أكاديميات أندية أوروبا في مصر.. للبحث عن المواهب أم للربح؟
كان حلم أطفال الثمانينات، وأوائل التسعينات، أن يرتدي أي منهم قميص أندية أوروبا التي يشاهدها عبر شاشات التلفاز تصول وتجول في دوري الأبطال، مثل ريال مدريد، وبرشلونة، وأرسنال، وليفربول.
لم يتحقق هذا الحلم لهؤلاء، إلا أن الأجيال اللاحقة من مواليد القرن الجديد، تبدو أكثر حظًا بعد أن أصبح الحلم بارتداء تلك القمصان والتدريب رسميًا بشعارها ممكنًا؛ فقد افتتحت تلك الأندية أكاديميات لها في مصر.
لكن في ظل الأزمة الاقتصادية، قد يعود المستحيل للعصف بأحلام أطفال كثر، لا يملك أباؤهم القدرة المادية لتحقيق أحلامهم.
بحثاً عن الانضباط وفرصة الاحتراف
من بين أكاديميات أتلتيكو مدريد، وبرشلونة، وليفربول، وأرسنال، وباريس سان جيرمان، وريال مدريد بمصر، اختارت والدة الطفل يحيى "يايو"، الأخيرة لتلحق ابنها بها، فالطفل مغرم بنجم الملكي كريستيانو رونالدو.
الآن وفي سنه الصغير، يمكنه أن يرتدي نفس الشعار وأن يحلم باللعب يومًا تحت أضواء سانتياجو برنابيو.
ويبدو الحلم، مشتركًا بين يحيى ووالدته، مي الحوت، التي عبرت عن رغبتها في رؤية ابنها يلعب بقميص الميرنجي يومًا إذا ما رأى مدربوه أن لديه الموهبة التي تؤهله لذلك.
وقالت والدة الطفل عن سر اختيارها أكاديمية أوروبية، بدلا من أكاديمية مصرية: "العقلية، والتمارين، والنظام الأوروبي هنا أكثر انضباطًا عن الأكاديميات المصرية وهم يؤهلون الطفل للاحتراف".
عائق مادي يجعل الحلم بعيدًا
يبدو ظاهريًا، حلم الطفل المصري في تمثيل عمالقة أوروبا أقرب للتحقيق اليوم من أي وقت مضى.
لكن واقعيًا يبقى الالتحاق بتلك الأكاديميات مكلفًا، فيتعدى الاشتراك الشهري في بعضها مبلغ 1000 جنيه مصري، و"هو ما يعني اقتصار الالتحاق بتلك الأكاديميات على طبقات اجتماعية محدودة".
لكن التكلفة المالية الباهظة، يقابلها خدمات تقدمها تلك الأكاديميات للاعبيها، بحسب ما يؤكد محمد دسوقي، مدير التسويق بأكاديمية ريال مدريد، موضحًا أنها تعليمية وترفع شعار الكرة للجميع.
فأكاديمية ريال مدريد، على سبيل المثال، "تقدم أنظمة، وبرامج تدريب أعدها خبراء النادي الإسباني، ولا تلزم الطفل بضرورة توافر مهارات معينة للالتحاق بالأكاديمية".
كما أنه توفر للأطفال، جلسات علم نفس رياضي، وأنظمة غذائية، واختبارات لياقة، وجلسات مراجعة للمباريات والتمارين بالفيديو، كذلك معسكرات منها معسكر أقيم العام الماضي بفالديباباس، معقل تدريبات الفريق الملكي.
في المقابل تقدم أكاديمية سان جيرمان، فرصة للاعبيها للمشاركة بكأس النادي الدولية التي تقام بين أكاديمياتها حول العالم سنويًا، وتشارك أكاديمية أتلتيكو مدريد في دوري الناشئين في مصر وبطولات ناشئين في إسبانيا.
غياب ألماني وإيطالي
ويطرح التواجد المكثف لأكاديميات كبار الأندية الإسبانية، والإنجليزية، والفرنسية في مصر علامات استفهام حول الغياب الألماني عن الساحة، وهو ما أجاب عليه مدير تسويق أكاديمية ريال مدريد.
وقال: "هذا يرجع لأمرين، أولهما قابلية النادي أن يعطيك اسمه، أو أن يكون لديه هذا المشروع، وهو الأمر المتوفر جدًا في إسبانيا".
وأضاف "أما الأمر الثاني فيرجع لحب المصريين للطريقة الإسبانية في كرة القدم تحديدًا، خاصة مع علو كعب الكرة الإسبانية في السنوات الأخيرة سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات".
بحث عن موهبة أم بحث عن الربح؟
قد يكون التواجد الإنجليزي، أقل من الإسباني على صعيد عدد الأكاديميات، إلا أن المدير الفني لأكاديمية ليفربول ديف رايدر، يرى أن الأكاديمية سيكون لها انعكاسًا إيجابيًا على كرة القدم المصرية.
لكن ليس هناك تأثير حقيقي لتلك الأكاديميات الأوروبية على الكرة المصرية، بحسب صحفي مصري، الذي أكد أنه لم يسمع عن أي لاعب لامع خرج من تلك الأكاديميات، فهي ليست كدوري بيبسي للمدارس مثلًا الذي أخرج لنا أمثال محمد صلاح، ومحمد النني وأحمد الشناوي وغيرهم.
كما أن "تلك الأكاديميات لا تهتم بالموهبة، لكن بالقدرة المادية لأهل الطفل فقط".