"العزيز بالله" أبرز حكام مصر في التوسع الخارجي
قدم مركز توثيق التراث الحضاري
والطبيعي التابع لمكتبة الإسكندرية، عرضا للسيرة الذاتية للخليفة الفاطمي العزيز
بالله الذي تولى حكم مصر عام 995 م والذي يعتبر عصره من أزهى عصور الدولة الفاطمية
في مصر.
وقال المركز، في بيان نشره اليوم عبر موقعه الإلكتروني
باللغة الإنجليزية، إن الخليفة العزيز بالله أبو منصور بن المعز لدين الله ولد في
مدينة المهدية بتونس، وقد ولي الخلافة بمصر بعد وفاة أبيه الخليفة المعز، واستمر
خليفة ما يقرب من أحد وعشرين عاماً، وقد اشتهر بالكرم، ويعتبر عصره من أزهى عصور
الدولة الفاطمية.
وأوضح البيان أن دولة الفاطميين في عهده قد تمتعت بالقوة والمنعة،
ومقارنة بعصر أبيه الذي تميز بالتنظيم الداخلي للدولة، فإن عصر العزيز يعتبر عصر
التوسع الخارجي، فقد امتدت حدود دولة الفاطميين في عهده من المحيط الأطلسي غرباً
إلى الخليج العربي شرقاً، ومن الشام شمالاً حتى اليمن والنوبة جنوباً، بل إن
العزيز فرض شروطه على الإمبراطور البيزنطي والذي خاف بأس العزيز.
وأضاف "بدأت دولة الفاطميين في ذلك الوقت تهدد الخلافة
العباسية فيما تبقى في يدها، وقد أغرى ذلك كله العزيز بأن يرسل رسالة هجاء وتهديد
للخلافة الأموية السنية في الأندلس وكان يريد بها أن تزول من الوجود لتبقى خلافة
واحدة في العالم الإسلامي هي الخلافة الفاطمية".
وأشار إلى أن دولة الأمويين الأندلسيين كانت لا تزال في عنفوان
شبابها، فرد عليه الخليفة الأموي بالأندلس رداً موجعاً عرض فيها بنسب الفاطميين
وأصلهم في عبارة موجزة قال له فيها : "أما بعد فقد عرفتنا فهجوتنا، ولو
عرفناك لأجبناك"
وقد تزوج الحاكم من مسيحية روسية على المذهب الملكاني
وعين أخويها بطريركين لكنيستي الإسكندرية وأورشليم، ولذلك عرف بالتسامح مع المسيحيين
واليهود.
ولكنه كان متعنتاً على نحو ما مع رعاياه المصريين السنة،
فقد أبطل صلاة القيام في رمضان ومنع أدائها في جميع مساجد مصر.
ومن أعماله إنشاؤه لجامع الحاكم والذي أكمله ابنه الحاكم ونسب
إليه، كما بدأ الفلكي علي بن يونس في تأليف أزياجه الفلكية في عهده، كما بنى القصر
الغربي الصغير كذلك في عهده.
ومات بحمام في بلبيس من مرض القولون "انسداد
الأمعاء" والحصاة؛ ونقل للقاهرة حيث دفن في تربة الزعفران بالقصر الشرقي
الكبير ومكانها خان الخليلي اليوم.