محلل سياسى: التصعيد الإسرائيلى يُفاقم التحديات الإقليمية لاستقرار اليمن (خاص)
قال صهيب ناصر الحميري، المحلل السياسي اليمني، إن العاصمة صنعاء تشهد تصعيدًا خطيرًا في الأوضاع على خلفية الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع متعددة في المنطقة، وهو ما يعكس تعقيد المشهد الإقليمي وأثره على الأمن والاستقرار في اليمن.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه في الوقت الذي تنشغل فيه القوى الإقليمية بصراعاتها، نجد أن اليمن يمثل نقطة تمركز لتفاعلات هذه الأزمات، ما يجعل الوضع أكثر تأزمًا.
وتابع الحميري: لقد عملت الأطراف المتنازعة في المنطقة على استغلال الأحداث الإقليمية في غزة لتوجيه رسائل سياسية أو لتحقيق مكاسب دبلوماسية.
في هذا السياق، يمكن ملاحظة أن القوى المتواجدة في اليمن قد تزايدت في أنشطتها العسكرية والإعلامية، ما يعزز شعورًا عامًا بالانفلات الأمني وتهديد استقرار المنطقة. لكن هذا التصعيد لا يقتصر على المواجهات العسكرية فقط، بل يتعداه إلى دفع الشعب اليمني نحو حالة من التوتر المستمر، والتي بدورها تؤثر على الوضع الاجتماعي والإنساني في مناطق واسعة من البلاد.
الجنوب اليمني يشهد استقرارًا نسبيًا نتيجة للتعاون
على النقيض من ذلك، أشار الحميري إلى أن مدينة عدن في الجنوب اليمني تشهد استقرارًا نسبيًا نتيجة للتعاون بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، حيث يسعى الطرفان لتحقيق توازن سياسي وأمني من خلال تعزيز المؤسسات المحلية وتقديم الخدمات الأساسية.
وتابع الحميري: في هذه الأثناء، يبدو أن الحلول المستقبلية التي تعتمد على الوحدة السياسية والتنسيق بين القوى الجنوبية قد تفتح المجال أمام تحقيق استقرار طويل الأمد، وربما تدفع الوضع السياسي في اليمن نحو العودة إلى حدود ما قبل عام 1990م، مع ضمانات لاستقلال الجنوب السياسي وتفادي التوترات المستمرة مع الشمال.
ولفت إلى أن استقرار عدن قد يشكل في المستقبل القريب حلًا ممكنًا يساهم في تحسين الأوضاع العامة في البلاد، حيث تكون الحكومة الشرعية قادرة على تعزيز سيطرتها في مناطق الجنوب، مع دعم دولي وإقليمي لمساعدة الشعب اليمني على تجاوز الظروف الصعبة.
وتبرز هنا أهمية تقديم الدعم للسلطات المحلية في الجنوب لضمان حماية الاستقرار، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتوفير الموارد اللازمة لتحسين حياة المواطنين في هذه المناطق.
من جهة أخرى، يلاحظ الحميري أن اليمن يعيش في مرحلة من التحديات الكبيرة، إذ إن المنطقة تشهد توترات سياسية وعسكرية تزداد تعقيدًا بسبب الأطراف الفاعلة خارج حدود البلاد.
وتابعت أن الدول الإقليمية، بما في ذلك الاحتلال الاسرائيلي ترى في الوضع في اليمن فرصة لتفعيل مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، ما يخلق بيئة جديدة من الصراعات والمواجهات على مختلف الأصعدة.
لقد أثبتت الأحداث الأخيرة في اليمن أن الاستقرار في المنطقة بحاجة إلى حلول سياسية تشمل جميع الأطراف المعنية، كما أن هذه الحلول تتطلب التعاون المستمر بين الحكومة اليمنية والجهات الإقليمية والدولية، فضلًا عن التزام الأطراف المحلية بالعملية السياسية والحوار الوطني.
ويبقى الأمل في أن تتمكن الأطراف المعنية من وضع حد لهذا التصعيد، مع التأكيد على أهمية دعم استقرار اليمن وفتح آفاق السلام بعيدًا عن الأجندات العسكرية التي لا تفيد الشعب اليمني في شيء.