سوق ليبيا بمطروح بين الماضى والحاضر
تتميز محافظة مطروح بمعالمها السياحية والأثرية، ويعد سوق لبيبا التجارى من أهم المزارات السياحية التجارية التي تشتهر بها المحافظة، والذي يحرص مصطافو وسائحو المحافظة على زيارته خلال شهور الصيف، فيتوافد عليه آلاف السياح والمصطافين لشراء المنتجات الصحراوية ذات الطابع البدوى التى تتميز بها المحافظة، والمنتجات الواردة من دول أوروبا وشرق آسيا.
كما يشتهر السوق أيضا ببيع الملابس والشنط والأحذية وأدوات المدارس المستوردة بأسعار مخفضة، إضافة للأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية ومستحضرات التجميل والعطور والتى تتميز بجودتها العالية، إضافة إلى الأعشاب الصحراوية والمنتجات البدوية كالنعناع الجبلى والتوابل والأعشاب العلاجية وزيت الزيتون والبلح، والمواد الغذائية المستوردة من تركيا ودول شرق آسيا.
وأطلق على السوق اسم "سوق ليبيا" نظرا لاشتهاره بالمنتجات التي كان تجار مطروح يجلبونها من موانئ ليبيا، التي تردها البضائع من 70 دولة أوروبية؛ فى مطلع الستينيات، بينما كان يقابلها انغلاق فى أسواق مصر فى تلك الفترة الزمنية، فلم يكن مسموحا للمصريين باستيراد الكماليات وأدوات الرفاهية، فلقيت السوق ببضائعها المهربة رواجا وإقبالا كبيرا لجودتها العالية وانخفاض أسعارها.
وبدأ سوق ليبيا فى نهاية الثمانينيات، وكان يمثل العلاقات المصرية الليبية التي عادت بشكل قوى فى تلك الفترة، وتوسعت حركة التجارة بين البلدين وتبادلا المنتجات التجارية، وبدأ السوق بتجمع عشوائى من بعض تجار الشنطة والعمالة العائدة من ليبيا التى كانت تبيع المنتجات المستوردة والتى تم جلبها من ليبيا، ويتجمعون في أحد الشوارع المتفرعة من كورنيش مرسى مطروح بباكيات، وأخذ الشارع يمتلئ بتجار الشنطة حتى وصل إلى ما يقرب من 200 باكية، واستمر السوق لمدة 6 سنوات فى حالة من الازدهار والشهرة.
ثم فكر المسؤولون بنقل السوق إلى مكان آخر عام 1995، فتم تخصيص قطعة أرض بمنطقة الروضة عرضها أحد رجال الأعمال من بدو مطروح لإقامة السوق الجديد، وبدأ توافد المصطافين والسياح على السوق، حتى بلغ عددهم 6 ملايين مصطاف.
ومع ظهور الثورات بالمنطقة العربية عام 2011، أصبح هناك صعوبة فى دخول البضائع من ليبيا نظرا للظروف الامنية وتدهور ليبيا اقتصاديا، وأصبح تجار مطروح يعتمدون فى الحصول على بضائعهم على استيرادها من دول الصين وتركيا ودبي، إضافة إلى المنتجات المصرية التى يتم شراؤها من المصانع المميزة وبيعها بأسعار مخفضة تقل عن الأسعار الأخرى، مع اختيار الأنواع الجيدة التى يقبل عليها المصطافون والزائرون.
وفى عام 2012 تعرض سوق ليبيا إلى حريق هائل قضى على ما يقرب من 195 محلا تجاريا، وقدرت الخسائر بحوالى 15 مليون جنيه، وقامت المحافظة بالتنسيق مع القوات المسلحة ووزارة التضامن الاجتماعى حينذاك بإعادة تطوير السوق خلال 6 شهور، وتم تزويده بشبكة إطفاء تحتوى على 15 مضخة للمياه، وإقامة خزان مياه بسعة 200 طن، وأجهزة إنذار عمومية تشمل ممرات السوق، كما تم إزالة التندات، ليعود سوق ليبيا من أهم المعالم السياحية بمحافظة مطروح.