تطهير المؤسسات والمحليات
- لا شك أن هناك ضرورة ملحة وعاجلة تقتضى سرعة تطهير مختلف المؤسسات الحكومية المصرية من الأخونة، وممن تم تعيينهم خلال العام الماضى من جماعة الإخوان المتأسلمين والذين اعتمد تعيينهم على الثقة فيهم وكونهم ممن ينتمون إلى جماعة «الإخوان»
أو الموالين لهم أو التابعين للتيارات المتأسلمة التابعة لهم، والتى كونت أحزابا وجماعات لها أسماء متعددة لكنها جميعها تتبع مخططات التنظيم الإخواني، ولا شك أن معظم من تم تعيينهم ليسوا من ذوى الكفاءة بدليل تهاوى المؤسسات الحكومية، حيث إن التعيين تم لأهداف سياسية بحتة وصاحبه إقصاء الكفاءات من المؤسسات التى تم أخونتها.. إن التباطؤ فى تطهير المؤسسات سيؤدى إلى انهيارها وتدهورها، خاصة أن الإخوان قد تم تعيينهم فى مواقع فعالة ومؤثرة.
أما بالنسبة للموظفين الذين تم تعيينهم فى المحافظات أو فى المحليات فينبغى التحرك فورا لاستبعادهم، لأنهم يشكلون خطرا بالنسبة لسير العمل فى الفترة الانتقالية والدقيقة من تاريخ الوطن، بل ويشكلون خطرا، حيث أننا مقبلون على انتخابات برلمانية خلال الشهور المقبلة، وهنا أيضاً ينبغى تنقية الجداول الانتخابية من التلاعب الذى حدث فيها طوال العام الماضى، بل وأيضاً قبل الاستفتاء على الدستور الجديد الذى تجرى كتابته الآن.
- لقد كان رائعا مشهد احتشاد عشرات الآلاف فى ميدان التحرير بمناسبة انتصار العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر ١٩٧3، أن خروج الشباب تحت الأربعين عاما يعكس تقديرا عظيما لمكانة القوات المسلحة المصرية التى رعت ثورة ٣٠ يونيو، وحمتها من بطش الحكم الإخوانى الذى كان يجر مصر إلى الهاوية، لقد حرصت كما حرصت غيرى من عشرات الآلاف من النساء والشابات إلى الذهاب للاحتفال بالجيش المصرى الباسل فى ميدان التحرير فى ليلة رمضانية ساحرة صاحبتها عروض من الإنشاد والابتهالات الدينية الراقية، حمل الكل أعلام مصر فى أيديهم ورسم الأطفال على وجوههم العلم بالألوان المائية، وتجمعت الأسر المصرية حول موائد الإفطار التى احضر وها من بيتهم، والتى تقاسموها معا، كما أحضروا العصائر وزجاجات المياه، وسهر الجميع معًا من مختلف الفئات، ومن أروع المشاهد التى كانت تجتاح الميدان كانت لحظة مرور طائرات هليكوبتر القوات المسلحة، حيث كانت الجماهير المحتشدة تهلل تعبيرا عن فرحتها بهذا الجيش الباسل الذى رد لنا الكرامة، وجلب لنا الانتصار مرتين، وها هم رجال القوات المسلحة البواسل يجدون من الشعب المصرى كل التقدير والعرفان بالمشاركة بالاحتفالات بمناسبة مرور أربعين عاما على العبور العظيم فى حرب ١٩٧٣، ولن تنجح أية محاولة دنيئة فى الوقيعة بين الجيش المصرى وأبطاله جميعا فردا فردا، وبين الشعب المصرى الذى قام بثورة شعبية هادرة فى ٣٠ يونيو، لأن الشعب يعى تماماً الآن من هو الطرف الثالث الذى يقتل ويعذب ويتعدى على المصريين، ويدرك الشعب المصرى تماماً الحقائق الآن، والتى تظهر شيئا فشيئا. ولكن من ناحية أخرى فإننا نطالب بأن يكشف لنا المسئولون عن الوطن الآن كل الحقائق التى كان يتم إخفاؤها عن الشعب عمداً، ولابد أن تقال الآن ودون تأخير أو تباطؤ لأن هناك أيادى تريد أن تطمس الحقائق وتدير المكائد والمؤامرات، ولم يتم عقابها أو القبض عليها بعد