"الرشق بالحذاء والتقيؤ" مواقف محرجة لقادة العالم .. والأمريكيون على رأس القائمة!
يتعرض الكثير منا للعديد من المواقف المحرجة على مدار اليوم، ولكن كم موقف منها يُخلد في التاريخ أو حتى في ذاكرتنا؟!.. فمثل هذه المواقف لا تمثل أكثر من لحظات أو دقائق، وبمجرد تخطي الموقف، نحاول بدورنا نسيانها، وطردها من ذاكرتنا، ولكن إذا حدثت هذه المواقف أمام الكاميرات، وعلى مرأى ومسمع الملايين، فإنها ستبقى حديثهم لفترة طويلة، وإذا حدثت للزعماء والقادة والساسة البارزين، ستكون حينئذ أضخم وأكثر إثارة للاهتمام، بل ربما تكون أيضًا نقطة فاصلة في تاريخهم.
حدثت بعض المواقف المحرجة لكبار القادة بدون قصد منهم، وأحيانًا أخرى كانوا سببًا في حدوثها، ولكن في بعض اللحظات جعلوا أنفسهم حمقى، وعلى مدار العصور، كان إلقاء الحذاء على القادة من أكثر المواقف إحراجًا وأكثرها حدوثًا، ولكن كيف تعامل كل منهم للتخفيف من حدة هذا الموقف؟!
بداية لا ينبغي ذكر مثل هذه الواقعة، بدون الحديث عن الموقف الحرج الذي تعرض له الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، عندما رشقه الصحفي العراقي، منتظر الزيدي، بحذائه، وهتف قائلًا له يا "كلب"، وذلك عندما كان بوش يصافح رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، أثناء انعقاد مؤتمر صحفي في بغداد في 14 ديسمبر 2008، فأصاب الحذاء، علم الولايات المتحدة خلف الرئيس الأميركي، بعد أن تفاده بسرعة فائقة.
وكما دخل الزيدي، التاريخ بعد هذه الواقعة، دخل أيضًا هذا الموقف في ذاكرة العالم، فظل حتى الآن يتربع على عرش المواقف المحرجة التي تعرض لها بوش في حياته، ولكن هناك طرف ثالث دخل أيضًا التاريخ من أوسع أبوابه، ألا وهو "الحذاء"، حيث وصل الأمر، لأن يعرض بعض الأثرياء العرب شراءه، بعدة ملايين من الدولارات.
ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي يتعرض فيها أحد حكام الغرب إلى الضرب بالحذاء، كوسيلة للتعبير عن الغضب والضيق من بعض الحكام؛ حيث تعرضت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، إلى الرشق بالحذاء من قبل أحد السيدات الكبار في السن، أثناء إلقاء كلمتها بمؤتمر في فيلادلفيا، وحوّلت كلنتون، الحادث الذي جرى أثناء مؤتمر لمعهد إعادة تصنيع النفايات إلى "مزحة"، وقالت ضاحكة :"لم أكن اعتقد أن تصنيع النفايات موضوع استفزازي إلى هذا الحد".
وعلى شاكلة هذا الموقف، تعرض الرئيس الإيراني، أحمدي نجاد، أيضًا للموقف ذاته على يد أحد السوريين، خلال زيارته لمصر لحضور قمة المؤتمر الإسلامي؛ حيث قام طالب سوري بالصراخ فيه واتهامه بقتل السوريين بعد تدعيم الرئيس الإيراني لقوات بشار الأسد، كما تعرض أيضًا المرشح الرئاسي السابق، أحمد شفيق، للرشق بالحذاء من أحد المعارضين له، وذلك أثناء حضوره لأحد المؤتمرات التي عقدها بمحافظة أسوان كوسيلة من وسائل الدعاية في الانتخابات الرئاسية السابقة.
ومن المواقف المحرجة التي لعبت دورًا في حياة القادة، قبل اجتماع قمة قادة الدول الصناعية الكبرى "جي " عام 2009 في روما، كان وزير المالية الياباني، شويتشي ناكاجاوا، منتشرًا في كل مكان..يعطي تصريحاته ويجيب على الأسئلة الموجهة إليه، ولكنه فجأة...استغرق في النوم، وعلى الرغم من أنه ألقى اللوم على الدواء الذي كان يتناوله وقتها، إلا أنه استقال بعد هذا الموقف ليحل محله وزير الاقتصاد كاورو يوسانو، وكان هذا الموقف هو السبب وراء استقالته من الحياة السياسية.
ومن المواقف التي أظهرت حقيقة أصحابها، كان ما فعله وزير الخارجية الإسرائيلي "أفيجدور ليبرمان"، عندما سمع صفارات الإنذار، أثناء عقده مؤتمرًا صحفيًا، مع نظيره النرويجي في عسقلان، حيث جاء رد فعلهما، كذلة أمسكت عليهما، وذلك بعدما هربا جريًا من المكان، وتوجها إلى الملاجئ.
كما اضطر ليبرمان أيضًا، إلى أن يبقى داخل "الحمام" بمنزله، عقب دخوله إليه لأخذ "دش"، بعد أن سمع صفارات الإنذار تدوي في المنطقة التي يقطن فيها أثناء عملية الجرف الصامد، فهل "صفارات الإنذارات" تعد نقطة ضعف ليبرمان ؟؟.
وكانت هناك مواقف لم يكن للقادة يد في حدوثها، فخلال زيارة لطوكيو في عام 1992، شعر الرئيس الأمريكي رقم 41 جورج إتش دبليو بوش، بالمرض الشديد في حفل عشاء مع رئيس الوزراء الياباني كييتشي ميازاو، وتطور الأمر "ليتقيأ" على رأس رئيس دولة أجنبية قبل أن يفقد وعيه، وعلق البيت الأبيض وقتها على هذه الحادثة بأن الرئيس هو في آخر الأمر مجرد بشر مثلنا جميعا.
وما حدث عندما تعرض الرئيس الأمريكي جيمي كارتر عام 1977 خلال زيارته لبولندا إلى أكثر المواقف إحراجًا على الإطلاق، والتي كانت بسبب أخطاء المترجم الذي نقل كلام الرئيس الأمريكي، فعندما قال كارتر إنه يريد معرفة المزيد عن رغبات الشعب البولندي للمستقبل؛ نقلها المترجم " أن كارتر لديه رغبه في البولنديين"، وعندما أعرب كارتر عن سعادته لكونه في بولندا، نقل المترجم الجملة كالآتي " إن كارتر سعيد لفهم أجزاء خاصة في جسد البولنديين"، و عندما تحدث كارتر عن ترك الولايات المتحدة للذهاب في رحلة، وقال المترجم إن كارتر يقول إنه تخلى عن أمريكا للأبد!
وكعادته كان للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، نصيب الأسد من المواقف المحرجة والمضحكة في نفس الوقت، حيث اعترف أوباما، بأنه تعرض لأحد المواقف المحرجة في أحد المطاعم، عندما رفض مطعمًا في نيويورك بطاقته الائتمانية، سبتمبر الماضي، عندما دخله بعد حضوره جلسة لمجلس الأمن الدولي، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقال أوباما، "لقد أعطيتهم بطاقتي الائتمانية لدفع الفاتورة إلا أنهم رفضوها، فأنا لا أستخدمها باستمرار، واعتقد أصحاب المطعم أن محتالًا ينتحل اسمي، ويستخدم بياناتي المالية، ولحسن الحظ زوجتي ميشيل كانت تحمل بطاقتها آنذاك"، في إشارة منه إلى أنها دفعت الحساب.
واضطر أوباما، أن يدافع عن موقفه أمام نادلة المطعم، فشرح لها أنه يدفع فواتيره الشهرية بانتظام، ثم قال: "حتى أنا أتأثر بمثل تلك المواقف".
وفي موقف أخر، كانت للرياح اليد العليا فيه، أنقذ أوباما، نفسه وزوجته ميشيل، من التعرض لموقف محرج، حيث تسببت الرياح في ارتفاع تنورة السيدة الأولى، فإذا بزوجها يضع يده أسفل التنورة ليمنعها من الارتفاع، ويمنع بذلك أيضًا صور محرجة قد تلتقطها عدسات المصورين.
وكشف الرئيس الأمريكي أيضًا عن مواقف محرجة، كان السبب الرئيسي فيها، لونه الأسود، ففي مقابلة مع مجلة أمريكية، قص باراك وميشيل أوباما تجربتهما الخاصة مع العنصرية، وأقر الرئيس الأمريكي بأن البعض ظن أنه نادل خلال حفل.
وصرحت ميشيل أوباما لمجلة "بيبول" المتخصصة في أخبار المشاهير، "قصدت مرة أحد متاجر "تارجيت" الكبيرة من دون التخفي في أي لباس، فكان الشخص الوحيد الذي أتى صوبي امرأة طلبت مساعدتي لأطال لها شيئاً عن الرف".