رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حزن عميق على أشقائنا المسيحيين


حزنى عميق على ما يحدث لأشقائنا المسيحيين الذين فقدوا ذويهم فى أحداث الخصوص، وحزن أكبر على الاعتداء عليهم بينما كانوا يشيعون جثامين ذويهم، فى هذا المكان فى كاتدرائية العباسية، وبدلا من أن نشاركهم فى مصابهم إذا بهم يواجهون اعتداء آخر أثناء تشييع الجثامين،

إن حزن غالبية المصريين لعميق على هذا الهجوم الآثم، ولا أعتقد أن مصريًا وطنيًا يكترث بحال هذا الوطن يقبل أن تعبث أياد فى هذه العلاقة التى تربط المسلم بالمسيحى على أرض مصر خلال تاريخها، لقد تربيت ونشأت على محبة تجمعنى بأقرب صديقاتى وهى مسيحية، لا فرق بينى وبينها منذ أن تزاملنا فى سنوات الدراسة بالمدرسة الابتدائية وحتى الآن، نتزاور ويحترم كل منا الآخر ونتبادل الكعك والحلويات فى الأعياد، إن صديقتى تحب وطنها كما أحبه وتأبى أن تتركه، لكنها أيضًا تعيش وسط جو من الهجوم الضارى من أصوات متطرفة تشيع ترويع الآمنين وتنتهك خطابًا دينيًا لا يمت بصلة لأى دين من الأديان السماوية، لم يكن يومًا هناك فارق بين مسلم ومسيحى إلى أن فوجئنا بمن يتعمدون إثارة الكراهية وبث الفرقة، مع غياب كامل لتأمين الإخوة المسيحيين فى دور العبادة المقدسة، لقد آن الأوان ووصل الغضب الشعبى إلى ذروته حيث لم تتم محاسبة الجانى فى أى قضية منذ قيام الثورة، إن الشعب يعى أن هناك خللاً متعمدًا للأمن، وأن هناك جرائم ضد الشعب المصرى ممن هم خارج الفصيل الحاكم، وغيابًا كاملاً لدولة القانون والعدالة ولكل القضايا التى تخص الاعتداء على الأقباط، الوضع الآن فى غاية الخطورة وأضم صوتى لكل من يطالبون القوات المسلحة بالنزول لحماية الأمن القومى الداخلى حتى يأمن المواطنون المصريون مسلمين ومسيحيين على أرواحهم بداخل حدود الأرض المصرية التى تنزف دمًا.

عزيزى القارئ

كنت قد بدأت الأحد الماضى فى مقالات حول الأزهر الشريف ومحاولات النيل منه وإقصاء شيخ الأزهر الجليل والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الأزهر الذى يعتبر قلعة الوسطية فى العالم الإسلامى والتى يقصدها طلاب المعرفة كمنارة إسلامية من جميع الدول، لكننى اضطررت إلى تأجيل بقية المقال حيث هالنى ما حدث لأشقائنا فى الوطن طوال اليومين الماضيين، سواء ما حدث فى قرية الخصوص بالقليوبية أو ما حدث أمام كاتدرائية العباسية وداخلها، مما يدعونى للمطالبة بضرورة سرعة كشف الجناة الذين قاموا بهذه الاعتداءات الدموية ضد المسيحيين هم ومن يقفون وراءهم، ومحاسبتهم أمام القضاء المصرى العادل فى أقرب فرصة، وأن يتم إعلان ذلك للشعب المصرى الذى يسوده غليان فى كل منزل وبين الأسر فى البيوت، وثانيًا: ضرورة أن يخرج علينا مسئول أمنى كبير بتفسير عن سبب التقصير فى حماية الكاتدرائية كموقع مقدس على الدولة حمايته، وأسباب إلقاء قنابل الغاز بداخل الكاتدرائية وليس العكس أى على المعتدين الذين شاهدنا لقطات لهم على القنوات الفضائية المختلفة وهم يقومون بإطلاق الخرطوش وحمل العصى والسيوف، والذين كانوا يضرمون النار بالسيارات فى الشوارع المحيطة بالكاتدرائية، وثالثًا: من الضرورى أن يتضامن المصريون من المسلمين من مختلف الفئات مع أشقائنا المسيحيين فى وقفة جادة تستنكر أى مخططات للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، أو تثير فتنًا كل يوم لإلهاء الشعب المصرى فى قضايا تشغله عن قضاياه الرئيسية فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية