عليان: إحياء ذكرى مجزرة الطنطورة رسالة بأننا لن ننسى قرانا المهجرة
أكد رئيس اللجنة الوطنية العليا للدفاع عن حق العودة ومنسق عام اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة محمد عليان، أن مسيرة إحياء الذكرى السبعين لمجزرة قرية الطنطورة في مناطق الـ48 كانت رسالة واضحة للجميع أن شعبنا الفلسطيني لن ينسى مدنه وقراه المهجرة، لافتا إلى أن إحياء مجزرة الطنطورة وسقوطها وتهجيرها ونكبتها منذ 70 عاما خير دليل على ذلك.
وقال عليان - في تصريحات صحفية - "إن المميز في هذه المسيرة لهذا العام هو مشاركة جماهير الضفة الغربية ولأول مرة إلى جانب الجماهير العربية في الداخل، لاسيما وأننا شعب واحد.. مثنيا على حجم المشاركة الجماهيرية التي حضرت وفاء لدماء الشهداء التي سالت في أكثر من مكان وقرية ومدينة، وخصوصا في قرية الطنطورة".
ولفت إلى أن المفارقة الجميلة التي حدثت أمس الجمعة جاءت نتيجة أن ذكرى المجزرة صادفت رمضان هذا العام، حيث تسمح سلطات الاحتلال الإسرائيلية للرجال من سكان الضفة ما فوق 45 عاما وللنساء من الدخول والعبور من الضفة إلى القدس للصلاة، فكانت وكأنها عودة جزئية للجماهير الذين تمكنوا من العبور إلى القدس، ومن ثم دخولهم إلى مناطق الـ48، لاسيما وأنهم في الأيام العادية لا يستطيعون الدخول بحكم المنع الإسرائيلي.
وقد شارك مساء أمس المئات في مسيرة إحياء الذكرى السبعين لمجزرة الطنطورة، التي راح ضحيتها العشرات بين شهداء وجرحى، بالإضافة إلى التهجير القسري بحق المتبقين من أهالي الطنطورة عام 1948.
وتقدمت المسيرة سرية كشفية مقدسية، حمل أعضاؤها الأعلام الفلسطينية والكوفيات وأسماء شهداء وعائلات الطنطورة، حيث وصلت إلى شاطئ الطنطورة، وقامت بافتتاح المهرجان بالوقوف دقيقة صمت وحداد على أرواح الشهداء، والنشيد الوطني الفلسطيني، وتم غرس شواهد بأسماء الشهداء في الطنطورة على رمال الشاطئ، وأسماء شهداء غزة في مسيرات العودة.
وقال النائب جمعة الزبارقة "إن الشعور مختلط اليوم، شعور بالحزن والأسى على أرواح الشهداء، وشعور بالسعادة لرفع أذان المغرب لأول مرة في الطنطورة منذ النكبة.. هذه القرية التي يتمسك فيها من تبقى من أبنائها من المجزرة البشعة التي تقشعر لها الأبدان والتي اقترفتها العصابات الصهيونية في النكبة".
جدير بالذكر أن قرية الطنطورة تقع جنوبي مدينة حيفا في الداخل الإسرائيلي على شاطئ البحر المتوسط، حيث اقترفت العصابات الصهيونية إحدى أفظع مجازرها بتاريخ 22 و23 مايو وقتلت بدم بارد أكثر من 200 شخص، قبل أن يقيم الاحتلال على أنقاض القرية المنكوبة مستعمرة "نحشوليم" ومنتجعا سياحيا، فضلا عن إقامة موقف سيارات على أنقاض مقبرة جماعية لشهداء المجزرة.
وتختلف مجزرة الطنطورة عن بقية المجازر في فلسطين، إذ إنها ارتكبت بيد قوات جيش الاحتلال بعد أسبوع من إعلان قيام "دولة إسرائيل"، واختار الجيش هذه القرية خصيصا بسبب موقعها على ساحل البحر المتوسط، والذي اتهموا أهل القرية بأنهم حولوه إلى مرفأ لتوريد السلاح.