إنقاذ أرواح المصريين
إن أرواح المصريين غالية، والدم المصرى غال - كل الدم -، ولكن أيضاً إذا كانت أرواح المصريين غالية فينبغى القبض على القتلة والمجرمين الذين يقتلون الأبرياء بدماء باردة، وقبل هذا ينبغى أن تتم حماية الأرواح الغالية فلقد رأينا مشاهد قتل مروعة للثوار فى ميدان التحرير،
بواسطة بلطجية جماعة «الإخوان المتأسلمين» والتى تم تصويرها وبثها ليلة الاثنين على شبكات التواصل الاجتماعى، وفى عدة برامج، ورغم أن المشاهد عند مبنى وزارة الخارجية القديم فى نهاية كوبرى قصر النيل فى عز صباح شهر رمضان قد استمر لأكثر من ساعة، وسالت معها دماء ثوار التحرير، إلا أن الذى استوقفنى هو عدم تحرك قوات الأمن للقبض على المجرمين الذين يقتلون المصريين جهاراً نهاراً بالأسلحة النارية، والمسدسات والخرطوش، والحقيقة أننى أتساءل لماذا تتأخر قوت الشرطة فى نجدة وإنقاذ الثوار العزل الذين فى الميدان؟
وحدث أيضاً فى مساء نفس اليوم فى ميدان الجيزة، حيث هاجمت جماعة الإخوان المؤيدين للمعزول الأهالى فخرجوا لحماية حيهم من الهجمات العشوائية التى تستهدف مواطنين مصريين أبرياء رجالاً ونساء، إلا أن قوات الشرطة أيضاً لم تصل لساحة الاشتباكات، مما أسفر عن إصابات بالغة، رغم أن ذلك استمر لأكثر من ٣ ساعات، وأيضاً ما حدث فى منطقة المنيل حيث هاجم الإخوان الأهالى فخرجوا للدفاع عن ذويهم وعن حيهم، وأيضاً فى القليوبية حدث قطع للطرق وقتل للمواطنين الأبرياء وجاءت قوات الشرطة متأخرة، وهنا أتوقف لأتساءل وأيضاً لأطالب.
أما التساؤل فهو لماذا التأخر فى إنقاذ الأرواح ضد حاملى السلاح لقتل المصريين، من قبل قوات الشرطة والأمن المركزى، ولماذا يتأخر القبض عليهم؟، أما الطلب فهو مطلب شعبى مصحوب برجاء، وهو أن تتحرك قوات الشرطة التى وقفت مع الشعب والجيش فى ثورة ٣٠ يونيو، كما أعلن رجال الشرطة من قبل أنهم مع الشعب، وكانت لهم وقفة مشرفة مع أهالينا من المصريين الذين قرروا أن يقفوا ضد الاحتلال الإخوانى ذى المخطط الشيطانى.
وفى هذا السياق، وانطلاقاً من جسر الثقة الذى تم بناؤه بين رجال الشرطة وبين الشعب مؤخراً وقبيل الثورة الشعبية فى ٣٠ يونيو، فلقد حرصت على حضور مؤتمر مهم مساء أمس الأول بعنوان «نحو شرطة لشعب مصر» والذى أقيم بغرض صياغة عقد أمنى جديد، بمركز إعداد القادة بالعجوزة، ونظمته جمعية «الشرطة والشعب لمصر»، وفى هذا المؤتمر تحدث اثنان من رجال الشرطة عن مطالبهما، وهما النقيب «هشام صالح» المتحدث الرسمى لنادى ضباط الشرطة، والرائد «محمد الطنوبى» - عضو مجلس إدارة نادى ضباط الشرطة - والذى أكدا فيه مطالبهما فى استقلالية جهاز الشرطة كمطالب أول حتى يكون عملهم الأول هو أمن المواطن، وحماية المصريين بعيداً عن أى نظام وبكل حيادية، كما تبين أن هناك حاجة ملحة لمراجعة بعض التشريعات التى تغل يد الشرطى، وذلك لضمان أفضل نتائج فى أداء الشرطة المصرية، وأعتقد أن مطالب رجال الشرطة هى مطالب منطقية، خاصة أن مصر تبنى مرحلة جديدة من تاريخها الحديث، وعلى أسس جديدة تكفل تأسيس دولة مدنية ديمقراطية حديثة ومتطورة ومتقدمة، يتساوى فيها المواطنون لدى القانون فى الحقوق والواجبات، وكما قال الرائد محمد الطنوبى: إن الأمن أغلى سلعة فى الوجود. كما تحدث فى الندوة أيضاً د. إيهاب يوسف - الأمين العام لجمعية «الشرطة والشعب لمصر» - ود. حسن الحيوان، وإسلام همام - مسئول المكتب الإلكترونى وعضو اللجنة المركزية - والسيناريست والكاتب د. مدحت العدل، ود. منال عمر - الاستشارى النفسى - وحافظ أبو سعدة - رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان - وقدمت الندوة وإدارتها الكاتبة الصحفية نشوى الحوفى. كنت قد طالبت فى مقال سابق بالأمن كأولوية عاجلة لحماية مصر والمصريين من المخططات الدولية التى تحاك ضدها، وتنفذ على أيدى جماعة «المتأسلمين»، إننا فى هذه المرحلة الحرجة إلى تمر بها مصر لابد أن نؤكد ضرورة إنفاذ القانون، والقبض على المجرمين الذين يرجعون ويقتلون المواطنين بلا ضمير فى شهر كريم يصوم فيه المسلمون فى كل بقاع الأرض ويمتنعون عن المعاصى والخطايا، إننا فى حاجة إلى تلافى كل السلبيات التى حدثت فى أعقاب ثورة ٢٥ يناير، وفى أمس الحاجة إلى آليات جديدة تتيح أداء الشرطة بشكل جيد لعملها فى حماية المواطنين المصريين، وإنقاذهم فى الوقت المناسب، حتى لا تتحول الشوارع إلى فوضى يتسيد فيها السلاح والبلطجية والترويع تحت عنوان التظاهرات الإخوانية، إننا فى حاجة الآن إلى خطة أمنية كاملة تكفل حماية أمن مصر القومى داخلياً وخارجياً، وضمان فعالية الأداء الشرطى واختيار أكفأ العناصر لوقف سيل دماء الأبرياء فى الشارع المصرى قبل فوات الأوان