من غزة إلى أوكرانيا.. 2024 لوحة جسدت وجه العالم الدامي
شهد العالم في عام 2024 سلسلة من الحروب والصراعات والأزمات الاقتصادية التي تركت بصمتها على المشهد الدولي، من ساحات القتال إلى أروقة الاقتصاد، تكشف هذه الأحداث عن تعقيدات المرحلة الراهنة وتحديات المستقبل.
“الدستور” يرصد في السطور التالية أبرز الأحداث التي هزت العالم في عام 2024..
حرب غزة
استمرت العمليات العسكرية بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية طوال العام 2024، مع تصعيد كبير في الهجمات الجوية والبرية. أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 40 الف شخص وتشريد ما يزيد عن 1.5 مليون من سكان غزة، الذين واجهوا أوضاعًا إنسانية كارثية في ظل الحصار المستمر ونقص الإمدادات الأساسية.
ووصفت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية الوضع بأنه "إبادة جماعية"، مع تزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار دون جدوى.
الصراع في أوكرانيا
دخلت الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، حيث واصلت روسيا هجماتها العسكرية في شرق أوكرانيا، بينما استمرت كييف في تلقي دعم عسكري كبير من دول الناتو، بما في ذلك أسلحة متقدمة وطائرات مقاتلة.
وتسبب النزاع في نزوح أكثر من 8 ملايين شخص داخليًا وخارجيًا، وأدى ذلك إلى أزمة طاقة كبيرة في أوروبا، مع تسجيل أسعار الغاز ارتفاعًا بنسبة 40% مقارنة بعام 2023.
الأزمة في لبنان
شهد لبنان في 2024 سلسلة من الأحداث الدراماتيكية التي غيرت ملامحه السياسية والعسكرية بشكل جذري، من تصاعد الحرب الإقليمية إلى الاغتيالات التي طالت قيادات بارزة في حزب الله، وصولًا إلى توقيع اتفاق أمني مثير للجدل مع إسرائيل وانهيار نظام بشار الأسد في سوريا، أصبح لبنان أمام واقع جديد محفوف بالتحديات.
تفاقم الأزمات في السودان
شهد السودان واحدة من أكثر الأزمات دموية في 2024، مع استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. قتل ما يزيد عن 15،000 شخص، ونزح أكثر من 5 ملايين إلى الدول المجاورة. وتدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل حاد وسط غياب حلول سياسية للأزمة.
تصاعد التوتر في تايوان
مع استمرار الصين في محاولاتها لفرض سيطرتها على تايوان، شهدت المنطقة زيادة في المواجهات البحرية والجوية بين القوات الصينية ونظيرتها الأمريكية التي عززت وجودها العسكري في المنطقة.
تصاعدت حدة التوترات بعد تدريبات عسكرية ضخمة أجرتها الصين قرب مضيق تايوان، مما أثار مخاوف من اندلاع نزاع عسكري شامل.
أزمات في الساحل الإفريقي
كما شهدت منطقة الساحل الإفريقي تصاعدًا في هجمات الجماعات المسلحة، خاصة في النيجر ومالي وبوركينا فاسو. أدى تزايد نشاط الجماعات الإرهابية إلى انهيار الأمن، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وانهيار الخدمات الأساسية.
ركود اقتصادي عالمي
ارتفاع أسعار الطاقة.. أدى استمرار الصراع في أوكرانيا إلى اضطرابات في سوق الطاقة العالمية، مما تسبب في ارتفاع أسعار النفط بنسبة 30% خلال العام، مع تجاوز سعر البرميل 100 دولار في العديد من الأسواق الأوروبية.
أزمة الديون في الدول النامية
وصلت ديون الدول النامية إلى مستوى قياسي بلغ 9 تريليونات دولار، حيث عجزت العديد من الدول عن سداد قروضها وسط تراجع النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم، التي تجاوزت 25% في بعض الدول الإفريقية.
تحديات الاقتصاد الأمريكي
رغم انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، إلا أن الاقتصاد الأمريكي واجه ارتفاعًا في معدلات التضخم بنسبة 6% وزيادة الديون الفيدرالية إلى 33 تريليون دولار، أدى ذلك إلى تراجع ثقة الأسواق وإثارة مخاوف من ركود اقتصادي محتمل.
أزمة الغذاء العالمية
تفاقمت أزمة الأمن الغذائي، مع وصول عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي إلى 345 مليون شخص، بزيادة قدرها 20% مقارنة بعام 2023.
وتأثرت إفريقيا والشرق الأوسط بشكل خاص نتيجة التغيرات المناخية والنزاعات المستمرة التي أعاقت سلاسل التوريد.
الانعكاسات الإنسانية.. نزوح وجوع ومآسٍ متزايدة
شهد العالم زيادة ملحوظة في أعداد اللاجئين، حيث فر أكثر من 20 مليون شخص من مناطق النزاع مثل غزة وأوكرانيا والسودان ولبنان، في ظل ظروف معيشية قاسية.
التغير المناخي والكوارث الطبيعية
ساهمت الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والجفاف، في تفاقم الأزمات الإنسانية، لا سيما في الدول الفقيرة التي تواجه نقصًا في التمويل والدعم الدولي.
يبقى عام 2024 شاهدًا على مدى تعقيد الأوضاع العالمية وتشابك الأزمات السياسية والاقتصادية والإنسانية. في ظل هذه التحديات، يتطلب المستقبل تحركات دولية جماعية لمعالجة الأسباب الجذرية للصراعات والعمل على تخفيف المعاناة الإنسانية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.