الموتوسيكل.. قصة قصيرة
غمز لها بطرف عينه وهو راكب على الموتوسيكل وأشار لها بيده.. نظرت حولها.. إنه يقصدها هى لكنها فى طابور العيش.. وفى أول الطابور الممتد.. كيف تترك دورها وتتبعه.. ولكن لم لا.. فلتجرب ما لم تجربه من قبل.. لقد تخطت الأربعين.. وأصبحت كل صديقاتها أمهات.. وجرت إليه بسرعة وركبت خلفه على الموتوسيكل.. فانطلق بها كالسهم إلى آخر الشارع الطويل.. ثم توقف فى وسط الميدان الكبير وقال: انتظرى هنا.. لقد نسيت المحفظة وبها رخصة الموتوسيكل.. انتظرينى خمس دقائق وسأعود لكى نذهب إلى أى حديقة أو مكان عام لنتحدث بحرية.
انتظرته ساعة كاملة ولما فقدت الأمل فى عودته.. رجعت إلى الفرن فوجدته مغلقاً.. ولكن كيف ستعود إلى زوجة أخيها دون الخبز.. إنها مصيبة كبرى.. فجأة فتح صاحب الفرن الباب.. وقال: نعم يا بنتى.. قالت: وقفت فى الطابور لكنى لم أحصل على الخبز.. فقال: بعدما ركبتى الموتوسيكل مع خطيبك عاد وحده وأخذ الخبز بدلاً منك.. فقالت: هو ليس خطيبى.. فقال الرجل: أستغفر الله العظيم أنت منهم؟ أستغفر الله العظيم لطفك يارب اللهم الطف على ولايانا يا رب يالا يالا يابنتى روحى لحالك أنا راجل كبير وحجيت بيت ربنا ومش بتاع الحاجات دى أستغفر الله العظيم أستغفر الله العظيم.
وفجأة لمحته يطير بالموتوسيكل ووراءه فتاة جميلة شعرها سائح وتتمايل بيدها على خصره فجرت وراءه وصاحت بأعلى صوتها أنت يا جدع.. العيش عايزة العيش بتاعى يا بن الكلب.