بالفيديو والصور.. الدستور تستمع لروايات شهود العيان وأسرة قتيلة المطرية
المتهمين في هذه القضية تجردوا من جميع أنواع الرحمة والإنسانية، بعدما أقدموا على قتل جارتهم ودفنها داخل مصطبة اسمنتية اعدوها مسبقا لتنفيذ جريمتهم البشعة، داخل مسكنهم اللذين يعيشون فيه، ولم يتحرك لهم ساكن.
جيران الباب في الباب، المجنى عليها "هناء" شابة في مقتبل العمر، ربة منزل، ام لثلاثة أطفال اكبرهم "سالم" 11 سنة، "سيف" 6سنوات، واصغرهم "محمد" سنة ونص، كانت تعيش المجنى عليها، مع زوجها "حسن" الذي يعمل سائق تاكسي، راضية بما قسمه الله لهما في سعادة تامة، تزوجوا منذ 11سنة، عن قصة حب يشهد لها الجميع، وفي مقابل منزلها التي تعيش فيه بمنطقة عرب الحصن بالمطارية، يتواجد منزل جيرانها "محمد" وزوجته "سيدة"، وبطبيعة الحال كانت المجنى عليها كانت تحادث جارتها، وتحكي لها عن احوالها، ولم تتوقع يوما ان يكون مصيرها الموت غدرا على يد جيرانها، وحرمانها من بيتها وزوجها واطفالها الصغار.
"الدستور" كانت في قلب المشهد، والتقينا اسرة المجنى عليها، لمعرفة تفاصيل الحادث البشع.
زوج المجنى عليها.. المتهمين "قتلوا القتيل ومشيوا في جنازته"
يقول "حسن سالم إبراهيم " 30 سنة، زوج المجني عليها، "هناء سمير السيد"، ان يوم الواقعة السبت الموافق 11 مارس من الشهر الجاري، كانت هناك علاقة جيرة تربطنا بالمتهمين، وزوجتى اشتركت في جمعية معهم، بمبلغ 15 الف جنيه ، وكانت وفي هذا الوقت كان ميعاد زوجتي لاخذ مبلغ الجمعية من المتهمة المعروفة في المنطقة باسم "ام ندى" وقبل الواقعة بيومين، وتحديدا يوم الخميس الموافق 9 مارس، اجرت المجنى عليها اتصالا بجارتها لسؤالها عن مبلغ الجمعية، ولكنها تهربت منها.
وأضاف "حسن" في يوم الواقعة قبل ان اخرج للذهاب الى عملى، سالت زوجتى عن مبلغ الجمعية، فاجابتني النهاردة هتكون عندك، وفي تمام الساعة الثانية عشرة ونصف ليلا، اتصل بي شقيق زوجتي، الذي كان في زيارة لدينا، وابلغنى انها خرجت من المنزل منذ 3 ساعات، ولم تعد حتى الان، وبكل تعجب طلبت منه ان يبحث عنها في المنزل او يسال عنها الجيران، خاصة ان هاتفها المحمول مغلق، وورد الي بالي ان تكون ذهبت ألى منزل والدتي، لكن لم اجدها هناك.
وأشار زوج المجنى عليها، أجريت اتصالا بجاري "محمد" المتهم بقتل زوجتي، ويعمل سائق توك توك، وسالته اذا كانت جاءت لديهم اليوم، فاجابني انها ذهبت اليهم في الساعة التاسعة مساء وخرجت، كل هذه التساؤلات وانا في الطريق الى منزلي لم اصل بعد، وعند وصولي وجدت "محمد" وزوجته "سيدة"، اول من كان في انتظاري امام المنزل لمساندتى والبحث عن زوجتى التي اختفت بشكل غامض، وفي هذا الوقت لم يرد الى ذهني اية شكوك، ان تكون زوجتى تعرضت لسوء، ووضعت جميع الاحتمالات انها بخير وستعود مرة اخري، ولكنى لاحظت عليهم ملامح الارتباك، وحاولوا ان يوصلوا الي انه من الممكن ان تكون زوجتى "غضبانة من شيء" وذهبت لاي احد من صديقاتها، وطلب مني ان نبحث عنها في المستشفيات، وذهب معي بالفعل للبحث عنها، بصحبة صديق لي يدعي "إيهاب" وفي هذا الوقت كانت الساعة تجاوزت الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، وبحثنا في جميع مستشفيات المنطقة.
وأوضح "حسن" طلب منى المتهم ان احرر محضر في القسم بتغيبها، كان يحاول بكل جهد ان يبعد الشبهه عنه، وفي اخر لحظات لزوجتى، قبل ان تخرج من البيت طلبت من نجلها "سالم" ان يظل مستيقظا حتى يفتح لها الباب، وقالت له سوف احضر طلب من الخارج ولن اتاخر، ساعود على الفور، وكانت تحادث احد في الهاتف المحمول وتقول له في عجالة " انا جاية حالا"، وهذا يدل انها ذاهبة الى مكان قريب وليس بعيد، ولم تأخذ معها سوي تليفونها فقط، وفي تمام الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، ورد الى ذهنى احتمال بعيد ان تكون ذهبت الى منزل والدتها التي تعيش في كفر شكر بالقليوبية، وكان احتمال بعيد، ولكن في هذا الوقت لا املك بديل اخر، وبالفعل اتصلت بـ"حماتي" في هذا التوقيت، وسالتها هل "ام سالم" حضرتك اليكي.. ؟ فردت عليه في انبهار تام بكلمة "نعم"، انت بتهرج عندي ازاي.
وفي صباح اليوم الثاني جاءت "سيدة" واخذت اولادي لتوصلهم الي المدرسة، وجاءنى هو الاخر، وطلب منى ان نبحث مرة ثانية، وقال لي "تامر" شقيق المتهم، تعالى نبحث ممكن تكون اترمت في أي مصرف على بحر مسطورد، وبحثنا في كل مكان، وبدا كل اقاربنا من اسرة زوجتى وعائلتي، بالتجمع في المنزل، وقمت بتحرير محضر تغيب بعد مرور 24 ساعة، بدات الشكوك تدور حول "محمد وسيدة" لانهم كانوا اخر من شاهدوا زوجتى "المجنى عليها"، وعندما كان يوجه احد السؤال الي "سيدة" كانت تجيب "هي زعلانة من زوجها ويومين ترتاح وهترجع" .. وزاد الشك بعدما قالت هذ الكلام، نظرا لانه غير صحيح ولايوجد اية مشاكل مع زوجتى، وعندما سالتها الم تحضر اليكي حتي تأخذ فلوس الجمعية..؟ اجابتني جمعية ايه الفلوس زوجتك اخذتها من بدري.
وبعد مرور يومان من تغيبها، وتحديدا يوم الاثنين، سالنى المتهم وصلتوا لاي حاجة، ربنا يطمنكم عليها، وفي تمام الساعة السادسة مساء، جاءت قوة من قسم شرطة المطرية، وداهمت منزل المتهمين، وحدث تجمع كبير، واختفت "سيدة" من المنزل، لايوجد لها اثر، ولم أتوقع انهم قتلوا زوجتى ودفنوها معهم في المنزل، وبعدها بساعات تم القبض على "محمد" واعترف بارتكابه للواقعة، ونفى التهمة عن زوجته الهاربة، كما هرب أيضا من المنزل والديه، وهناك اقاويل ان ابنته شاهدت الواقعة، وهى محتجزة في المستشفى بعد دخولها في صدمة، والنيابة في انتظار ان تستقر حالتها حتى يستمعوا لاقوالها.
شهود العيان يروون للدستور تفاصيل الواقعة
وقال احد شهود العيان، الذي شاهد مسرح الجريمة، ان شقة المتهمين بها ثلاث مصاطب اسمنتية، المجنى عليها كانت في المصطبة المتواجدة ناحية الشمال، وكانت على شكل "كنبة" وامر رئيس مباحث المطرية المقدم "محمد رضوان" باحضار بتكسير تلك المصطبة الاسمنتية، وتبين وجود جثمان المجنى عليها، ملقاة على وجهها وتحتها طبقة من الجير المستخدم في اعمال البناء.
وهناك اثار ضربة قوية اسفل منتصف الراس، باداة حادة، قد تكون هي التي أدت الى وفاتها، وتم ندب الأدلة الجنائية والطب الشرعي، وتشريح الجثة، وصرحت النيابة بدفنها.
وطالبت والدة المجنى عليها بالقصاص العادل، واعدام المتهمين، وضبط واحضار "سيدة" وشقيق المتهم الأول الذي فر هاربا هو الاخر، وقالت بصوت اجهشه البكاء والالم حسرة على فقدان "نجلتها" التي لقت مصرعها بهذه الطريقة البشعة "حسبي الله ونعم الوكيل".