أهالي "حنون" بالغربية يروون قصة هروب "السادات" للقرية
تعد محافظة الغربية من المحافظات الهامة في تاريخ الرئيس محمد أنور السادات، وبالتحديد قرية "حنون"، حيث أنه هرب إليها في شبابه، بعد تورطه في قتل أمين عثمان باشا وزير المالية الذي كان يعاون الإنجليز آنذاك، وبعد أن قتل حسين توفيق للوزير، هرب السادات حتى قبض عليه وأفرج عنه لعدم كفاية الأدلة.
وارتبطت قرية "حنون" التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية بحواديت ووقائع تاريخية جعلتها من أشهر قرى المحافظة بعد قيام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بالاختباء داخل القرية قبل توليه الرئاسة مما جعل بعض أهالي القرية يفتخرون دائما بين أقرانهم في القرى الأخرى أن رجل الحرب والسلام مكث فترة داخل القرية على الرغم من أن الجيل الحالي من الشباب لا يعرفون عن تلك الواقعة شيئا.
التقت "الدستور"، بعدد من أهالي القرية وبدأنا في سؤالهم عن سر تسمية قريتهم بهذا الاسم الغريب إلا أننا فوجئنا بعدم معرفة أحد منهم ما وراء اسم قريتهم فلم يزيدنا هذا سوى إصرارا على إصرار لمعرفة سر هذا الاسم فكان القرار هو التوجه لدوار العمدة.
وأكد عمدة القرية "عبد اللطيف زمزم"، إن هناك واقعة شهيرة ارتبطت بالقرية وكانت في أثناء الاحتلال الإنجليزي كان مطلوب القبض على الرئيس الراحل أنوار السادات في ذلك الوقت بتهمة قتل أمين عثمان فظل متخفيا وكان يعمل تباع لعربة نقل وكان معروفا بين الناس بـ"الحاج محمد" وحل ضيفا على قرية حنون بمنطقة كانت تسمى بـ"حوض غريب" وظل بها ليلة كاملة.
وأكد محمد حماد، أحد أهالي القرية، على صحة رواية قدوم الرئيس الراحل أنور السادات للقرية، لافتا إلى أنه بعد أن تولى السادات منصب رئيس الجمهورية وأثناء نقاشه في أحد جلسات مجلس الشعب كان يمزح مع نائب الدائرة في هذا الوقت ويسأله عن أخبار "حوض غريب".
وكشفت الحاجة فوقية محمود، أن والدها كان يقصص عليها أن الرئيس السادات قضى بحوض غريب عدة أسابيع متخفيا من الإنجليز، مشيرة إلى أن الرئيس السادات كان يتمتع بحب واحترام جميع المتعاملين معه، كما كان يصلى الجمعة في مسجد القرية، لافتة إلى أنه بعد توليه المسئولية كان يرسل أحد رجاله للسؤال عن أحوال القرية علاوة على مساعدة الفقراء الذين كان يعرفهم.
وأشارت إلى أن القرية يعود تاريخها لزمن الفتوحات الإسلامية وفي أحد المعارك وصل الجيش لزفتى وحدث اشتباك وفقدوا كل ما لديهم حتى وصلوا للقرية وجدوا امرأة وطلبوا منها المياه لتروى ظمأهم الشديد، وكانت هذه السيدة تتسم بالجود فأعطتهم المياه والحليب فقال لها أحدهم "انك لحنينة" ومنذ هذا الوقت واشتهرت القرية بالكرم والجود بسبب تلك السيدة وسميت القرية بأكملها بـ"حنون" نسبة لحنية تلك المرأة كما وصفوها.