رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحقيقات حادث تحطم الطائرة الكورية الجنوبية تُسلط الضوء على دور الساتر الترابي

حادث طائرة
حادث طائرة

تتواصل التحقيقات في حادث تحطم طائرة "جيجو إير"، الذي يُعد الأكثر دموية في تاريخ كوريا الجنوبية، حيث توفي 179 شخصًا من أصل 181 كانوا على متن الطائرة، وقد تحطمت الطائرة بعد هبوط اضطراري في مطار موآن الدولي، واصطدامها بحاجز ترابي خرساني في نهاية المدرج أدى إلى اشتعال النيران فيها.

الساتر الترابي تحت المجهر

ويركز المحققون على دور الساتر الترابي في الحادث، وهو هيكل تم بناؤه لاستيعاب معدات الملاحة الجوية.

وذكرت صحيفة "تشوسون إلبو" أن دليل تشغيل المطار أشار في وقت سابق من هذا العام إلى أن الساتر قريب للغاية من نهاية المدرج، إذ يبعد 199 مترًا فقط، وعلى الرغم من ملاحظات السلامة، لم يتم اتخاذ أي خطوات لتعديل الموقع.

وتوصي منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) بوجود منطقة أمان تبلغ 240 مترًا بعد نهاية المدرج، لكن المعايير الإلزامية تقتصر على 90 مترًا فقط. هذا التباين أثار تساؤلات حول مدى استعداد المطار لتجنب الحوادث.

ظروف الهبوط الغامضة

وتشير التقارير الأولية، إلى أن الطائرة لامست المدرج بسرعة عالية ودون تفعيل معدات الهبوط أو استخدام اللوحات الجانبية لتقليل السرعة، ولا يزال المحققون يبحثون في أسباب هذا الهبوط غير المعتاد، بما في ذلك احتمال تعطل أنظمة التحكم بالطائرة أو خطأ في تقدير الطيار.

ووصل فريق من مجلس سلامة النقل الأمريكي (NTSB) إلى كوريا الجنوبية لدعم التحقيقات، إلى جانب ممثلين من إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) وشركة بوينغ المصنعة للطائرة.

وواجهت السلطات الكورية الجنوبية انتقادات بسبب بطء الاستجابة في التعامل مع الحادث وتحديد هوية الضحايا، وهو ما أعاد للأذهان انتقادات مشابهة في حادثة غرق العبارة "سيوول" عام 2014. 

وحتى الآن، تم تحديد هوية معظم الضحايا باستخدام تقنيات تحليل الحمض النووي، لكن هناك خمسة جثث لم يتم التعرف عليها بعد.

وأعلن الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية، تشوي سانغ-موك، فترة حداد لمدة سبعة أيام، وزار موقع الحادث لتقديم التعازي لأسر الضحايا، كما أمر بتفتيش شامل على جميع طائرات بوينغ 737-800 المستخدمة في البلاد بحلول نهاية الأسبوع.

وتشير النظريات الأولية، إلى احتمال اصطدام الطائرة بسرب طيور، لكن خبراء شككوا في قدرة هذا السيناريو على التسبب في مثل هذه الكارثة، فيقول جون نانس، خبير سلامة الطيران: "من النادر أن يمنع تصادم مع طيور الطيار من تفعيل معدات الهبوط". 

وزاد تعطل جهاز تسجيل بيانات الرحلة من تعقيد التحقيقات، حيث أعلنت وزارة النقل أن مسجل البيانات تعرض لأضرار كبيرة، مما يجعل استخراج المعلومات أكثر صعوبة. أما جهاز تسجيل الصوت في قمرة القيادة، فقد كان في حالة أفضل، وفقًا لوكالة "يونهاب".