صحيفة أمريكية: خيبة أمل فى واشنطن من تعزيز علاقات القاهرة وموسكو
أكدت مجلة "أمريكان إنترست" الأمريكية أنه فى الوقت الذي يبدأ فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي ولايته الثانية، كرئيس لمصر، تتم كتابة فصل جديد من العلاقات المصرية الروسية، وهذا الفصل يكتب وسط خيبة أمل كبيرة من الإدارة الأمريكية، وفشل سياستها فى تعزيز العلاقات مع القاهرة، ما دفع الأخيرة لتطوير العلاقات مع موسكو بشكل كبير.
وأوضحت أن السنوات الماضية شهدت تعاونًا مصريًا روسيًا في عدد من المجالات الصناعية والنووية والعسكرية والسياحية، وكان آخرها مشروع مدته 50 عامًا لإنشاء منطقة صناعية روسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهو مشروع ذو منفعة متبادلة، فهو يسمح لمصر بجذب استثمارات أجنبية قيمتها تصل إلى 70 مليار دولار وخلق أكثر من 35 ألف فرصة عمل، وبالنسبة إلى روسيا فهذه المنطقة تمكنها من تجاوز عقبة العقوبات المستمرة من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، حيث يوفر المشروع نقطة تصدير البضائع للأسواق الخارجية، وخصوصًا الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وأشارت إلى أن هناك العديد من أوجه التعاون بين البلدين، وتعكس هذه التطورات الاتجاه العام للاحترار في العلاقة بين القاهرة وموسكو التي تعمقت بصورة كبيرة على مدى السنوات الماضية، حيث تعززت العلاقات على الرغم من توقف الرحلات الروسية لمصر وتأثيرها بصورة كبيرة على صناعة السياحة المصرية.
وأوضحت أنه بالنسبة إلى قطاع الغاز، تحولت مصر بشكل متزايد إلى روسيا في مجال بيع الأسلحة، حيث استغلت روسيا تراجع الدور الأمريكي في العلاقات العسكرية مع مصر، بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، وأوقفت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما تسليم الأسلحة المتعاقد عليها سابقًا، وألغيت التدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين، ولم تنته خيبة الأمل الأمريكية في عهد أوباما بخسارتها مصر، واستمرت في عهد دونالد ترامب بعض تخفيض المساعدات العسكرية والاقتصادية الموجهة لمصر، من أجل الضغط عليها، ولكنها فشلت في إخضاع القيادة المصرية لها.
وأضافت أنه على الرغم من تكرار خيبات الأمل، فإن السيسي يتمتع بعلاقات صداقة قوية ودافئة مع ترامب، إلا أنها لم تنجح في ملء الفراغ الذي استغلته روسيا وبعض دول أوروبا وعلى رأسها فرنسا وألمانيا، حيث أصبحت هي الأخرى من أبرز الشركاء العسكريين لمصر، ومن المقرر أن تستضيف مصر فرقة أخرى من المظليين الروس لإجراء تديبات مشتركة مع المصريين خلال عام 2018 وفقًا لما أعلنت عنه وزارة الدفاع الروسية.
وتابعت أن ترامب فشل في تحسين العلاقات مع القاهرة بالشكل المأمول، وظهر له منافس قوي وهو فلاديمير بوتين، وهي لعبة تجيدها مصر بصورة كبيرة في موازنة العلاقات بين البلدين، ولكن يجب على إدارة ترامب التحرك نحو القاهرة بصورة أكبر، والمضى قدمًا حتى لا تخسر أكبر شريك وحليف استراتيجي لها في المنطقة وله دور كبير في القضايا الإقليمية، وهو ما ظهر بوضوح في الأزمات الماضية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأضافت أنه بالنظر إلى الوضع المتدهور في الشرق الأوسط، ليس هناك أي عذر لعدم تواصل إدارة ترامب مع مصر ودفع العلاقات للأمام، ويجب أن يتولى مجلس الشيوخ مسألة تعيين مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدني وقد يكون ديفيد شينكر هو الشخص المناسب، بالإضافة إلى ضرورة تعيين سفير أمريكي في القاهرة، فمن دون الدبلوماسية تخاطر الولايات المتحدة بالتخلي عن نفوذها في الشرق الأوسط وخسارة شريكها الاستراتيجي.