أكاديميون: شمس الدين الحجاجي كان معلمًا وإنسانًا أثرى مجال الأدب الشعبي
![جانب من الحدث](images/no.jpg)
استهلت الباحثة د. أسماء النجار حديثها، المدرس المساعد بكلية الآداب بجامعة القاهرة، في لقاء تكريم الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي"، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، لإسهاماته البارزة في دراسة الأدب الشعبي والسير الشعبية، بالتعبير عن امتنانها العميق لـ “الحجاجي”، وكيف أنه كان له دور أساسي في دخولها مجال الأدب الشعبي، حيث أشرف على رسالة الماجستير الخاصة بها.
وقالت النجار: كان داعمًا علميًا وإنسانيًا، وعلمنا كيف نربط بين البحث الأكاديمي والتطبيق العملي. كان شغوفًا بكل ما كتبه، وكان الحب حاضرًا في تفاصيل حياته، سواء في حديثه أو في كتاباته عن السيرة الشعبية، وآخر لقاء جمعني به كان قبل يومين من وفاته، حيث كان لا يزال يتحدث عن قيمة الحب، التي اعتبرها جوهر شخصية البطل الشعبي في السيرة الهلالية.
وأشارت النجار إلى أن “الحجاجي” كان مفكرًا وباحثًا بارزًا في مجال الأدب الشعبي، وترك إرثًا ثقافيًا وعلميًا خالدًا، ومن أبرز أعماله كتاب "مولد البطل في السيرة الشعبية"، الذي تناول فيه ميلاد البطل في السير الشعبية العربية، مع تحليل عميق لهذا الجانب في التراث العربي.
وبدوره وصف د. محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية بالمعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، “الحجاجي” بأنه “شخصية متفردة في مجاله”، وتعلمنا منه كيف نحب الثقافة الشعبية المصرية، وكيف نرتبط بهويتنا الوطنية من خلال التراث الشعبي. كان أستاذًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكان يرى أن المعرفة الحقيقية تأتي من التجربة ومن البحث في جذور الثقافة.
وكشف شبانة أن “الحجاجي” عرض عليه أكثر من مرة أن يحفظ ويغني السيرة الهلالية، لكنه لم يفعل، معتبرًا أن هذا العرض يعكس مدى شغف الراحل بنقل التراث الشعبي للأجيال الجديدة، نحتاج اليوم إلى إعادة إحياء السيرة الهلالية بطرق جديدة، مثل تقديمها في المقاهي الشعبية، تمامًا كما يوجد مقهى خاص بأم كلثوم، حتى تظل هذه السيرة جزءًا من وجدان الناس.
ومن جانبه، تحدث د.مصطفى جاد، مقرر لجنة التراث الثقافي غير المادي بالمجلس الأعلى للثقافة، عن الجهود الكبيرة التي بذلها الحجاجي في توثيق السيرة الهلالية، ورؤيته المتفردة حول إعادة تقديم هذا التراث الشعبي للجمهور. وكيف كان يحلم بإعادة تقديم السيرة الهلالية في المقاهي، لأن الفن الأصيل يجب أن يصل إلى الناس مباشرة. كان يرى أن السيرة ليست مجرد نصوص تُحفظ، بل هي تجربة حية يجب أن تُروى وتُغنى في الأماكن العامة".
وشدد “جاد” علي أن: الحجاجي كان رائدًا في إدخال رواة الربابة إلى الجامعة، رغم المعارضة الأكاديمية في السبعينيات، وهو ما يعكس إيمانه العميق بأهمية التراث الشعبي وضرورة الحفاظ عليه كجزء من الهوية الثقافية.