مخرج فيلم "فتوى": استوحيت القصة من معسكر تابع لـ"إرهابية"
قال التونسي محمود بن محمود٬ مخرج فيلم "فتوى" الذى اختتم عروض قسم آفاق السينما العربية٬ بحضور بطلته غالية بن على٬ والسفير التونسي في القاهرة٬ نجيب المنيف، إن جهات تمويل الفيلم أرادت أن تكون الأم هي محور الفيلم٬ خاصة أن العقل الأوروبي ينظر للمرأة العربية، علي أنها مضطهدة وتتعرض للقمع دائمًا في بلدانها العربية، لكننى رفضت هذا الاتجاه وجعلت محور الفيلم الأب كصورة للمسلم العادى الذى يقدم قراءة وفهمًا للإسلام تخالف تلك التى يقدمها المتطرفون.
وعن نهاية الفيلم، التي تمثلت في ذبح الأب ليلحق بابنه الذى كان قتله محرك الإحداث٬ وهل يعني هذا أن فهم المسلم العادي السمح للإسلام ينحسر ويتراجع أمام الفهم المتطرف والأفكار التكفيرية٬ قال محمود فى تصريح خاص لـ"الدستور": بالطبع لا٬ الفكرة أو الرسالة هي أن المتطرفين لديهم مشكلة أكبر مع أناس يزاحمونهم في نفس الدين، ولهم قراءة أخرى مغايرة له٬ سواء من أطراف علمانية تنويرية أو حتي أطراف أعلنت إلحادها٬ وهؤلاء ينافسون المتطرفين في ميدانهم٬ ألا وهو قراءتهم وتأويلهم للنصوص القرآنية، هذا المسلم العادي يزعج المتطرفين أكثر من امرأة أعلنت علمانيتها".
أضاف محمود: "كان من المقرر أن يصور الفيلم في بلجيكا٬ وقد استوحيت فكرة الفيلم من مقالين قرأتهما عام 2006 في مجلة بلجيكية، جاء فيهما أن جماعة جهادية تتدرب في معسكر أقامته فى إحدي الغابات البلجيكية٬ والمقال الثاني يتحدث عن فرع من فروع كشافة الإخوان والسلفيين في بلجيكا، من هذين المقالين انطلقت لإخراج الفيلم وتخيلت قصته من خلالهما".
وأضاف: "لم نستطع تصوير الفيلم في بلجيكا، فلم تكن لدينا موارد مالية كافية٬ فتركت الفيلم لبعض الوقت ونفذت مشروعًا آخر بعنوان (الأستاذ) صورته في آخر أيام (بن علي)، وبعد الثورة رأينا أن المناخ في تونس أصبح ملائمًا لتحويل القصة في تونس لسببين اثنين٬ أولًا لأنه أصبحت هناك حرية تعبير بعد سقوط بن علي، وهو المكسب الرئيسي للثورة٬ السبب الثاني هو أن الجماعات المتناحرة بين علمانيين من ناحية٬ ومتطرفين من ناحية أخري، أصبحوا يظهرون علي السطح وينشطون في تونس علنا بحكم حرية التعبير والتجمع.
وحول المفارقة من عدد التوانسة الملتحقين بتنظيم داعش الإرهابى٬ والمناخ المنفتح الليبرالي في تونس٬ قال محمود: في تلك الفترة 2013 كان هناك في تونس حوالي 500 مسجد تحت سيطرة السلفيين وحزب النهضة ذراع الإخوان٬ وبنفس الطريقة استولوا علي الجامعات التونسية ومستشفياتها٬ وعلي قري وأحياء بأكملها٬ وكان لديهم مشروع لتغيير نمط الحياة والهوية التونسية٬ بحكم أن أولاد عمهم "حركة النهضة" هم من كانوا في الحكم وكان يحميهم (السلفيون).