بالصور.. تفاصيل لقاء وكلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي مع بوتين
توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ظهر اليوم، الأربعاء، 26 أغسطس، إلى الكرملين، والتقى بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في جلسة مباحثات ثنائية دامت لأكثر من ساعتين.
واستغرقت جلسة مباحثات الرئيسين، أكثر من ضعف الوقت المحدد لها، ثم تلاها اجتماعٌ موسع بحضور وفدي البلدين.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس بوتين رحب بالرئيس، مؤكداً على أهمية الزخم السياسي الناتج عن الزيارات المتبادلة بين البلدين، ولاسيما على مستوى القمة، وانعكاساتها الايجابية على تطور العلاقات الثنائية بينهما في مختلف المجالات.
وأوضح أن الرئيس الروسي أشاد بافتتاح قناة السويس الجديدة، مؤكداً على حكمة القيادة السياسية المصرية ورؤيتها الثاقبة إزاء مشروع القناة.
وأكد الرئيس الروسي على دور مصر كدولة محورية رائدة في منطقة الشرق الأوسط، وكركيزة أساسية من ركائز تحقيق الأمن والاستقرار فيها، مشدداً على أن العلاقات بين البلدين ستشهد المزيد من النمو والتطور خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد على عمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين، وأهمية استثمار المرحلة الراهنة لدفع العلاقات إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً واستشراف مجالات جديدة للتعاون بما يحقق الآمال المرجوة التي يطمح إليها الشعبان.
وأشار إلى توجيه الرئيس السيسي الشكر لنظيره الروسي على المشاركة رفيعة المستوى لروسيا في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة ممثلةً في رئيس الوزراء الروسي.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، أكد الرئيس الروسي على الدور المحوري الذي تقوم به مصر لدحر الارهاب والحيلولة دون انتشاره، منوهاَ إلى أن بلاده تساند مصر بشكل كامل وتدعم جهودها المبذولة لمكافحة الإرهاب.
وقد توافقت رؤى الرئيسين على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للقضاء على الإرهاب لاسيما في ضوء انتشار الجماعات الارهابية والمتطرفة في العديد من مناطق العالم.
وعلى الصعيد الثنائي، ذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس بوتين أشاد بنمو معدلات التبادل التجاري بين البلدين، والتي زادت بنسبة 86% خلال عام 2014، مشيراً إلى أن تراجع هذه المعدلات قليلاً في الآونة الأخيرة إنما يُعزى إلى التقلبات التي يشهدها سعر صرف العملة الروسية.
وذكر الرئيس الروسي أن قطاع السياحة يحتل مكانة متقدمة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث زادت السياحة الروسية الوافدة إلى مصر بنسبة 35% خلال عام 2014 لتستقر عند ثلاثة ملايين ونصف المليون سائح، مشيراً إلى أهمية افتتاح القنصلية الروسية في الغردقة.
وأضاف بوتين أن هناك العديد من أوجه التعاون الثنائي التي تحقق تقدماً ومن بينها التعاون في قطاع البترول، فضلاً عن مساهمة روسيا في توفير 40% من احتياجات مصر من القمح، مؤكداً رغبة بلاده في المساهمة في مشروع إنشاء المركز اللوجيستي العالمي لتخزين وتداول وتجارة الحبوب الذي سيُقام في دمياط، وهو الأمر الذي رحب به السيد الرئيس منوها إلى الاجراءات التي تتخذها لتوفير مناخ جاذب للاستثمار.
كما تباحث الرئيسان بشأن إنشاء منطقة صناعية روسية في مصر، ومناقشة أفضل المناطق المطروحة لإقامتها، وتم الاتفاق على إرسال وفد روسي إلى مصر لبحث أفضل سبل تنفيذ هذا المشروع الذي سيكون له العديد من الانعكاسات الإيجابية التي ستساهم في المزيد من دفع العلاقات قدماً بين البلدين.
وتوافقت رؤى الرئيسين على مواصلة التشاور والتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ومن بينها إنتاج الكهرباء.
وأكد الزعيمان التزامهما بدعم التعاون العسكري بين البلدين على كافة الأصعدة بما يحقق أعظم استفادة ممكنة للطرفين، كما أشادا بالتعاون العسكري الثنائي في مجال التدريب والمناورات المشتركة بين القوات المسلحة للبلدين.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن تاريخ التعاون العسكري بين البلدين يمثل دعماً كبيراً لتطوير التعاون بينهما في هذا المجال.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس بوتين أكد دعم بلاده لطلب مصر إنشاء منطقة للتجارة الحرة مع دول الاتحاد الجمركي الأوراسي التي تشمل روسيا وأرمينيا وكازاخستان وبيلاروسيا وقرغيزيا.
كما تم الاتفاق على اتخاذ الخطوات العملية اللازمة لتفعيل فكرة إنشاء صندوق استثماري مشترك بين كل من مصر وروسيا والامارات لصالح تنفيذ عدد من المشروعات التنموية والاستثمارية في مصر.
وعلى الصعيد الاقليمي، ذكر السفير علاء يوسف، أنه تم التباحث في عدد من القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي اتفق الرئيسان على أهمية تسويتها وإنهاء حالة الجمود الراهن الذي يخيم على جهود تحقيق السلام وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
كما تناولت المباحثات مستجدات الأوضاع في كل من سوريا وليبيا واليمن، حيث عكست المباحثات توافقاً في الرؤى حول أهمية الحل السياسي لهذه الأزمات بما يصون مقدرات شعوبها ويحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول.
ومن جانبها، نشرت الصفحة الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي، على "فيس بوك"، مجموعة من الصور التي تجمع الرئيسين المصري والروسي.
كما نشرت الصفحة، نص كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين.. كالتالي.
رئيس جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة
فى البداية أتوجه إليكم بخالص الشكر على دعوتكم الكريمة لزيارة موسكو مجددا والالتقاء بكم.. وهو اللقاء الرابع الذى يجمعنا .. مما يبرهن على خصوصية العلاقات القائمة بين شعبينا .. كما يشهد على الطفرة التى شهدتها العلاقــات الاستراتيجيــة التقليديــة بيــن بلدينـــا.
إن ثقتى كاملة فى أن لقائى بكم اليوم سيعطى دفعة إضافية لعلاقاتنا .. التى يسعدنى أنها شهدت على مدار العامين الماضيين نموا مستمرا ونقلة نوعية حقيقية .. نسعى للبناء عليها لترسيخ شراكتنا فى المستقبل .. خاصة فى ظل المواقف الشجاعة التى اتخذتها روسيا بقيادتكم لدعم خيارات الشعب المصرى .. فى وقت واجه فيه وطننا تحديات جسيمة وغير مسبوقة.
لقد تناولت والرئيس "بوتين" خلال لقائنا اليوم مختلف أوجه العلاقات الثنائية بين بلدينا الصديقين.. حيث أكدنا على العلاقات السياسية الراسخة بين الدولتين .. وتباحثنا فى الخطوات العملية والفعالة التى يمكن اتخاذها لتعزيز التعاون المصرى / الروسى فى كافة المجالات.
كما أكدت وفخامة الرئيس "بوتين" خلال مباحثاتنا.. على الاستمرار فى زيادة حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين.. كركيزة أساسية لعلاقات استراتيجية طويلة المدى بين مصر وروسيا.
وقد أبديت لفخامة الرئيس "بوتين" فى هذا الصدد ارتياحى للتقدم الذى أحرزناه بالفعل على هذا الصعيد فى الفترة الأخيرة .. بفضل التزام الطرفين بالعمل سويا .. نحو تفعيل آليات التعاون المشترك على مختلف المستويات .. وأعتقد أن المستقبل يحمل فرصا كبيرة وواعدة .. حيث نتطلع للبدء فى الخطوات العملية لإقامة المنطقة الصناعية الروسية فى منطقة قناة السويس .. فى إطار تصور واضح لتنفيذ استثمارات طموحة .. وزيادة حجم التبادل التجارى بين الجانبين.
وفى ذات الإطار.. فقد حقق عملنا المشترك فى الشهور الماضية تقدما ملموسا .. فيما يتعلق بمسار التعاون فى مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.. حيث نتطلع للاستفادة من الخبرة الروسية الكبيرة فى هذا المجال الحيوى.. وقد شملت مداولاتنا كذلك عددا آخر من المجالات المهمة.. التى نتطلع لأن يشهد التعاون المشترك فيها نقلة كبيرة خلال الفترة القادمة .. وستتم متابعتها باستفاضة خلال اجتماعات الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى بين البلدين .. التى ستستضيفها مصر قبل نهاية العام الجارى.
كما تطرقت مناقشاتنا إلى مختلف الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك .. وقد أسعدنى فى هذا الإطار ما لمسته من تلاق كبير فى المصالح والرؤى حيال هذه القضايا .. فقد ركزنا فى هذا الصدد بشكل خاص .. على ضرورة تحقيق تسوية سياسية للأزمة السورية وفق وثيقة جنيف.. وأكدنا على محورية القضية الفلسطينية لتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط .. وضرورة حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة.. وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القـدس الشرقيــة.. وبحثنا كذلك الوضع فى العراق واليمن وآخر التطورات على الساحة الليبية .. بالإضافة إلى سبل مواجهة ظاهرة الإرهاب الذى يهددنا جميعا .. وهى الظاهرة التى اتفقنا فى الرؤى على ارتباطها باستمرار هذه البؤر المتوترة فى منطقة الشرق الأوسط .. بما يملى علينا تكثيف التشاور والتعاون بيننا .. لإيجاد حلول جذرية للأزمات فى المنطقة .. بشكل يضمن وحدة وسلامة أراضى دولها واستعادة أمنها واستقرارها.
فخامة الرئيس،
أود أن أنتهز هذه الفرصة لأعرب لكم عن الشكر للحضور البارز لروسيا فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة .. ممثلاً فى رئيس الوزراء الروسى .. وهو ما لقى تقديرا مصريا كبيرا على المستويين الرسمى والشعبى .. واسمحوا لى فخامة الرئيس .. أن أعرب عن خالص الشكر والتقدير على إهدائكم القطعة البحرية الروسية .. التى شاركت فى حفل افتتاح القناة .. وهى لفتة عميقة المغزى تلقاها المصريون كدليل على عمق ومتانة علاقات الود والصداقة بين شعبينا وبلدينا.
ولن يفوتنى أن أعرب عن الارتياح لما حققناه خلال الفترة الماضية .. لتفعيل وتعزيز التعاون العسكرى بين مصر وروسيا .. سواء فى مجال التسليح أو التدريب وتبادل الخبرات بين المؤسستين العسكريتين .. وإننى أتطلع إلى استمرار وتيرة هذا التعاون البناء وتطوير آلياته.. فى إطار حرصنا المشترك على تحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وتعزيز السلم والأمن الدوليين.
وختاماً، أكرر شكرى لفخامة الرئيس "بوتين" وللشعب الروسى الصديق على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة .. وأؤكد أن مصر وروسيا قد برهنتا فى الآونة الأخيرة على عزمهما الأكيد لترسيخ علاقات استراتيجية ثابتة .. قوامها التقارب السياسى والفكرى .. وتلاقى الأهداف والمصالح والإرث التاريخى من التعاون القائم على الصداقة والاحترام المتبادل .. وهو الأمر الذى تعتز به مصر كثيرا .. وأتطلع يا فخامة الرئيس للعمل الوثيق معكم من أجل البناء عليه .. لتطوير وتعظيم علاقاتنا فى المستقبل. وشكراً.