عذرًا.. لقد أَدَنْت فَأُدِنْت
من يتدخل فيما لا يعنيه يسمع ما لا يرضيه.. ولقد تدخلت فيما لا يعنيك فسمعت ما لا يرضيك.. والكلام موجه للداعية معز مسعود.. فأن يتزوج السيد معز ويطلق وهكذا دواليك أمر لا يعنينا هذا صحيح، ولكن أن يتدخل هو فى تغيير وتديين ذهنية الشاب والفتاة المقبلين على الزواج، ويبتزهما بكلمات، وأوصاف، مثل «الغيرة على أهل البيت» و«الديوث» وغيرهما من الصفات التى تجعل الشاب يخضع فتاته المستقبلية لمسار اختاره لهم الدعاة بدعاوى أنها اختيارات الله، وأنها طريق الصواب والحق والفضيلة، فهذا شىء آخر.
الله يتحدث عن نفسه بنفسه ولم يوكل لغيره الحديث باسمه وهو الأوحد الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، فأن يحاول السيد معز إقناع شيرى بالحجاب بالتدريج هذا شأن لا يعنينا، ما يعنينا أن معز لا يدعو غيره من الشباب بأن يحذو حذوه، باعتبار أن طريقه هو الطريق القويم، دين معز وغيره من الدعاة يخصهم وحدهم، ودين الناس للناس والله حسيب الكل، فباسم الدعوة والموعظة الحسنة ترتكب الكثير من الشرور والآثام وتتربى ذهنيات عقيمة تصير فيما بعد لقمة سائغة فى أفواه الدواعش.. وهذا أمر غير مستبعد بل حدث بالفعل من قبل، وحالات كثيرة تشهد بذلك.
فهؤلاء الدعاة يحضرون التربة الخصبة الصالحة التى تقبل وتستقبل فيما بعد بذور الوهابية والداعشية وتغير فى جين المصريين الفرعونى والكوزموبوليتانى لجين آخر جديد بل هجين جديد يحدث تشتتًا وفقدانًا وطمسًا للهوية المصرية، ويؤدى بنا إلى فوضى يدعون أنها خلاقة، فى حين أنها فوضى هدامة، ولها مآرب أخرى، بداية الخلق وبذرة الكون، كانت دومًا وستظل تتكون من رجل وامرأة.. أنثى ورجل، آدم وحواء هما نواة الأسرة وبذرة المجتمع، بل نواة الأكوان، قال لهما جبران وغنت لهما فيروز «الأرض لكم» فإن قال آدم لحواء أنت غواية تعجبنى وقتلت أخى بسببك، فالأرض لى أنا ولك أنت الغرف المغلقة فقط التى سأضعك فيها بعد أن أحصل عليك بعقود شرعية معلنة مؤقتة أو دائمة.. متعة أو مسيارًا أو ملك يمين وكله بما لا يخالف شرع الله.. نعم أريدك لكن بعد ذلك سأغيرك.. سأغير كل ما قد سبق وأعجبنى فيك.. نعم لقد أعجبنى فيك كل شىء لكنى لا أحترمه ولا أرتضيه فهو غواية من الشيطان ولن أقبله ولن أقبل اختياراتك بعد اليوم وسألزمك -إن لزم الأمر- بما أريد بعد ذلك ولكن سأحاول معك باللين أولًا وبالسياسة وبالتدريج لأقنعك بأن ما كنت فيه وأعجبنى كان ضلالًا وإثمًا فأنت جميلة لكنكِ آثمة وأعدكِ بأن أدخلك إلى النور وأنتشلكِ من الظلمات التى كنت فيها وأعجبتنى!! وسأصلح لك تربيتك.. بل سأعيد تربيتك من جديد بعد أن فشل أهلك فى تربيتك، وسأصحح لهم ما أفسدوه فى تربيتك، خصوصًا موضوع السفور بما فيه من فجر وفحش، وسأجعلك كالبيض المكنون بعد أن كنت عرضة للإعجاب بدليل أنك أعجبتنى.. سأقضى على كل مظاهر الجمال فيكِ والتى أعترف بأنها أعجبتنى.
سأقتص من تلك الطبيعة التى أعجبتنى، سأقضى عليها بعون الله وفضله، وسأجعلها تكف عن الدلع كما تفعل الأغصان ع الشجر، ولو كان صلاح جاهين على قيد تلك الحياة لقال لمعز وشركاه «آه يا واد إنت يا مبرراتى يا جبنة حادقة على فول حراتى»، «ما تقول للطبيعة كمان تبطل دلع» الداعية الإسلامى الوعظى- الذى يسمى نفسه اليوم باحثًا- يسعى للحصول على درجة الدكتوراه فى «علم التجربة» الذى نسمع عنه للمرة الأولى وأظنها الأخيرة، كما أنه يمتلك مالًا وفيرًا ربحه من برامجه على الفضائيات المختلفة والتى ادعى فى بيانه الأخير أنه قدمها بالمجان! وأنه هو من كان ينفق عليها لا العكس!
وهنا نطالب نحن المواطنين جميع الفضائيات الخاصة التى ظهر فيها الداعية الباحث المنتج الفنان بإظهار عقود السيد معز مسعود معها فإن كانت فعلًا بالمجان كان صادقًا فى تلك الجزئية، وإن كان كاذبًا فليرد الأموال التى أخذها إذًا لأصحاب تلك القنوات لتنفق على ما يستحق ومن يستحق.. فمعز مسعود- وكما صرح هو بنفسه- ينتمى لأسرة ميسورة الحال وليس فى حاجة لأموال الإعلام الحكومى أوالخاص.
وعلى ما يبدو أنها مرحلة جديدة للداعية المنتج بعد أن تزوج من فنانة بقدرة المال الوفير والذى سيصبح أكثر وفرة بفضل السينما والدراما التى تربح منها الكثيرون.. فتحول تجار لحوم ومخدرات وسلاح إلى منتجين وموزعين.. فربح السينما الوفير يحفز الجميع للدخول فيه، ناهيك عن الشهرة والأضواء، وهى ما يصبو إليها الدعاة دومًا ليكونوا أكثر جماهيرية وشعبويةً تصل للجميع بشتى الوسائل والطرق وتجرب فيها كل الآليات المتاحة والممكنة، بل يطور الدعاة من أنفسهم عادةً ويغيروا الميكانيزم إن لزم الأمر.. بل يغيروا كلامهم كلية إن كان فى ذلك ربح أعلى أو شهرة أوسع ومآرب أخرى لا بد لها من مبررات تبدو منطقية فى ظاهرها ومغرضة فى حقيقتها. سوق الفضائيات والبرامج التليفزيونية لم تعد مجدية، وفيها منافسون كثر، ويظهر كل يوم داعية جديد وأكشاك جديدة للدعوى والفتوى، ولم تعد الأضواء مسلطة عليهم مثلما كان وانكشف غالبية هؤلاء، ولم يعد لديهم ذات التأثير الذى كان لهم فى الماضى فى جموع المتلقين، خصوصًا من الشباب، الذى ألحد الكثير منهم بعد اكتشافهم كذب وتدليس وتربح هؤلاء.