لجنة حقوق الإنسان تطالب المجلس الأممي بعدم الاستجابة للضغوط الأمريكية
أدانت لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، قرار الولايات المتحدة الأمريكية بانسحابها من مجلس حقوق الإنسان الأممى، مشيرة إلى أنه يأتى ضمن سلسلة من القرارات الأمريكية المتصادمة مع المنظومة الأممية، والمنحازة لانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان والتى لا تتوافق مع أبسط المعايير وترسخ لمنطق القوة و"البلطجة".
وطالبت اللجنة، في بيان لها اليوم، مجلس حقوق الإنسان الأممي خلال دورته الحالية رقم 38، بعدم الاستجابة للضغط الأمريكى، وأن يتخذ من القرارات والإجراءات ما يكفي لوقف الانتهاكات الإسرائيلية والأمريكية المستمرة في حق الفلسطينيين العزل، والعمل على تفعيل قراراته السابقة التي كانت متوافقة مع معايير حقوق الإنسان بشأن القضية الفلسطينية والمطالب العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني.
كما طالبت اللجنة، مجلس حقوق الإنسان الأممى بأن يرفع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة تقريرا وافيا عن الممارسات الأمريكية والإسرائيلية التي تسعي لاختطاف القرار الأممي في طريق يتناقض بشكل جذري مع كل القيم والمبادئ التي قامت عليها المنظومة الأممية.
واعتبرت اللجنة، أن إدارة الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب تقود جهود منظمة لانتهاك حقوق الإنسان الأساسية وتتخذ العديد من القرارات التي سيكون لها تأثيرات سلبية على جهود حماية حقوق الإنسان فى العالم.
وأضافت اللجنة، أن هذا القرار يدشن مرحلة جديدة فى تاريخ تحيز الولايات المتحدة لربيبتها إسرائيل تعلن فيها دون مواربة دعمها الكامل لدولة إسرائيل حتى وإن أدى ذلك إلى تخليها عن مسئوليتها كدولة كبرى محورية على المستوى الدولى وعلى القيم الليبرالية التى نص عليها الدستور الامريكى.
وترى اللجنة، أن هذا التحول الخطير فى سياسة الولايات المتحدة سيكون له أثره غير المأمون على مجريات القضية الفلسطينية، لاسيما وأنه يذهب إلى غير رجعة ثقة الفلسطينيين فى الولايات المتحدة وربما يحول دون قبولهم لأى دور كانت تقوم به فى الماضى سواء كوسيط أو راع للمفاوضات الفلسطينية، وهو الأمر الذى يؤجج الصراع الفلسطينى الاسرائيلى ويجعل تسويته فى المستقبل المنظور أمرا بعيد المنال.
وأشارت اللجنة، إلى أن الولايات المتحدة بهذا المسلك المندفع والمتحيز لصالح إسرائيل وضد حقوق الإنسان قد دفعت معول الهدم لتطيح بواحدة من أهم أجهزة الأمم المتحدة غير عابئة بالحاجة الماسة لهذا الجهاز المختص بحقوق الإنسان فى هذه الفترة الحرجة التى يمر بها المجتمع الدولى والتى تتسم بتأجج الصراعات المسلحة ووحشية الانتهاكات التى يتعرض لها البشر فى مناطق الحروب والصراعات ومنها الاراضى الفلسطينية والسورية المحتلة.
وتساءلت لجنة حقوق الإنسان، عن دور المنظمات الحقوقية الأمريكية الكبرى فى ممارسة حملة توعية وضغط في الداخل الأمريكي لجعل مواطنى الولايات المتحدة على علم بالجرائم التى ترتكبها حكومتهم، وتفضح عدوانها على الشعوب، وتوظيفها لموارد الشعب الأمريكي من أجل حماية كيان مغتصب يقتل أصحاب الحق بدم بارد.