رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز يكتب: الحشد الكاذب.. فضح وهم الإخوان الكبير

 محمد الباز
محمد الباز

- تلخصت قنبلة أبوالعلا ماضى فى أن يوسف ندا- كان أحد المتهمين فى محاولة اغتيال عبدالناصر 1954 الذى هرب بعدها من مصر ليصبح واحدًا من قيادات التنظيم الدولى

- لم يكن البرادعى هو الوحيد الذى حاولت الجماعة أن تنقذ نفسها بالتعاون معه فقبل سنوات كانت قد قررت أن تستعين بالأمريكان

من بين ما حرصت جماعة الإخوان الإرهابية طوال تاريخها على تصديره للمجال السياسى العام أنها الوحيدة القادرة على الحشد، وللأسف الشديد استسلمنا لها، وأصبحت حشود الجماعة الوهمية مصدر فزع للجميع. 

مؤكد أنك توقفت عند «الحشود الوهمية»، وتحت تأثير ما صدّرته الجماعة سألت نفسك: هل ما قالته الجماعة كان وهمًا بالفعل؟ 

لقد أقنعت الجماعة أتباعها أولًا بهذه القدرة، عندما وضعت أمامهم قاعدة «بيننا وبينهم الجنائز». 

على موقع «الإسلام سؤال وجواب» يمكننا أن نجد التأصيل التاريخى لهذه المقولة، فهى مروية عن الإمام أحمد بن حنبل، رواها الدارقطنى بسند صحيح، حيث قال: سمعت أبا على الصواف يقول: سمعت عبدالله بن أحمد يقول، سمعت أبى، رحمه الله، يقول: قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم الجنائز، وسمعت أبا سهل بن زياد يذكر ذلك. 

ويتفق أهل التاريخ على أن جنازة الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله تعالى، حضرها عدد هائل من البشر، حتى نص بعضهم على أن عددهم جاوز المليون، وأما مَن سعى فى نشر البدع فى عصره فقد هجر الناس جنائزهم. 

ويقول ابن كثير رحمه الله: وقد صدق الله قوله فى هذا، فإنه، رحمه الله، كان إمام السنة فى زمانه، وعيون مخالفيه أحمد بن أبى داؤد القاضى لم يحتفل أحد بموته، ولا شيّعه أحد من الناس إلا القليل، وكذلك الحارث بن أسد المحاسبى مع زهده وورعه وتنقيره ومحاسبته نفسه فى خطراته وحركاته، لم يُصلِّ عليه إلا ثلاثة أو أربعة من الناس. 

لكن لا بد أن نضع فى اعتبارنا أن الذى يظهر من سياق الكلام أن الإمام أحمد، رحمه الله، لا يقصد كل جنائز أهل السنة وأهل البدعة، فشهود الجنائز له أسباب حسية مشهودة، كمدى شهرة المتوفى، ومدى تمكن الناس من حضور جنازته، وتفاوت أحوال الناس فى أزمانهم وبلدانهم، ولذا قد يشهد جنازة غير الصالح من المشاهير العدد الهائل من الناس. 

وربما توفى الرجل الخامل من الصالحين، فلا يشهد جنازته إلا بعض أهل مسجده، فالذى يظهر من لفظ الإمام أحمد ومن الأحوال والمحن التى مر بها أثناء دعوته للسنة، أن يكون المراد بها زمنًا خاصًا، يكون مدار شهود الناس للجنائز، قدر الميت من العلم والدين، لا أمر الشهرة ولا السلطان، ولا نحو ذلك مما يزول بموت صاحبه، فلا يبقى للناس عناية بجنازته، ولا دافع لمجاملته أو مداراته، أو يكون بعض من ابتلى بالمحن، وصدَّ الناس عنه فى حياته من أهل السنة، إذا مات رغب الناس فى شهود جنازته، ولم يصدهم عن ذلك ما كان من ترهيب أو تنفير عنه، كما وقع لشيخ الإسلام ابن تيمية مثلًا وقد مات وهو فى السجن. 

الظاهر من كلام الإمام أحمد أنه يقصد أهل زمانه، حيث غلب على الناس الصلاح وحب الدين وحب العلماء العاملين، ويظهر ذلك جليًا فى حرص الناس على شهود جنازتهم، فلا تنطبق هذه المقولة على البلاد التى غلب فيها الكفر والفسق والمجون. 

يتضح لنا من كل ذلك أن المراد من هذه المقولة ليس عامًا فى كل الأزمان والأحوال، كما أنها ليست من نصوص الشرع والوحى المعصوم الذى يخبر بالأمر العام، فلا يخرج عنه ما يأتى فى مستقبل الزمان، بل الأقرب أنها مخصوصة بزمان معين أو حال مخصوص. 

كان الإخوان يعرفون ذلك، لكنهم خدعوا أتباعهم وخدعوا الناس جميعًا، وكعادتهم سرقوا ما قاله الإمام أحمد بن حنبل، وأخرجوه من سياقه وجعلوا منه شيئًا خاصًا بهم وحدهم. 

والمفارقة أننا لم نجد حشدًا فى جنازات الإخوان أبدًا. 

هذا الوهم كشفه بمرور خفيف عليه الكاتب الشهيد فرج فودة، فى مقاله «أبشر بطول سلامة يا برتا» الذى نشره فى أبريل ١٩٨٧. 

يقول فرج: «عندما توفى عمر التلمسانى، ٢٢ مايو ١٩٨٦، احتشد الآلاف لوداعه، وقدرهم البعض بعشرين ألفًا، وقدرهم البعض بعشرة آلاف، وأثار ذلك هلع بعض الساسة، وأسال لعاب آخرين، ولسوء حظى كنت فى مهمة عمل بالأردن فلم أتحقق من صحة أى من الرقمين، ولست بالمتحامل حتى أدّعى أن الإخوان لا جمهور لهم، فمصر الشاسعة الواسعة بتعدادها الهائل والمتزايد لا تعدم أنصارًا لأى فكر، بَيد أنه لو صح أعلى التقديرات فهو فى النهاية لا يزيد على نصف فى المائة من تعداد القاهرة». 

ويصل فودة إلى قلب القضية فيقول: «وإذا جاز أن تكون المقارنة بالجنازات، فأين جنازة التلمسانى مع احترامى الشديد لمقامه وجهاده من جنازة عبدالحليم حافظ، ناهيك عن جنازة عبدالناصر ذات الخمسة ملايين أو يزيد، لكنه الأسلوب القديم الجديد، القلة المنظمة فى مواجهة الكثرة المبعثرة، والأقلية المتحدة فى مواجهة الأغلبية غير المنتبهة، ومظاهرات القوة فى سبيل القوة، وأى قوة أعز لديهم منالًا من الحكم، ذلك الذين يسعون إليه حتى تسبح مصر فى الظلام، وحتى تتحطم قواها وينفرط عقد وحدتها، ويتنافس المتنافسون حول مدى العودة للوراء».

تفكيك قدرة الإخوان على الحشد فعلها أيضًا أبوالعلا ماضى. 

وهنا أستند إلى مقال كتبه الدكتور محمد السعيد إدريس فى جريدة الأهرام فى ١ أبريل ٢٠١٤ وضع له عنوانًا دالًا هو «الكذب والسياسة: الإخوان نموذجًا». 

وضع إدريس فى مقاله شهادة لأبوالعلا ماضى الذى قال إنه جمعته معه علاقة احترام وتقدير متبادل ترسخ طيلة سنوات عمل فى حركة «كفاية» قبل أن يفترقا مع وصول الإخوان إلى الحكم. 

يقول إدريس: «من خلال هذه العلاقة واللقاءات المكثفة طيلة ثمانية أشهر سبقت إعلان حركة كفاية وما تلاها من عمل ونشاط مكثف امتد لسنوات حتى تفجرت ثورة ٢٥ يناير أستطيع أن أقول إن المهندس أبوالعلا بات على تماس واقتراب مع الفكر القومى والفكر التقدمى من خلال عملنا المشترك فى كفاية، وكان التعبير البليغ عن هذا الاقتراب الفكرى تلك المقالة المهمة التى نشرها فى صحيفة العربى الناصرية، والتى حملت عنوانًا مثيرًا حرص على أن يشرح معناه فى مقدمة مقالته هو: بيننا وبينكم الجنائز». 

استخدم أبوالعلا ماضى هذا العنوان ليتحدث عن الزعيم جمال عبدالناصر الذى يراه، على عكس الإخوان، زعيمًا وطنيًا محترمًا، وقال إذا أخذنا بمقولة الإمام أحمد بن حنبل أن جنازة المرء شاهدة له أو عليه، فإن جنازة عبدالناصر التى لم يرَ التاريخ مثيلًا لها، تشهد للرجل، وأنها معيار مؤكد على مدى اقترابه من الله ورضوان الله عليه. 

ويحكى إدريس: «كان المهندس أبوالعلا سعيدًا بهذه المقالة، وأخبرنى فى لقاء مشترك لنا فى مكتبه القديم بشارع قصر العينى بالقاهرة قبل ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، بأقل من عام بما اعتبره هو قنبلة بحق الإخوان». 

تلخصت قنبلة أبوالعلا ماضى فى أن يوسف ندا- كان أحد المتهمين فى محاولة اغتيال عبدالناصر ١٩٥٤ والذى هرب بعدها من مصر، ليصبح واحدًا من قيادات التنظيم الدولى للإخوان وأسس بنك التقوى الذى أصبح به واحدًا من ممولى الإخوان- زاره فى مكتبه، وأن مقالته «بيننا وبينكم الجنائز» كانت محور نقاش حاد بينهما. 

وجه يوسف عتابًا شديدًا لأبوالعلا لدفاعه عن جمال عبدالناصر فى مقالته.

لكن أبوالعلا ردَّ عليه قائلًا: أرجوك أن ترد على هل مقولة الإمام أحمد بن حنبل صحيحة أم لا؟

فأجابه ندا: صحيحة. 

فكان رد أبوالعلا: ولماذا ننكر الأمر على جمال عبدالناصر؟ جنازة الرجل كانت أعظم جنازة فى التاريخ، وهذه الجنازة وفقًا لمعيار الإمام أحمد بن حنبل خير شاهد للرجل عند الله سبحانه وتعالى. 

غضب يوسف ندا من قوة حجة أبوالعلا، لكنه عاب عليه دفاعه عن عبدالناصر الذى يراه مسئولًا عن تعذيب الإسلاميين فى سجونه. 

لكن أبوالعلا فاجأه بالسؤال: بالنسبة لروايات تعذيب الإخوان تستطيع أن تقول إنها كانت صادقة وبأى نسبة؟ ويا ريت تخصص الحديث عن روايات التعذيب الواردة فى كتاب «أيام من حياتى» لزينب الغزالى. 

هنا بالتحديد كانت القنبلة، إذ انفجر يوسف ندا ضاحكًا، وقال: أنا مؤلف هذا الكتاب. 

كانت صدمة أبوالعلا ماضى هائلة، طبقًا لما رواه محمد السعيد إدريس، فرد عليه بقوله: كيف تؤلف وأنت مقيم فى سويسرا كتابًا يحتوى كل هذه التلفيقات عن الرجل، وأنت بعيد عن تفاصيل أحداث عام ١٩٦٥، التى تحدث عنها كتاب زينب الغزالى؟ أليس هذا محرمًا دينيًا؟ 

وهنا كانت الصدمة الثانية أو ما يمكننا اعتبارها الصفعة الثانية التى تلقاها أبوالعلا ماضى، فقد قال له يوسف ندا: اللى تغلب به العب به. 

ظلت الجماعة لسنوات طويلة تتعامل مع مسألة قدرتها على الحشد، حتى ظهر هزالها تمامًا فى موقفين مشهورين. 

الموقف الأول بعد غزو الأمريكان للعراق فى مارس ٢٠٠٣. 

فقد احتشد المتظاهرون بالآلاف فى ميدان التحرير للتنديد بالغزو، بعد دعوة من المهندس كمال خليل، الناشط اليسارى ووكيل مؤسسى حزب العمال والفلاحين، وهى الدعوة التى وافقت عليها القوى السياسية. 

أظهرت هذه المظاهرات قدرة القوى السياسية على الحشد، بدأت الدعوة إلى التظاهر من خلال الاتصالات التليفونية، وإرسال مجموعة كبيرة من رسائل «إس إم إس» والإيميلات لدعوة الناس إلى النزول والتظاهر ضد الحرب على العراق، على أن يكون التجمع فى ميدان التحرير وقد حدث ذلك. 

المفاجأة أن الإخوان المسلمين لم تشارك فى هذه المظاهرات. 

والمفاجأة الأكبر أن الجماعة قررت أن تقيم مظاهرة كبيرة للتنديد بالغزو فى استاد القاهرة، وهى المظاهرة التى لم تتم إلا بعد أن حصلت على موافقة من أمن الدولة، أى أن الإخوان لم تحشد أنصارها إلا بموافقة نظام مبارك. 

الموقف الثانى كان فى العام ٢٠٠٨. 

وقتها قررت «جماعة ٦ أبريل» أن تتظاهر فى نفس اليوم- ٦ أبريل ٢٠٠٨- وهو ما حدث بالفعل، وكان اليوم مشهودًا بالفعل، فقد تدفق أعضاء الجماعة فى أكثر من ١٥ محافظة، يعلنون رفضهم نظام مبارك، ووصلت ذروة الأحداث فى مدينة المحلة بمحافظة الغربية، عندما أحرق المتظاهرون صور مبارك، وقاموا بتكسير صورة كبيرة له كانت مُقامة فى أحد الميادين وداسوا عليها بأقدامهم. 

كان ما فعله المتظاهرون مُحرجًا لنظام مبارك بشكل كبير، وهو ما دفع الحكومة برئاسة أحمد نظيف إلى الانتقال إلى مدينة المحلة، وعقد مؤتمر حاشد، قدمت فيه وعودًا كثيرة للمواطنين هناك، اعتقادًا منها أن الأزمة فى المحلة وحدها، متجاهلة ما حدث فى المحافظات الأخرى. 

حرج نظام مبارك لم يكن يقاس أبدًا بالحرج الكبير الذى وجدت جماعة الإخوان نفسها فيه بعد هذه المظاهرات. 

فقد بدا للجميع أن الجماعة التى ادعت طويلًا أنها الوحيدة القادرة على الحشد تحطمت تمامًا أمام قدرة جماعة ٦ أبريل التى استطاعت أن تحشد مئات الآلاف فى المحافظات المختلفة، فكان أن قررت الجماعة أن تقوم بمظاهرات فى محافظات مختلفة، لتؤكد للجميع أنها لا تزال تمتلك ناصية القدرة على التظاهر وحشد الأنصار، لكنها فشلت فى أن تحدث الأثر الذى أحدثته الحركة الشبابية الجديدة. 

هنا يمكننا أن نتلمس الطريق إلى حقيقتين: 

الأولى، هى أن الحديث عن قدرة الجماعة الإرهابية على الحشد كان وهمًا من الأساس، لكنها استطاعت أن تجعل من هذا الموقف حقيقة وتسوقه للجميع الذين انخدعوا به، ولو استشهد أحد بما حدث بعد ٢٥ يناير، سنجد أننا أمام واقع مختلف، فلم تكن الجماعة وحدها فى الساحة، ولكن كان هناك آخرون تحالفوا معها، وقفوا معها واجتمعوا مع صفوفها. 

والثانية، أن ظهور عدم قدرة الجماعة على الحشد كان تأكيدًا على أن الأسس التى قامت عليها بدأت فى التفكك أمام الجميع، وأنها لم تكن تحشد أنصارها إلا بعد التوافق مع نظام مبارك وأجهزته الأمنية التى كانت تسمح لها بالتظاهر، وهو ما كانت توظفه بشكل أو بآخر. 

ولم يكن غريبًا أن يتواجد مسئولون كبار فى الدولة فى أحداث الإخوان الكبرى. 

لقد ظلت الجماعة تحتج بأن جنازة وعزاء مرشدها الثالث عمر التلمسانى كانت حدثًا يؤكد قدرتها على جمع الأنصار والمؤيدين، لكن المفاجأة أن مسئولين كبارًا فى الدولة شاركوا فى جنازة التلمسانى، والخبر هنا أنقله لكم من «ويكيبيديا الإخوان المسلمين» حيث نقرأ: لم تشهد مصر جنازة مثل جنازة الأستاذ عمر التلمسانى، هذا الرجل الذى اجتمع على حبه القريب والبعيد، الرسميون والشعبيون، المسلمون والأقباط، فحينما توفى عام ١٩٨٦ وأعلن عن خروجه من مسجد رابعة العدوية، شارك فى هذه الجنازة كثير من رجال الدولة أمثال رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب، والشيخ أحمد حسن الباقورى، والأستاذ إبراهيم شكرى والأستاذ أحمد الصباحى، والشيخ محمد متولى الشعراوى، هذا غير إخوان ومحبى وتلاميذ الأستاذ التلمسانى. 

لا يمكن أن يقيس الإخوان على جنازة عمر التلمسانى، الجماعة تقول إن مصر لم تشهد مثلها رغم أن الحاضرين فيها لا يمكن أن يزيدوا على ١٠ آلاف، فالتلمسانى كان نمطًا مختلفًا وكان منفتحًا على الجميع، وأعتقد أن كثيرين ممن شاركوا فى جنازته وعزائه فعلوا ذلك ليس من أجل جماعة الإخوان، ولكن من أجله هو. 

لا يمكننى أن أتجاهل سنوات الجماعة الأخيرة قبل ثورة ٢٥ يناير، وهى السنوات التى أسهمت بشكل كبير فى تفكيك الجماعة، وأعتقد أن السبب الأساسى فى ذلك كان يعود إلى طبيعة القيادات التى تولت أمرها، فمن ناحية كانت هذه القيادات هشة جدًا، لا كاريزما ولا قدرة على التأثير، وهو ما دفعها إلى حلقات من الصراع الذى شتت الجماعة وفتتها، وزاد عدد المنشقين عن صفها، وهو ما جعلها تواجه أكبر حملة من كشف حقيقتها، وكانت لهذه الحملة مصداقيتها الكبيرة، لأن من قاموا بها كانوا ينتمون للجماعة من الأساس. 

حالة التشتت التى عاشتها جماعة الإخوان والتى كنا نعرفها جيدًا جعلتنا على يقين أن هذه الجماعة لا تمتلك قدرة ذاتية على الفعل أو الحركة أو التأثير، وهو ما دفعها إلى الاستعانة بقوى من خارجها، علها تنقذها من الورطة التى وجدت نفسها فيها. 

ألقت الجماعة بنفسها فى أحضان محمد البرادعى الذى أعلن أنه عائد لمصر ليرشح نفسه للرئاسة، وأنه يسعى لتغيير النظام، استضافته فى مقر كتلة نوابها فى جسر السويس، ودعا قادتها أعضاءها إلى تحرير توكيلات باسمه وهى التوكيلات التى طلبها البرادعى ليتحدث بشكل شرعى عن الشعب المصرى. 

لم يكن البرادعى هو الوحيد الذى حاولت الجماعة أن تنقذ نفسها بالتعاون معه، فقبل سنوات كانت قد قررت أن تستعين بالأمريكان، فقد وجدت «الإخوان» أن هذا هو الطريق الوحيد الذى يمكن أن ينقذها من سنوات التيه التى دخلتها دون أن يكون لها مخرج منها، فعلت ذلك معتقدة أنها بذلك ستكون فى مأمن، لكن المفاجأة أن مقتلها جاء من مأمنها. 

أما ماذا فعل الإخوان مع الأمريكان؟

فهذه قصة رغم أنها أصبحت معروفة للجميع، إلا أننا لا يزال لدينا الجديد فيها.