بروفايل ـ يوسف السباعي "فارس الرومانسية".. قصة كفاح قُتلت غدرًا
"إن إلهامًا في داخلنا يدفعنا أحيانًا للطريق الصحيح الذي يجب أن نسلكه"، تلك هي كلمات الراحل يوسف السباعي، الذي استطاع من خلالها أن يدخل قلوب قراءه في أسرع وقت، فتعشقه الفتيات لرقة كلماته، ويترقبه الشباب لأنه دائمًا يلمس ما بداخلهم من طموحات، ويحترمه الكبار لحكمته البالغة وحنكته الفذة، فكتابته تصف الواقع كله بما فيه من مآسي وما فيه من أفراح، فهو حقًا فارس للرومانسية والأدب الروائي.
ولد يوسف السباعي عام 1917، في حارة الروم الشعبية بالدرب الأحمر، تخرج في الكلية الحربية عام 1937، ومنذ ذلك الحين تولي العديد من المناصب منها التدريس في الكلية الحربية عام 1940 بسلاح الفرسان، وأصبح مدرسًا للتاريخ العسكري بها عام ١٩٤٣، ثم تم اختياره مديرًا للمتحف الحربي عام ١٩٤٩، وتدرج في المناصب حتي وصل إلى رتبة عميد.
واستكمل السباعي مسيرته، حيث لم يكن أديبًا عاديًا بل كان من طراز خاص وسياسيًا علي درجة عالية من الحنكة والذكاء، فعينه الراحل السادات وزيرا للثقافة عام 1973، ورئيس مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين، ورأس تحرير عدد من المجلات منها "الرسالة الجديدة، وآخر ساعة، والمصور، وجريدة الأهرام"، وقدم 22 مجموعة قصصية، وأصدر عشرات الروايات آخرها "العمر لحظة" سنة 1973.
كانت أعماله الأعلي توزيعًا، فضلًا عن تحويلها مباشرة إلى أفلام يصفها النقاد بأنها أكثر أهمية من الروايات نفسها، ومن أهم أعماله رواية "نائب عزرائيل، ويا أمة ضحكت، أرض النفاق، إني راحلة، وأم رتيبة، السقا مات، وأيضًا نحن لا نزرع الشوك".
وفي صباح يوم السبت 18 فبراير، نزل يوسف السباعي من غرفته الكائنة بالطابق الخامس بفندق "هيلتون" في دولة قبرص، متوجهًا إلى قاعة المؤتمر بالطابق الأرضي. كان المؤتمر قد بدأ بالفعل، لكن توقف السباعي في تلك الأثناء أمام منفذ بيع الكتب والجرائد المجاور لقاعة المؤتمر وحينها أطلقت عليه ثلاثة رصاصات أصابته في مقتل، وسرعان فارق يوسف السباعي الحياة، تاركًا أعماله وقراءه يتحدثون عنه، ويحيون ذكرى ميلاده.