رحلة "أيمن" عامل نقاشة تحول إلى صانع "ماكيت"
أمام محطة مترو حلوان، في الفترة من العصر إلى العشاء، تجده يقف حاملًا في يديه لوح من الخشب عليه بعض الماكيتات التي تجسد شكل المساجد والكنائس وأيضًا الفيلات الفاخرة على الطراز الأجنبي، إنه أيمن الشيخ الذي يبلغ من العمر 45 عامًا، والذي تحول من عامل في "النقاشة" إلى صانع ماكيت.
في الرسم كان موهوبًا منذ الصغر، هكذا يروي "أيمن" حيث كان تقديره 29 من 30 في امتحان الرسم، ولكن لظروف الحياة ترك المدرسة بعد المرحلة الثانوية، ليعمل منذ ذلك اليوم في "النقاشة" التي وجد فيها شكلًا من أشكال الفن الذي كان يعشقه في صغره وكبر معه، ولكن الحياة منحته فرصة أكبر ليظهر موهبته في فن الرسم وصناعة الأشكال الفنية بالماكيت.
"بداية الفكرة لما بنتي جت قالتلي عاوزة أعمل جامع لمدير المدرسة وأقدمه هدية"، هكذا يكشف الرجل الأربعيني بداية عمله في صناعة الماكيت في شكل مساجد وكنائس منذ 5 أشهر، وذلك عندما طلبت ابنته التي تبلغ من العمر 8 سنوات أنها تريد أن تقدم مسجدًا لمدير المدرسة، وحينها قام "أيمن" بتجميع "فل الموبايلات" الجديدة وصنع منها المسجد، مبينًا أن شكل المسجد في البداية كان بسيطًا.
ويتابع أنه عندما رأت معلمة مسيحية المسجد الذي قدمه لمدير المدرسة، طلبت منه أن يصنع لها كنيسة، ووقف حينها وصنع لها كنيسة، التي غطاها "بالفوم اللامع"، مما جعلها تبدو جميلة، ومن هنا بدأ تطوير الفكرة من خلال وضع الخشب بها وأصبحت مهنته الجديدة بدلًا من النقاشة.
"المسجد بـ60 والكنيسة بـ80 علشان تفاصيلها كتير شوية وأحجامها أكبر"، تلك الأسعار التي يبيع بها "أيمن" ماكيتات المساجد والكنائيس، مبينًا أن الكنيسة تكون أغلى لأن بعض الأشخاص يطلبوا منها أحجامًا أكبر، لذلك تحتاج إلى مكونات أكبر، بالإضافة إلى أنه يشتري الأدوات المستخدمه في صناعة الماكيت بسعر غالٍ وهو المتداول وليس سعر الجملة.
"زبوني أغلبه ستات لأنهم بيحبوا الفن عن الرجالة وذوقهم أحلى كمان"، ويوضح أنه بجانب المسجد والكنيسة يصنع منازلًا على الطراز الإنجليزي، ذات الحوائط المائلة، ومنازلًا ذات طابقين، وأخرى بها حدائق.