شركات المعرفة الناشئة تساهم إيجابيًا في تشغيل العمالة الدائمة
أفادت نتائج دراسة أجراها البنك المركزي في كوريا الجنوبية بأن الشركات الصناعية الناشئة، وبخاصة التي تعتمد على التكنلوجيا العلمية المكثفة، تساهم بدور إيجابي في تشغيل العمالة على المدى المطويل مقارنة مع غيرها من شركات القطاع الخدمي.
وخلصت نتائج الدراسة، التي كشف عنها البنك اليوم الأحد، إلى أنه عندما يزيد معدل تأسيس الشركات الصناعية الجديدة بنسبة 1% ينتج عنه في المقابل ارتفاع في مستويات التوظيف طويل الأمد بنسبة تصل إلى 3.3%، علما بأن التوظيف طويل الأمد يمتد لفترة تزيد عن العشر سنوات.
واعتمدت نتائج التقرير على دراسة وتحليل خليط من البيانات الخاصة بالشركات واتجاهات التوظيف في كوريا الجنوبية خلال الفترة 2004م إلى 2016م.
وبناء على نتائج التقرير توقع البنك المركزي أن ترتفع مستويات التوظيف بنسبة تتجاوز معدل 20% على غرار شركات التكنولوجيا المتطورة التي تم إنشاؤها مؤخرا في العديد من القطاعات الصناعية المتصلة بإنتاج الرقاقات الإلكترونية وشاشات العرض والحاسوب.
وفي السياق نفسه، أوضح التقرير أن شركات قطاع إنتاج الآليات وأجهزة الهواتف والبتروكيماويات المنشأة حديثا ستسهم في دفع القطاع التوظيفي بنسبة 17%، فيما تعتبر حصة إسهام شركات القطاع الخدمي في التوظيف ضعيفة على المدى الطويل مقارنة مع الشركات التكنولوجية.
وتتمثل شركات القطاع الخدمي بالمشروعات التجارية المتصلة بتقديم الخدمات ذات الصلة بالفنادق والمطاعم والمراكز التجارية للتجزئة والنقل وغيرها.
وأوضح كيم كي، الباحث بالبنك المركزي، أن محلات المطاعم والمراكز التجارية الصغيرة التي يديرها أشخاص مستقلون تواجه منافسة سوقية شرسة منذ بداية انطلاقتها، مع هيمنة المراكز وسلاسل المحلات التجارية التي تديرها الشركات كبرى، وبالتالي يجدون صعوبة في الاستمرار في النشاط التجاري لأكثر من عشر سنوات.
ويرتفع عدد المراكز التجارية والأعمال الخاصة التي يديرها مستقلون في كوريا الجنوبية على غرار نظام التقاعد المبكر نتيجة لإعادة الهيكلة التي اتبعتها الشركات الكبرى المحلية مؤخرا، إضافة إلى بدء أفراد جيل الطفرة السكانية في كوريا الجنوبية بالتحول إلى متقاعدين.
ولعل هذا ما يفسر انتشار ظاهرة زيادة المراكز التجارية والمطاعم التي تديرها الأسر الصغيرة برأس مال محدود، وذلك نظرا لصعوبة حصول المعاشيين على وظائف بديلة تناسب تطلعاتهم.
وأشار تقرير حكومي منفصل إلى أن عدد الكوريين الذي يديرون أعمالهم الخاصة بلغ في شهر أغسطس الماضي 6.86 مليون، وهو ما يمثل نسبة 25.5% من حجم العمالة الكلية في البلاد.