإنه وبالقدر ذاته يكلف المسلمين بحماية الكنائس، والمسلمون يتقدمون في حماية الكنائس على إخوتهم المسيحيين"، واصفا في كلمته قداسة البابا تواضروس بـ"الأخ العزيز".

الإمام الأكبر، يؤمن بضرورة ترسيخ الوحدة الوطنية بين شركاء الوطن، وجمع أطياف الشعب المصري تحت راية الدولة، ليصبح الأزهر الشريف، صاحب منهج الوسطية والاعتدال، بوصلة للمصريين لمناهضة أصحاب جماعات الفرقة والتكفير والتعصب.

ولم تكن استراتيجية شيخ الأزهر، لترسيخ المواطنة داخل مصر فحسب، بل عمل على مد جسور الحوار والتفاهم والسلام مع مختلف الشعوب العالم شرقا وغربا، ويؤكد مرارًا وتكرارًا أن الأديان السماوية كافة، ما جاءت إلا للتسامح والأخوة بين للبشر، كما يؤمن الإمام بأهمية التكامل بين الأديان، فسعى للتواصل مع الفاتيكان، بعد انقطاع دام لسنوات، لفتح باب الحوار بين أكبر مؤسستين دينتين في العالم، ويمد يد الأزهر الشريف للتعاون والتواصل بين الديانات، وبعد عدة لقاءات جمعت بين الإمام والبابا، أكد شيخ الأزهر أن بابا الفاتيكان رجل سلام، تجمعهم صداقة شخصية، وليؤكد بابا الفاتيكان أن المحبة وعمق العلاقات التي تربط بين الكنيسة الكاثوليكية، والأزهر الشريف.

وانطلاقا من علاقة التآخي والصداقة بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان، يترقب العالم خلال الأيام المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، الذي تستضيفه دولة الإمارات بحضور شيخ الأزهر الشريف، وبابا الفاتيكان، وعددًا من القيادات الدينية حول العالم، ليعلنوا قيم التسامح والسلم والاعتدال وللتصدي لدعاة التطرف والكراهية.