تميم وأردوغان.. صداقة الإرهاب تحلق في "القصر الطائر"
صداقة دولية تمخضت عن خلاف خليجي هو الأول من نوعه في تاريخ دول مجلس التعاون، فبمجرد إعلان دول الرباعي العربي، وعلى رأسها السعودية والإمارات، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة بسبب دعمها للإرهاب، إلا وسارعت الدوحة للارتماء في أحضان إيران وتركيا.
وبعد مرور أكثر من عام على بداية اندلاع الأزمة القطرية، أبدى كل من تميم وأردوغان صداقة سياسية واقتصادية خارج النطاق الخليجي، كللتها مِنح الأمير القطري لأحلام الأغا العثماني رجب طيب أردوغان، وآخرها صفقة "القصر الطائر".
وذكرت صحيفة "أحوال" التركية أن أنقرة قامت بشراء طائرة لكبار الشخصيات من قطر، حسبما أفاد نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض غمزة تاشجي، فيما أكدت مصادر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حصل على هدية جديدة فاخرة للأسطول الجوي التركي من قطر.
ووفقًا لما أوردته وسائل الإعلام التركية، فإن الطائرة من طراز بوينج 747-8، وتبلغ قيمتها 400 مليون دولار وبها 76 مقعدًا، سبع غرف نوم وقاعة استقبال صغيرة، وغرفة للاجتماعات، وغرفة طبية.
وقال النائب المعارض في ادعاء خطي قدمه لنائب الرئيس فوات أوكتاي، إن نفس الأشخاص الذين يدعون لإجراءات تشديد الأحزمة بسبب الأزمة المالية، لا يمكنهم التخلي عن الفخامة والتباهي.
وبينما أثار نبأ شراء الطائرة الفاخرة انتقادات للحكومة التركية بسبب إنفاقاتها، أفادت تقارير أخرى أنه تم تقديمها لأردوغان كهدية من الأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك لإثبات محبته لأردوغان والثقة في تركيا.
وفي أغسطس الماضي، كشفت عدة صحف عربية وعالمية، عن صفقة قطرية جديدة لبيع الطائرة الخاصة للأمير تميم بن حمد آل ثاني، لأحد رؤساء الدول دون الإعلان عن اسمه أو اسم دولته.
وقالت صحيفتا "ذا صن" و"الديلي ميل" البريطانيتان آنذاك، إن الطائرة الخاصة للأمير تميم أشبه بقصر طائر، وتشمل مجموعة من الغرف المزينة بالأزرق والأبيض والذهبي، وكانت طائرة العائلة المالكة في الأصل مخصصة لـ467 راكبًا، لكن العائلة أخرجت معظم المقاعد لتعظيم المساحة ولديها الآن مقاعد لـ76 راكبًا و18 فردًا.
ويوجد داخل الطائرة غرفة طعام واسعة، وغرفة اجتماعات مع كراسي طيران زرقاء مريحة تتسع لـ14 شخصًا يمكن استخدامها للأحزاب والاجتماعات، ويوجد أيضًا العديد من الصالات، بما في ذلك طابقين منفصلين بها صالات للطابق السفلي وصالات الطابق العلوي.
كذلك يوجد بها جناح كبير بغرفة نوم مع سرير مزدوج مريح للغاية، كما تحتوي الطائرة على عشر حمامات مختلفة، وسجاد وأرائك ومقاعد ضخمة، وتحتوي الأرائك الموجودة في الصالة على أحزمة أمان، في حالة ما إذا كانت الرحلة متعبة بعض الشيء، كما تضم الطائرة الملكية، غرفة طبية في حالة حدوث إصابة أثناء السفر.
وتعد طائرة تميم أكبر طائرة خاصة من نوعها في العالم، ومزودة بأنظمة ترفيهية وسبل للراحة متطورة، وهي واحدة من طائرتين من طراز بوينج «747 - 8i» تملكهما قطر، وتعدان الأغلى في العالم، حيث باعت العائلة الحاكمة هذا العام طائرتين من أصل 4 كانت تمتلكها أسرة آل ثاني.
وذكرت مجلة "كابيتال" الفرنسية أن الطائرة تم بيعها لرئيس دولة لم يتم الإعلان عن اسمه، حيث يرغب في بقاء الصفقة مجهولة، مشيرة إلى أن قيمة تلك الطائرة تبلغ أكثر من 400 مليون دولار إلا أنه يمكن بيعها بنحو نصف مليار دولار بسبب التجهيزات والإمكانيات الضخمة الموجودة بالطائرة الفخمة.
وأضافت أن الشركة السويسرية المكلفة بإبرام الصفقة لم تعلن اسم الرئيس المشتري أو بلده أو حتى حجم الصفقة، ولم توضح أسباب لجوء الإمارة لبيع طائرة تميم.
ولم يكن "القصر الطائر"، أولى الدلائل التي تبرهن على أواصر التحالف بين أردوغان وتميم، لاسيما بعد إعلان الأخير، عن ضخ منح استثمارية بقيمة 15 مليار دولار في محاولة قطرية لإنقاذ الاقتصاد التركي الذي شهد أزمة متعثرة عقب هبوط الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها، نتيجة العقوبات الأمريكية على أنقرة وفرضها رسومًا جمركية على الواردات التركية من الصلب والألمونيوم تتراوح ما بين 20% وحتى 50%، على خلفية احتجاز تركيا للقس الأمريكي ورفضها الإفراج عنه.
كما أبرمت قطر في بداية سبتمبر الجاري اتفاقية جديدة مع تركيا، حول الشراكة التجارية والاقتصادية بين البلدين، تهدف إلى تعزيز التبادل التجاري وتخفيف القيود على الاستثمارات وتجارة الخدمات والتجارة الإلكترونية، والتعاون في مجالات الجمارك والتعليم والبحوث والتطوير وبناء القدرات والمعارض والمنتديات والمؤتمرات الاقتصادية، وذلك خلال اجتماع وزير الاقتصاد والتجارة القطري أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، ونظيرته التركية روهسار بكجان.