السيسي يشهد ندوة في بكين حول الاستثمارات المصرية الصينية المشتركة
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، الندوة التي نظمتها السفارة المصرية في بكين حول تنمية الأعمال المصرية الصينية المشتركة، والتي حضرها عدد من رؤساء كبريات الشركات الصينية، إضافة إلى الوفد الرسمي المرافق للرئيس.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن رؤساء الشركات الصينية أعربوا للرئيس السيسي عن عميق امتنانهم لحرص سيادته على الالتقاء بهم أثناء زياراته إلى الصين، وهو الأمر الذي يعكس اهتمام الرئيس والحكومة المصرية ودعمهما ورعايتهما للشركات الصينية العاملة في مصر. مشيرًا إلى أن رؤساء الشركات الصينية أشادوا بما شهدته مصر من تقدم على الصعيد الاقتصادي والتجاري خلال العام الماضي، مثنين على قدرة المصريين على إنجاز مشروع قناة السويس الجديدة خلال عام واحد فقط، ومشيرين إلى أن هذا المشروع يتكامل مع مبادرة الرئيس الصيني لإعادة إحياء طريق الحرير.
وقال السفير يوسف، إن رؤساء الشركات الصينية أعربوا عن رغبتهم في زيادة أعمالهم واستثماراتهم في مصر، مشيرين إلى الفرص الواعدة المتاحة في مختلف المجالات، لاسيما في ضوء استقرار الأوضاع في مصر وتعافى الاقتصاد تدريجيًا.
كما هنأ رؤساء الشركات الرئيس على الاكتشاف الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا لأكبر حقل للغاز في البحر المتوسط، مؤكدين ثقتهم في قدرة مصر على مواصلة عملية التنمية الاقتصادية بنجاح، واستعرض رئيس صندوق التنمية الصيني الأفريقي المشروعات التي يقوم الصندوق بتمويلها في مصر.
وأضاف المتحدث: إنه ردًا على استفسارات رؤساء الشركات الصينية، أكد الرئيس أن عمق العلاقات الإستراتيجية بين مصر والصين ينعكس على مجالات العمل والاستثمار بين الجانبين، حيث تحرص مصر على تنفيذ التزاماتها بجدية وتعمل على تذليل العقبات التي قد تعترض أعمال الشركات الصينية.
واستعرض الرئيس الجهود التي تتخذها الحكومة لتيسير إقامة المشروعات التنموية والاستثمارية في مصر، ومن بينها الانتهاء خلال ثلاثة أشهُر من حفر قناة الاقتراب الجانبية بقناة السويس لتيسير دخول السفن إلى ميناء شرق بور سعيد، الذي سيتم الانتهاء من أعمال تطويره وتوسعته بحلول أكتوبر ،2016 ليصبح من أكبر الموانئ على البحر المتوسط، فضلاً عن تطوير ميناء العين السخنة، وإنشاء منطقتين صناعيتين كظهير للميناءين في إطار مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس.
وقال السفير علاء يوسف: إن الرئيس أشار إلى اِستعداد الحكومة المصرية لتنفيذ البنية التحتية اللازمة للمنطقتين الصناعيتين خلال عام ونصف العام، بحيث يتم تقديم مناطق صناعية مُطورة وجاهزة لبدء العمل والاستثمار فيها مباشرةً، وقال الرئيس: إن الاكتشاف الذي تم الإعلان عنه مؤًخاً بشأن حقل الغاز في البحر المتوسط لن يكون الأخير، حيث تتواصل أعمال البحث والتنقيب عن مصادر الطاقة.
وذكر المتحدث أن الرئيس السيسي استعرض عددًا من المشروعات الوطنية الكبرى الجاري تنفيذها، ومن بينها مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان، والذي يهدف إلى إقامة مجتمعات متكاملة على كافة الأصعدة الزراعية والصناعية والعمرانية، مشيراً إلى أنه من المقرر أن يتم الانتهاء من البنية التحتية اللازمة للمشروع خلال عام ونصف العام، وداعيًا الشركات الصينية إلى الاستثمار في هذا المشروع الواعد.
وأضاف الرئيس: إن مصر تعتزم إنشاء عدد من المدن الجديدة من أجل استيعاب النمو السكاني وتخفيف التكدس في الوادي الضيق، ومن بينها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة الذي ستشمل مرحلته الأولى ستة ملايين متر مربع خلال العامين القادمين، فضلاً عن مدينة العلمين الجديدة، مشيرًا إلى أن الرئيس أوضح أن الإجراءات والتشريعات التي اتخذتها مصر، ومن بينها قانون الاستثمار الموحد ونظام "الشباك الواحد" من شأنها تيسير الاستثمار وإزالة العوائق البيروقراطية.
وقال المتحدث: إن الرئيس نوّه إلى تحسن مؤشرات أداء الاقتصاد المصري وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وإن أوضح أنها ليست كافية، وأن مصر تسعى إلى مضاعفتها وزيادة معدلات النمو.
يذكر أن وزير التجارة والصناعة ألقى كلمة في بداية الندوة أشاد فيها بالطفرة التي شهدتها العلاقات الثنائية بين مصر والصين، والتي ارتقت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية عقب زيارة الرئيس للصين في ديسمبر الماضي، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري ليسجل 11.6 مليار دولار في عام 2014، بزيادة تقدر بـ 13% مقارنة بعام 2013.
وأثنى الوزير على عدد من المشروعات والاستثمارات الصينية في مصر، والتي أضحت نموذجًا للمشروعات الناجحة في عدد من المجالات، ومن بينها الألياف الزجاجية وقطاع البترول وتطوير المنطقة الاقتصادية الخاصة بشمال غرب قناة السويس.
وأكد الوزير أن مصر بما توفره من فرص استثمارية وحوافز وضمانات للمستثمرين تمثل مجالاً رحبًا لنمو القطاع الإنتاجي الصيني في ظروف تشهد فيها اقتصاديات العالم تباطؤًا مقلقًا.