في تبعيات الازمة التي أثارتها الدستور حول ترجمة بعض القصص القصيرة لكاتبات مصريات وعربيات ضمن كتاب صدر عن دار نشر "رايسلينج" الإسرائيلية بدون وجه حق تقدمت الكاتبات المصريات ببلاغ لاتحاد الكتاب المصري لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الكيان الصهيوني ودار النشر. الدستور تواصلت مع الكاتبات واتحاد الكتاب المصري في هذا الامر وكانت الآراء كالتالي..
قالت الكاتبة «سعاد سليمان» أنها قدمت البلاغ الرسمي لاتحاد الكتاب المصري بأن هناك دار نشر إسرائيليلة تدعى رايسلينج قد ترجمت قصصا لبعض الكاتبات المصريات بدون علمهن، وأنهن يفوضن الاتحاد المصري لاتخاذ الإجراءات اللازمة وما يراه مناسبا في هذا الأمر. وأضافت سليمان أنها قدمت الورق لسكرتير اتحاد الكتاب وحصلت على رقم بالبلاغ المقدم والذي تضامنت فيه الكاتبات "انتصار عبد المنعم" و"سندس الحسيني" و"شاهيناز فواز"،
أما الكاتبة «انتصار عبدالمنعم» فقالت أن البلاغ الرسمي ضد قيام دار النشر الاسرائيلية (ريسلنج) والمترجم Dr. Alon Fragman قد تم تسليمه اليوم في مقر إتحاد كتاب مصر، ومما جاء في الشكوى:" لقد قام الدكتور Dr. Alon Fragman بنشر كتاب تحت عنوان "חוריה حُرِّيَّة" في دار النشر الإسرائيلية "Resling. تضمن الكتاب ترجمة عدد من أعمالنا القصصية وذلك دون علمنا جميعًا ودون إذن منا سواء بالترجمة أو النشر في اسرائيل، وكون هذا منافيًا لحقوق الملكية الفكرية، ومخالفة صريحة لثوابت أمتنا العربية، فإننا نفوض الدكتور علاء عبدالهادي، رئيس إتحاد كتاب مصر، بتكليف السيد محامي الاتحاد باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وكذلك مخاطبة رئيس إتحاد الكتاب العرب، ورئيس إتحاد كتاب فلسطين، وتصعيد الموقف إلى أعلى المستويات، فكيف نظن أن من لا يعترف بحقنا الفكري أن يعترف بحق أي عربي في الوجود على أرضه..؟"
أما الكاتبة «شاهيناز فواز» فقالت: "بعد أن أبلغتني انتصار عبد المنعم بأن لي قصة قد ترجمت بالعبرية وطبعت بدار نشر إسرائيلية وهذه المعلومات من الكاتبة الفلسطينية خلود خميس،علمت من خلال الكاتبة الفلسطينية "خلود خميس أن القصة بعنوان " قهوة " من مجموعتي القصصية " أنا الذي لا أعرفه" تم ترجمتها إلى العبرية، وإلحاقها بكتاب يضم قصص لكاتبات عربيات أصدرتها دار نشر إسرائيلية، وأزعجني الخبر جدًا، وبالفعل تم إعداد بلاغ رسمي وتفويض لاتحاد كتاب مصر ليتولى الأمر، وتم اليوم إرساله إلى مقر الاتحاد حيث تضامنت أنا ومجموعة من الكاتبات المصريات للقيام بذلك" أضافت فواز" ورفعنا الأمر إلى اتحاد كتاب العرب واتحاد كتاب فلسطين.
أما الكاتبة «سندس الحسيني» فقالت: "صُدمت حين أخبرتني الكاتبة الفلسطينية خلود خميس، بأن قصتي «غيبوبة» المنشورة في كتاب «ترعبهم أنفسهم»، قد تُرجمت ونُشرت في كتابٍ مطبوعٍ تحت اسم «حرية» باللغة العبرية من قِبل دار نشر إسرائيلية، وأتت صدمتي من أنه لم يتواصل معي أحد أو يطلب إذني أي شخص من طرفهم للموافقة على الترجمة من عدمها. لن أسكت عن حقي الأدبي مهما حدث، وعلى الفور حاولت التواصل مع الكاتبات الأخريات لنوحد القرار بشأن التصرف القانوني الذي سنقوم به، والآن أنا على تواصل بالكاتبة انتصار عبد المنعم لإعلان بيان مشترك وتوقيع شكوى قانونية دولية رسمية" وتابعت الحسيني، "حتى الآن لم أتواصل مع مترجم عبريعربي، لأتأكد من جودة الترجمة وإن كانت غير محرفة أو مختلفة عن النص الأصلي، فالقصة كُتبت في 2012 وذات ملامح ثورية وكانت تعبر عن حال شعرنا به جميعًا في ذلك التوقيت، كما أنها تتصف بالرمزية ولا تتبع الأسلوب المباشر في الحكي. فمن الهام جدًا عرض الترجمة على الأديب ليقر بصلاحها للنشر وبأنها لا تخالف نصه الأصلي، وذلك بخلاف حقه المادي، هذا حق أدبي وأخلاقي لا يقل أهمية عن الحق المادي. بل يزيد لأنه قد يرسم صورة خاطئة عن الكاتب ومن ثم عن شعبه ومجتمعه، خاصة إن تم نشر الكتاب في مجتمع مختلف تمامًا".
اما الروائية «دعاء عبدالرحمن» فقد أعلنت رفضها التام لما قامت به دار رايسلنج الصهيونية من أخذ قصتها ( ظل النافذة) وترجمتها إلى العبرية وتضمينها ضمن كتاب به مجموعة قصصية لكاتبات عربيات بغير وجه حق ونشر الكتاب بدون إذن منا بذلك وأضافت عبد الرحمن، "وبالرغم من أننا اعتدنا على ما يقوم به الكيان الصهيوني من اغتصاب لأراضينا وحقوقنا وهو ماليس بالغريب عليهم، إلا أننا سنتخذ كل الإجراءات القانونية اللازمة ضد دار النشر ومترجمها، فهذا ما تبقى لنا وهذا ما نستطيعه بأمر الله.
من جانبه، أعلن «مختار عيسى» نائب رئيس اتحاد كتاب مصر، أنه سيتم بحث الشكوى التي قدمنها الكاتبات، مع التأكيد على أن الاتحاد لن يتوانى في الدفاع عن حقوقهن التي أغتصبت بالنشر رغمًا عنهن، ومن يثبت تورطها بالتعامل مع الكيان الصهيوني بإرادتها، فسيشطبها الاتحاد تمامًا لرفض الاتحاد كل أشكال التطبيع. وأضاف عيسى، الإجراءات ستتخذ بناءً على الاستماع للكاتبات بعد أن يتم استدعائهن للتحقق من ملابسات الموضوع بالكامل ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة، أما عن الكاتبات غير الموجودات بمصر فسيتم التواصل معهن بشكل مباشر وبقدر المستطاع وسيعلن الموقف المؤكد والراسخ برفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.