أوبئة ونقص غذاء.. كيف يعيش أهالي السودان في ظل الحرب؟
سلّط رئيس تحرير صحيفة "التيار السوداني"، عثمان ميرغني، الضوء على الأوضاع الإنسانية الصعبة في السودان نتيجة الحرب الدائرة منذ العام 2024.
وقال ميرغني، لـ"الدستور"، إن العديد من المشروعات الزراعية الكبرى خرجت عن الخدمة بسبب تمدد النزاع إلى المناطق الزراعية، على رأسها مشروع الجزيرة الذي يعد من أكبر المشاريع في أفريقيا.
تأثر المشاريع الزراعية بعد اجتياح الدعم السريع
أوضح أن المشروع الذي يمتد على مليوني فدان تأثر بشكل كبير بعد اجتياح ميليشا الدعم السريع لعاصمة ولاية الجزيرة، ما أسفر عن عدم قدرة المزارعين على تنفيذ أعمالهم الزراعية نتيجة انعدام التمويل والمستلزمات الأساسية مثل البذور والمبيدات.
وأكد “ميرغني” أن توقف قنوات الري الرئيسية في بعض المناطق أثر سلبًا على الإنتاج الزراعي، ما أدى إلى تدهور الوضع الغذائي في السودان، مضيفًا أن العديد من المناطق أصبحت تعاني من نقص حاد في الغذاء، وبعضها وصل إلى حد المجاعة.
أما في المجال الصحي، أشار إلى انتشار الأوبئة بشكل غير مسبوق في عدد من الولايات، كحمى الضنك والملاريا، إضافة إلى انتشار مرض الكوليرا في ولاية القضارف وكسلا والبحر الأحمر ونهر النيل هذه الأوبئة أدت إلى وفيات كبيرة، تقدر أعدادها بأنها قريبة من أعداد القتلى نتيجة الحرب نفسها. كما أدى نقص الغذاء إلى ضعف المناعة لدى المواطنين، مما جعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
وأوضح ميرغني أن الوضع الكهربائي في بعض المناطق، خاصة الخرطوم والنيل الأبيض، قد تأثر بشكل كبير بسبب توقف العديد من المولدات الحرارية، ما أسفر عن نقص في إمدادات الطاقة اللازمة للمزارع التي تعتمد على الكهرباء في إنتاج الغذاء هذه الأوضاع تضاف إلى سلسلة من الأزمات التي تعصف بالقطاع الزراعي والصحي في السودان.
شدد ميرغني على ضرورة وجود تدخلات عاجلة من قبل المجتمع الدولي والجهات المختصة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يعيشها السودانيون بسبب الحرب المستمرة.