شاهد.. «عربية الحواديت».. شمس تُنير عقول الأطفال في المحافظات
تُنبِت زرعة المحبة زهورا فواحة، نشم رحيقها كلما مررنا بجوارها، لذا نخطو دون أن ندري لما زرعه أحبابنا والمُقربون لنا في نفوسنا من فنون، أو ثقافة، وهو ما حدث مع هيثم عبيد، صاحب فكرة «عربية الحواديت»، التي انطلقت فكرتها منذ ثلاث سنوات. لوالدة "هيثم" الفضل في عشقه لفن "الحكي"، فهي طالما روت له العديد من القصص من نسج خيالها، ولا تزال لديها قصص لا تنتهي حتى الآن.
لمعت الفكرة في عقل "هيثم" عندما سألته طفلة شارع عن مجلة اشتراها لطفلته الصغيرة، ومن هنا بدأت حملته التي اشترك معه فيها مجموعة من الشباب، قاموا بتوزيع ما يزيد على 30 ألف كتاب للأطفال في القرى. ورغم توقف المشروع لفترة، وتخلي الهيئات الثقافية الحكومية عن مشروع «عربية الحواديت»، وعن مساعدة مؤسسته في استمرار المشروع، أصر "هيثم" على أن ينبض قلب مشروعه بالحياة من جديد.
واليوم بدأت جولة جديدة لـ «عربية الحواديت»، وهي أيضًا أولى جولات الصعيد للقائمين على المشروع، متجهة إلى محافظة الأقصر. الجولة برعاية مؤسسة «اسمعونا»، وخلالها سيتنقل القائمون على «عربية الحواديت» لمدة ثلاثة أيام، في قرى متعددة بالمحافظة، سيقومون خلالها، بتوزيع 1000 كتاب ومجلة، وتقديم 4 ورش حكي، 4 ورش رسم، 4 جلسات قراءة، و8 أنشطة عقلية.
وسيقوم فريق العمل بتقديم فيلم تسجيلي للجولة بالكامل، وللمرة الأولى سيخوضون تجربة تحويل نصوص الحكايات إلى مشاهد مسرحية. وانضم لهذه الجولة كل من الفنانة نيرة حازم، وسلمى ياسر عضوة جديدة بالمشروع.
ليس هذا فحسب فقد قدم هيثم مؤخرًا ورشة حكي، للأطفال بمستشفى 57357، في محاولة للعلاج بالحكي. وتستمر أحلامه في التحقق شيئًا فشيئًا رغم ما واجهه من صعوبات في منتصف الطريق.