التوعية ومواجهة دين الإرهاب
ها نحن نواصل من خلال جريدتنا الغراء تلك الحملة التى بدأناها منذ عدة أسابيع، التى تهدف إلى ضرورة إعادة الوعى للشعب المصرى بصفة عامة، ولشبابنا بصفة خاصة، والعمل على توعيتهم بخطورة وأهمية المرحلة التى تمر بها البلاد فى ضوء تلك النجاحات المتعاقبة التى تحققها مصر فى العديد من الأصعدة الداخلية والخارجية، وتلك المحاولات المستميتة من جماعات الشر الإرهابية، وبعض الدول الإقليمية المحيطة بنا التى تدعم تلك الجماعات، لإجهاض أى نجاحات وتصدير التوترات داخل البلاد بكل الأساليب والوسائل الدنيئة التى تهدف إلى إيقاف تلك المسيرة والعودة بنا مرة أخرى إلى غيابات الجهل والفاشية الدينية، والسيطرة على مقدرات البلاد والعباد.
فى أعقاب أى عملية إرهابية، ومنذ يناير ٢٠١١، كانت الفضائيات ووسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، تسارع فى استضافة العديد من رجال الدين والأمن للقيام بالشرح والتحليل لأبعاد تلك الجرائم، وكيفية تداركها، والعمل على عدم تكرارها، حتى يصل الأمر إلى أن يقوم رجال الدين بشجبها ووصف القائمين بها بأنهم من الخوارج والمارقين والإرهابيين وغيرها من الصفات، التى يحاولون من خلالها تهدئة الرأى العام، وزرع السكينة فى نفوس عائلات الشهداء وتبشيرهم بالجنة، بإذن الله، ثم يصدرون فى النهاية فتوى، أو رؤية، بأن «الإرهاب لا دين له»، إلى أن جاء دعاء أحد قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، عندما أصيب فى إحدى المظاهرات التى كانت تندد بحكم الإخوان المستبد، حيث انتقلت إليه فى المستشفى الذى كان يعالج به القنوات الفضائية الموالية للإخوان، لتنقل على الهواء مباشرة دعاءه التاريخى إلى الله سبحانه وتعالى والذى قال فيه «اللهم توفنى على دين الإخوان».
بطبيعة الحال لم يتم تسليط الأضواء حينها على هذا الدعاء خوفًا من بطش الإخوان ولكننا اليوم ونحن نتبنى تلك الحملة الوطنية الصادقة والمخلصة، التى تهدف إلى إعادة الوعى والعمل على توعية الشعب المصرى، لا بد أن نشير ونسترجع هذا الدعاء لنؤكد أن الإرهاب له دين، وطالما اعتبر القضاء المصرى أن الإخوان جماعة إرهابية وأنها الحاضنة للتنظيمات الإرهابية المختلفة، بدءًا من الجماعة الإسلامية وانتهاء بتنظيم داعش فلا بد أن نقر ونعلن أن للإرهاب دينًا وهو «دين الإخوان». هذا الدين يا سادة يسمح بارتكاب جميع الجرائم الإرهابية، من قتل وذبح وتخريب وترويع واختطاف، كما يسمح أيضًا بنشر الشائعات والفتن وإحداث الوقيعة داخل الدول، وتأليب الشعب على قياداته، وتحريك المظاهرات، والاتجار فى المخدرات للتأثير على عقول الشباب.. فلا توجد محظورات أو محاذير فى هذا الدين، طالما سوف يؤدى فى النهاية إلى تحقيق أى مكاسب، حتى ولو كانت على حساب أرواح الأبرياء من أبناء الوطن، حتى ولو كانوا يؤدون صلواتهم فى المساجد أو الكنائس.
وبرغم ما نعانيه من ارتفاع الأسعار فى معظم مجالات الحياة، فإن ثمار النجاحات التى بدأت تظهر آثارها سوف يكون لها الأثر الأكبر فى تخفيف المعاناة عن شعبنا الصبور.. خاصة مع نمو حركة السياحة، ونجاح منتدى الشباب الدولى، والدعم الدولى للسياسة المصرية الخارجية.. وكذلك بعد أن استوعبت حركة الإعمار أعدادًا كبيرة من الشباب، فى محاولة للقضاء على الفقر والبطالة.. وكذلك تلك الجهود الجبارة التى تقوم بها وزارة الصحة للقضاء على الأمراض المعدية والمستوطنة وفيروس «c»، وكذلك قوائم انتظار العمليات الجراحية الحرجة.. بالإضافة إلى جهود تطوير التعليم، وتحرك الأزهر الشريف لإعادة النظر فى بعض مناهجه بما يتواءم مع روح العصر والتطور.
كل هذا يجعلنى أتساءل فى النهاية: هل أهل الشر سوف يتركوننا نحقق أحلامنا فى أن نعيش فى أمان واستقرار؟.. لا أعتقد ذلك بطبيعة الحال، لأن دين الإرهاب لن يسمح بذلك.
ومن هنا فإننى أعيد التذكرة مرة أخرى، بل ومرات عديدة، بضرورة تكاتف جميع الأجهزة المعنية وليس الأمنية فقط.. وأناشدهم جميعًا مخاطبة ضمير ووجدان الشعب المصرى، وتوعيتهم المستمرة بما نتعرض له من تحديات كبيرة، ومحاولات التأثير السلبى المدعوم بعمليات إرهابية، تأكيدًا على استمرار وجود الإرهاب فى مصر، وما سوف يترتب على هذا من تداعيات اقتصادية وسياسية ودينية واجتماعية.
إن مسئولية الحفاظ على الوطن هى مسئوليتنا جميعًا، ولن يستطيع كيان أو جهاز واحد أن يحافظ عليه منفردًا، فهى مسئولية جماعية تهدف فى النهاية إلى حماية الوطن من أعداء الوطن الذين يدينون بدين الإرهاب.
إن عودة الوعى والتأكيد على التوعية واجب وطنى وقومى لا بد أن تتضافر جهود جميع الجهات المعنية لتحقيقه، دعمًا لجهود الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى ما زال يجاهد ويناضل على جميع الأصعدة داخليًا وخارجيًا، لتحقيق آمال وطموحات الشعب المصرى فى أن نكون واحة للأمان والسلام والتطور والبناء والتنمية فى المنطقة.
فالأحلام والآمال لا تسقط بالتقادم.
وللحديث بقية استمرارًا لحملة التوعية.. وتحيا مصر.