رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأوانى الفخارية.. رزق "فاتن" ووالدها بعد إصابته فى حرب أكتوبر

جريدة الدستور

في تمام السابعة صباحًا، تستيقظ فاتن محمود جمال، سيدة في الأربعين من عمرها، لتبدأ في رص الأواني الفخارية، الطواجن، والأكواب، تضعها جميعًا داخل عربة صغيرة من المعدن، وتستعد لتوقظ أباها البالغ من العمر 75 عامًا ليصطحبها في رحلتهم اليومية، من قرية الصف إلى منطقة العمرانية بالهرم.

أصيب والدها، محمود جمال، خلال حرب أكتوبر المجيدة، بطلقات نارية في ساقه، ولم يستطع الأطباء استخراجها، لأنها ظلت في بين طيات العظم، الأمر الذي جعله يتعايش معها، ولكنه لم يستطع الوقوف بشكل طبيعي على قدميه، بعد أن أصيب قبل عام بمياه على الركبتين، التهاب في أربطة القدم.

يأخذون المعاش، لكنه لا يسد احتياجات الأب من الدواء، الأمر الذي جعله ورفيقة دربه الصغرى يبحثون عن مصدر آخر لجمع قوت يومهم، بعد وفاة زوجته، التي كانت تحمل كل العبء عنهم، وتعمل كخادمة في المنازل، وعاملة نظافة في المستشفيات، حتى تصرف عليهم.

بعد وفاتها لجئوا إلى الفخار، ليسدوا مكانها، وتقول فاتن أنهم جابوا العديد من الأماكن، حتى استقروا في هذه الرقعة بشارع نصر الدين بالعمرانية، لأنهم تعرفوا على إحدى شركات الطعام المنزلية، التي تأخذ منهم يوميًا، أواني فخارية بحوالي 500 أو 1000 جنيه.

وتابعت فاتن أن حلمها أن يذهب والدها إلى رحلة حج أو عمره، حتى يستريح قلبه وتهدأ روحه، معلقه "بنحوش الفلوس علشان يحج".