الأزهر قلعة الوسطية فى العالم الإسلامى
الأزهر هو القلعة الحصينة للوسطية فى العالم الإسلامى وله مواقف وطنية حول حاضر مصر ومستقبلها منذ اندلاع ثورة يناير 2011، وهو الذى أصدر عدة وثائق فى غاية الأهمية حول حقوق شعب مصر فى الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية،
وهو السند لكل امرأة أمام كل من يستخدمون الدين لاستبعادها من الحياة العامة، وللإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب مواقف وطنية تحسب له، ورغم ألمنا جميعاً كمصريين بسبب واقعة تسمم 500 طالب بجامعة الأزهر إلا أن غالبية المصريين يكنون كل التقدير والاحترام لفضيلة شيخ الأزهر، ويعتبرون أن محاولات النيل منه هى خطة موجهة لاستبعاده واختيار شخص آخر ليس له هذا التقدير الشعبى الجارف، ولا الآراء الوطنية العادلة ، ويتم توجيهه سياسياً تبعاً للنظام الحالى.
فما الصلة بين واقعة التسمم وفضيلة شيخ الأزهر؟؟؟
لا صلة إلا أن المقصود هو زعزعة مكانته لأسباب بعيدة عنه، والنيل منه لأنه رفض مسألة الصكوك وللرغبة فى إقصائه واختيار رجل غيره.
لكن القوى المستنيرة فى المجتمع المصرى انتفضت لدعم ومساندة الشيخ الجليل الدكتور أحمد الطيب ولمساندة مؤسسة الأزهر، وعدم أخونتها هى الأخرى، كما يتم أخونة المؤسسات الكبرى الواحدة تلو الأخرى، والمدهش فى هذا الدعم الكاسح والحشود التى أعلنت تأييدها للشيخ الجليل أن المرأة المصرية كانت فى قلبها، فمنذ اللحظات الأولى لاندلاع الاحتجاجات التى ذهبت إلى مقر مشيخة الأزهر ، فإن التنظيمات النسائية والحركات السياسية للمرأة والجمعيات أسرعت لمساندته ودعمه والدعوة للتضامن معه على كل وسائل الاتصال كالفيس بوك وتويتر والإنترنت وغيرها من وسائل الاتصال.
وأعلنت التنظيمات النسائية رفضها لاستغلال التيار الإسلامى لواقعة تسمم الطلاب سياسياً ومحاولة إقصاء فضيلة شيخ الأزهر، وقررت القوى الثورية الوقوف صفاً واحداً بالمرصاد لمحاولات الإطاحة بالدكتور أحمد الطيب بعد رفضه لقانون الصكوك.
من أهم المواقف التى أعتقد أن التاريخ سيكتبها بحروف من نور لشيخنا الجليل الدكتور أحمد الطيب «وثيقة الأزهر»، ومن أهم كلماته التى لها كل الاحترام «إن الأزهر الشريف يقوم بدوره ويتحمل مسئولياته تجاه مصر والأمة العربية والإسلامية فى هذه المرحلة الفارقة»
و للذين لا يعرفون بعضاً من تاريخ الأزهر الشريف فإننى أسوق لك بعض المعلومات التى ينبغى أن يعرفها كل مصرى، فالجامع الأزهر من أهم المساجد فى مصر ، ومن أشهرها فى العالم الإسلامى، تم بناؤه فى عام 970-975 ميلادية (359-361 هجرية) وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام، وكان قد أنشئ لنشر المذهب الشيعى فى مصر عند فتح جوهر الصقلى مصر وكان قائداً للمعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين لمصر، لكنه الآن يدرس الإسلام حسب المذهب السنى، ويعد أول جامع تم إنشاؤه بمدينة القاهرة، وهو أقدم أثر فاطمى بها، والمرجح أن تسميته جاءت تيمناً بفاطمة الزهراء ابنة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، ولطالما تعاقبت عليه العصور لكنه كان رمزاً للقيادة الشعبية والزعامة الوطنية خاصة إبان الحملة الفرنسية على مصر.
وتتلخص اختصاصات شيخ الأزهر أنه الإمام الأكبر وصاحب الرأى فى كل ما يتصل بالشئون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام وله التوجيه فى كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية فى الأزهر وهيئاته، ويرأس المجلس الأعلى للأزهر وهو برتبة رئيس الوزراء
وللحديث بقية