"طلعت ريحكتم".. عندما يثور اللبنانيون لإزالة "زبالة النظام"
"مظاهرات عارمة.. غضب شديد.. تخبط سياسي وإداري" .. هكذا أصبح الوضع السياسي في لبنان على "كف عفريت"، بعد اختناق العاصمة وضواحيها بأطنان النفايات، ووسط أزمة أصبحت لا تحتمل وخذي من المسئولين تجاه الأمر، كان لاستمرار التظاهرات في البلاد أمرًا لا مفر منه .. ولكن كانت للحكومة اللبنانية رأي أخر.
وبعد أيام من التظاهرات، سادت حالة من الهدوء الحذر في محيطَ سرايا الحكومة بساحة رياض الصلح ببيروت، بعد قيامِ قوات الأمن اللبنانية بتفريق المتظاهرين.
وقامت القوات الأمنية باعتقال عدد من المندسّين ضمن صفـوف المتظاهرين الذين ألقوا مفرقعات باتجاهها، وحاولوا إشعال الشريط الشائك، ورشق متظاهرون قوات الأمن بالحجارة والمفرقعات.
و باء اجتماع الحكومة اللبنانية الطارئ لمواجهة أزمة النفايات بالفشل، بعد إلغاء جميع المناقصات التي كان قد أُعلِن عنها مع شركات لرفع النفايات، وهو ما يُعيد الملف إلى نقطة الصفر.
وشهدت جلسة الاجتماع، انسحاب وزراء حزب الله والتيار الوطني الحر وتيارات أخرى.
وأكد جبران باسيل، وزير الخارجية اللبناني، أن أزمة النفايات هي "نتيجة سقوط مطالب اللبنانيين لمدة خمس سنوات، وعدم الاستماع إليها، وأضاف: "لا المناقصات مقبولة بنتائجها ولا الحل المطروح المؤقت، يجب أن نساعد كل المناطق، والقضايا تتم بمعالجة عملية بحلول مقنعة لا يكون فيها ضرر بيئي أو استخفاف واستهانة بعقول الناس واستعمال وسائل لا تليق بحكومة."
واستمرت حركة "طلعت ريحتكم" في طريقها، حيث دعت إلى استئناف الاحتجاجات، السبت المقبل، مطالبة بـ:
ـ التأكيد على حرية التظاهر والتجمع.
ـ إطلاق جميع المعتقلين من المتظاهرين فوراً وإبطال أي ملاحقة على أساس المشاركة في التظاهر أو التجمع أو الدفاع عن النفس في مواجهة العنف المستخدم ضدهم.
ـ الإسراع فورا إلى إجراء تحقيقات جدية وشفافة ومستقلة بهدف محاسبة كل من تورط بالعنف في مظاهرات اليومين الأخيرين، من مسؤولين سياسيين وأمنيين، وعلى رأسهم وزير الداخلية نهاد المشنوق، وتوقيف العناصر الذين أطلقوا النار فورا ومن دون أي تأخير.