خبراء نفسيون يوضحون أسباب رفض الشباب للزواج وتفضيلهم للوحدة
تنطلق ألسنة الفتيات والشباب بعبارات يكون فحواها الأساسي كراهية الزواج، فكل طرف يعلن أن استقلاليته وحياته هي الأهم، اعتقادًا أن الشيء الوحيد الذي يضيفه كل طرف للآخر هو الحزن والألم والتعب، فنجدهم يرددون عبارات مثل: بلا جواز بلا قرف، ورجالة مش وراهم غير الهم، وأتجوز عشان راجل يتحكم في، بينما يتداول الشباب عبارات: بنات تافهة وعقولهم فاضية، وبنات ميهمهاش غير المظاهر، إلخ..
ذكر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن عبارة "مش عاوز أتجوز"، التي يطلقها معظم الشباب من كلا الجنسين، ما هي إلا نوع من السخرية والدعابة من الأقدار، والتي تجعل من الزواج وسيلة لإهلاك الطاقة النفسية والجسدية للمرأة والشاب، لكن تجد أعماقهم تصرخ دون صوت مطالبة بالزواج، فكل شخص يحزن إذا ما فاته سنة الحياة الكونية.
وأشار "فرويز" إلى أن هناك جزء من الشباب يقول تلك العبارة عن اقتناع، تدفعهم العديد من العوامل لجعل هذا الأمر حقيقة واقعة، فالرجال من كثرة مشاهدتهم لأفلام الفيديو وما تحويه من فتيات جميلات للغاية، يرغبون في الزواج بفتاة مشابهة لهم، إضافة إلى الضغوط الاقتصادية التي يواجهونها في بداية حياتهم، من عدم قدرتهم على تلبية متطلبات الفتاة، والتي تتسم في معظم الأحيان بالبذخ والإسراف.
وأضاف "جمال": الفتيات ينظرون إلى أنفسهم على أنهم قادرين على إدارة حياتهم والعيش حياة سعيدة دون الحاجة إلى رجل والاعتماد عليه، حيث يعتبرون أن الرجال لا يأتي من ورائهم سوى المتاعب، فضلًا عن احتمالية مشاهدة هؤلاء الفتيات لعنف يمارسه والدهم ضد والدتهم، فيتكون لديهم اعتقاد أنهم سوف يواجهون ذلك حال زواجهم.
وأكد استشاري الطب النفسي على ضرورة حرص الأمهات اللاتي يتعرضن للعنف على مرأى من أبنائهم ومسمع، أن يوضحوا لبناتهم بأن هذه ليست طبيعة الحياة الزوجية، والتي يجب أن تكون قائمة على الحب والود والاحترام، وهذا لا يزيد عن مجرد كونه شذوذ في القاعدة، والاستعانة بالأقارب لتأكيد ذلك وإعطائهم نوع من العاطفة الداعمة.
وقالت الدكتورة أماني عبد الرحمن أستاذ علم الاجتماع، إن "التنشئة الاجتماعية الخاطئة لكل من الشباب والفتيات هي السبب الرئيسي وراء إطلاق مثل هذه العبارات، والتي تتنافي مع طبيعة الحية البشرية، فالبنت ربتها والدتها على أن الزواج يعني الأخذ فقط، فلها الحق في مطالبة زوجها بأقصى درجات الرفاهية".
وأضافت "عبد الرحمن": الفتاة عندما لا تجد من يلبى طلباتها بمثل هذه الطريقة ترفض الزواج، وتقنع نفسها أن حياتها ستكون أسعد إذا ما عاشت بمفردها، فلها مرتبها الذي تنفقه على نفسها فقط، ومن ثم توفر لنفسها حياة سعيدة، فضلًا عن اعتقاد البعض الآخر أن الزواج يعنى تعب لا يحتمل ومطالب لا تنتهي، فيفضلون السلامة.
أما بالنسبة للشباب فرأت "أماني" أن ما يدفعهم لمثلك تلك الأقوال هو اصطدامهم بفتيات أبعد ما يكونوا عن المسئولية وتقدير الحياة الزوجية، حيث يجعلن استقلاليتهم هي الأساس في الحياة، بغض النظر عن مطالب واهتمامات أي شخص آخر عداهم، فإنهم يمتنعون عن الزواج لعجزهم عن إيجاد فتاة تناسبهم ولا تكلفهم مالا يطيقون.
وأكدت أستاذ الطب النفسي أن حل هذا الأمر يعتمد في الأساس على تربية الفتاة، وتعليمها المعنى الحقيقي للحياة الزوجية، والمتمثلة في الأخذ والعطاء والتشارك، وتعليمها أن تلبية حاجات زوجها والاهتمام بأولادها هما مهمتها الأولى في الحياة.